أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - صانع العاهرات ..!














المزيد.....

صانع العاهرات ..!


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 04:59
المحور: الادب والفن
    


ليس أمرا معتادا أن يطلب مني ابن خالتي ( الشاعر ) سعدو ، أن أرافق زوجته ، و أولاده إلى الكراج للذهاب إلى بيت أهله ..! و أن آتي إلى المكتب باكرا ، لأنظفه ، و أعمل القهوة المرة ، و اشتري بخاخ ملطف ، و أشتري باقة ورد من عند الآنسة صفاء ، صاحبة محل الورد ، و أضعها في أصيص من كريستال ، على الطاولة التي تتوسط المكتب ، و أذهب لشراء الفاكهة ، و النقولات ( الموالح ) و بعد عودتي عرفت السبب ..!
فتاة جميلة ، تجلس في ارتباك .. تبدو أنها من القرى . في يدها بعض أوراق لكثرة ما عركتها بيديها ، و بتأثير التعرق نتيجة الاضطراب ، أوشكت أن أوفر عليها عناء رميها في سلة المهملات ، لو لم يستدرك الشاعر سعدو ابن خالتي الموقر ، و يطلب منها تلك الأوراق شبه التالفة ، و يفتحها ليقرأ ما كتب فيها من تأليف الفتاة التي تبدو خائفة ، و مرتبكة من حضورها في مكتب سعدو ..!
( مريضة انا ..و بي حنين و شوقن ..أحب الهيامو إلى البحر ..و أحب كل شيء .. و لاشيء ..جرني من يدي يا حبيبي ..و لا تلمس صدري ..جرني إلى السرير ..و لا احب أن تراني أمك في بيتكم ......)
( ما شاء الله ..ما هذا ..؟؟ الحقيقة يا آنسة لقد تفاجأت بشعرك ..!! منذ متى تكتبين الشعر .؟؟؟ من زمان تقولين ..؟؟ لمن تقرأين من الأدباء ..؟؟ تقولين أكثر شيء تقرأين لأحلام ..؟؟!! أحلام لها روايتين فقط ..ماشاء الله ..!! يبدو أنك موهوبة ، و مثقفة..!! عمرك الآن لا يتجاوز العشرين ، و تكتبين من زمان ..!!! هنا بعض الأخطاء اللغوية ..و لكن لا تشيلي هما ..سأصلحها لك ..! و هنا الانسابية متعثرة قليلا ..و لكني ساضع بصماتي على القصيدة قبل إلقائها على مدرج ( ...) تقولين تخافي من الإلقاء لأنها المرة الأولى ..؟؟ و لا يهمك ..ساكون إلى جانبك ..! و لكن يا صديقتي الشاعرة ..( و ألقى على وجهها نظرة ليدرس تأثير الصفة المجانية التي أطلقها عليها ..) لو أنك تتجاوزين التربية التي تربيتي عليها في الضيعة ..هذا التحفظ في الدلالات الجنسية ، يجعل جمهورك يتأفف ..دعي الجمهور ينفتح يا عزيزتي ..فالانفتاح ميزة العصر ..الشاعرة ، إن لم تكن منفتحة ، لا تنجح ..و خاصة إذا كانت مبتدئة ..! فذكر كلمة نهد ..أو ساق ، أو خصر ..يؤجج المستمع ..! تقولين أنك خائفة جدا ..؟؟!! ما رأيك أن أعيد صياغة النص ، و أدربك على الإلقاء قبل أن تكوني أمام جمهور كبير ..؟؟ تقولين كيف ..؟؟
اذهب أنت يا عبدو إلى البيت ..انتهى عملك اليوم ..! ستلقين أمامي في بيتي ..وهل تخجلين مني ..؟؟ عظيم ..! اتفقنا ..! ( مع السلامة يا عبدو . أغلق الباب وراءك ..) سندخل إلى البيت من الباب هذا الذي ضمن المكتب ..زوجتي ، و الأولاد عند أهلي ..و لا أظنك ستخجلين مني ..! ستلقين براحتك ..سأدربك على الإلقاء المثير ، الذي يجعل الجمهور يضفق لك حتى تهتريء أكفه ..! و بعد أن أتأكد من أنك متقنة للإلقاء ، سأدربك على الإلقاء بين أصدقائي ..نعم أصدقائي ..! نحن مجموعة من التجار ، و الأدباء ، نلتقي كل أسبوع في فندق ( ...) هناك ستلقين ..لا شك ، ستكوني قد تجاوزت الخجل بعد إلقائك في منزلي ..! ثم ، سيكون معك صديقتان ستلقيان معك ..! أريدك متفوقة على الجميع ..أولا جمالك باهر ..و حضورك متميز ..! و ستنالين رضى الأصدقاء ، و سيغدقون عليك الكثير من الهدايا إذا ارتاحو لك . و بعد ذلك ستلقين على المنابر العامة..! لندخل الآن لنتدرب على الإلقاء يا عزيزتي ..!! لن أكون سعدو إذا ما صنعت منك شاعرة و لا كل الشاعرات ..! اسألي عني وعد ..و هيام ..سأعرفك عليهن في الفندق .. وعلى وجوه المدينة من التجار و الأدباء ..!! )



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعبد الأول ..!!
- الاسطبل ..!
- الشموع ..!!
- الأنا ، و النحن ، و الشخصية .!
- الزيف الإنساني ..!
- أم رمضان و ساكو ..!
- الخبر الذي يهز البشرية الآن ..!
- النثر ، و الشعر ..!
- شطحة خيال ..!
- تهافت الأمراء ..!
- أنا المكتوم بلا انتماء ..!
- السيدة الغامضة ..!
- الصورة ..!
- قراءة في رواية الشرنقة و الفراشة للروائي محمد زهرة ، للدكتور ...
- عبدو على تخوم المستحيل ..!
- داعش ، ربيع العرب ..!
- مذكرات جنرال عربي ..!
- العقم الفكري ..!
- الوحش ..!!
- قطب واحد ..!


المزيد.....




- البحرين تفوز بجائزة أفضل وجهة للمعارض والمؤتمرات (صور)
- تحديات القراءة وأثرها على الشباب
- -سلمى- و-أرزة-.. نظرة على الأفلام المتنافسة بمسابقة آفاق الس ...
- فيلم انيميشن لمخرجة مسلمة امريکية يهز ضمير العالم
- معاهد التمثيل في سوريا.. مواهب واعدة أم مؤسسات تجارية؟
- في عرض خاص بكتارا.. فيلم -المرهقون- يستعرض رحلة كفاح أسرة يم ...
- صدر حديثاً للروائية العراقية الكبيرة إنعام كجه جى رواية -صيف ...
- مترجمة للعربية لا تفوتك.. مسلسل قيامة عثمان 169 الموسم 6 على ...
- فنان الفسيفساء بوزيغو يكرم ترامب وهاريس من خلال إحدى أعماله ...
- كيف يعاني غير المُلِمّ باللغة الألمانية عند المرض؟


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - صانع العاهرات ..!