ميشيل زهرة
الحوار المتمدن-العدد: 5459 - 2017 / 3 / 13 - 21:00
المحور:
الادب والفن
هناك على شرفة الروح ، و ضعت الحكاية .
على شرفة الروح تمادى الحكائيّ بظلم الطفولة .
كنا صغارا مثل طلاء القطيع . و كنا نظن : إن الإله فراخ صغار ثلاثة . كأخوة ، كأبناء عمّ . و الذاكرة كانت كسفر النقاء . نروح ، و نرجع ..نرفرف مثل الطيور.. و لم يكتمل ريش تحدّي الرياح في جناح الصبر على قسوة الألم .
أذكر يومها : إن الرياح تمادت في غيّها. و ثارت زوابع ساقت كل القطيع إلى اللا مشتهى . و كان الهجير ، وطال انتظار الأهالي ، و ضعنا جميعا..!
كان الحمار و كلب نبوح وفيّ . و بعد الضياع ، رجعنا عطاشا ، جياعا . فلا قربة الماء كانت ، و لا أرغفة البقاء على الرمق الأخير .
يومذاك ، ظننّا : إن الإله خبز و ماء . كانت الذاكرة حبلى برب مثل صغار الكائنات . مثل الطلاء ، مثل الجداء ..كعجل صغير ..كطفل صغير .. !
ما من كاهن علمنا : إن الإله رحيم عتيد ..و جبار عنيد .
رأينا ، أخيرا ، إن الحمار يلوك التي في المزودة ، و ماء الحياة . و هاجمنا الرعب و نحن مثل جداء صغار .
يومذاك ، سالت سواقي المآقي الحزينة . و ينداح رعب في عيون الرفاق .
أذكر : إن الإله تجلى لنا ..!!
و حين تجلى ، نظرنا إليه كمن في رجاء . كمن في صلاة .! تجلى كضرع ينادي و يهتف فينا تعالوا إليّ صغاري ..تعالوا .
كان كشاة ، كبقرة تلوك اجترارا ، و تنظر فينا بحب عميق كما الأمهات..و ضرع مليء بما نشتهي ..و حين ارتمينا على ضرعها.. كنا جداء نلوك الضروع لكي نرتوي .. و قد زاد ضرع لكلب وفيّ .!
و حين شبعنا ..علمنا : إن الإله عطاء ، و ضرع سخي كما صدر أم حنون .
#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟