أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - أحلام أردوغان تصطدم بالواقع الميداني في الشمال السوري














المزيد.....

أحلام أردوغان تصطدم بالواقع الميداني في الشمال السوري


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الوضح أن أردوغان لم يتعلم من تجارب أسلافه من سلاطنة الدولة العثمانية .. الذين عولوا على دعم أوروبا لهم خلال حروبهم الطويلة مع روسيا القيصرية (ولا سيما في حرب القرم أواسط القرن التاسع عشر) بعدما تعرضوا لهزائم عديدة في مواجهة الجيوش القيصرية .... ولكن الغرب نفسه الذي دعم الدولة العثمانية سابقاً في آخر حروبها ضد روسيا القيصرية ,عاد ليُطلق رصاصة الرحمة على الامبراطورية العثمانية المُحتضرة مع نهاية الحرب العالمية الاولى مُستعيناً بما يُسمى " بالثورة العربية الكبرى" التي قادها الشريف حسين , ليرث بالتالي التركة العثمانية في العراق وبلاد الشام .
وهنا يبدو بوضوح أن أردوغان لم يقرأ التاريخ بإمعان أو ربما لم يفهمه .... فرغم الدخول العسكري الروسي الحازم في الحرب السورية في مواجهة الجماعات الكتفيرية المدعومة من تركيا , لم يزل أردوغان يُعول على حلفائه في الغرب والولايات المُتحدة لانقاذه من الورطة التي وقع فيها منذ حربه الاجرامية على سوريا بتشجيع وتوجيه من الغرب وتمويل وتسليح سخي من مشيخات النفط الخليجية .... فقد اعتقد أردوغان بكل غباء أن أن حليفه الغربي سيساعده الى النهاية في السيطرة على المنطقة العربية , لاستعادة الامجاد العثمانية تحت قيادته بمساعدة الاخوان المسلمين والجماعات الاخوانية والتكفيرية المُسلحة ..... وهو لم يستوعب حينها أن الغرب بتشجيعه على شن حربه الاخوانية والتكفيرية على سوريا .. لم يكن يأبه لحلمه العثماني في توحيد المنطقة تحت رايته , بل كان يهدف فقط الى تمزيق المنطقة طائفياً وهدم استقرارها وأمنها الاقليمي , واستنزاف جيوشها الوطنية وتهديد النفوذ والامن القومي لروسيا وإيران وضرب أنظمة وقوى المقاومة في المنطقة , في الوقت الذي نجح فيه الغرب بأجهاض ثوراتها وانتفاضاتها المليونية التي اندلعت في تونس ومصر مع نهاية عام 2010 , مُستعيناً بمشيخات الخليج وقوى الاسلام السياسي الرجعي التي تمكنت من التسلل الى صفوف الجماهير المليونية الغاضبة في تونس ومصر في ظل غياب أو ضعف الطليعة السياسية الوطنية والتقدمية التي كان من المُفترض أن تقود الحركة الجماهيرية الغاضبة واستلام السلطة السياسية بعد سقوط النظامين التونسي والمصري, بدلاً من التنظيمات الاسلامية العميلة .
ولكن أردوغان رغم فشله المُتواصل والذريع في اسقاط النظام السوري, ورغم الواقع الجديد الذي فرضه الدخول الروسي على خط الازمة السورية منذ سبتمبر 2015 , لم يزل يتخبط الى الآن في توجهاته وأهدافه في سوريا والعراق والمنطقة..... وبدلاً من تراجعه عن جنون العظمة وتخليه عن أحلامه وأهدافه العدوانية المُتهورة بعد الهزائم الساحقة لجماعاته التكفيرية في أحياء حلب الشرقية , تابع أردوغان من تخبطه وقراراته الفاشلة التي قادت الى المزيد من أزمات تركيا الداخلية والاقليمية , ولا سيما بعد التدخل العسكري المُباشرفي شمال سوريا من قبل الجيش التركي وقوات درع الفرات التي شكلها أردوغان من مُسلحي أحرار الشام وبقية الجماعات التكفيرية .... وهو على أية حال تدخل يبدو كتورط خطير لتركيا سيقودها أوقادها بالفعل الى المزيد من الفشل والاستنزاف العسكري المُكلف جداً في أوحال الشمال السوري , ولاسيما بعد معارك الباب الطويلة في مواجهة تنظيم داعش , الذي رغم كونه الحليف السابق لتركيا , إلا أنه كبد الجيش التركي وقوات درع الفرات خسائر فادحة جداً في الجنود والآليات قبل انسحابه من المدينة .
ولكن رغم سيطرة الجيش التركي في نهاية الامر على مدينة الباب , إلا أن هذه السيطرة لم تُقدم للجيش التركي أي إمتيازات ميدانية تُذكر سوى خسائره الفادحة في معارك الباب , في الوقت الذي تقدم فيه الجيش السوري في أرياف حلب الشرقية التي يُسيطر عليها داعش ليصل الى الريف الجنوبي لمدينة الباب ويتقدم بعدها في اتجاه شمال الشرق نحو مدينة منبج , ليلاقي قوات سوريا الديمقراطية التي قامت بالانسحاب من القرى الواقعة جنوب غرب منبج لصالح الجيش السوري وقامت بتسليم المدينة لحرس الحدود التابع للجيش السوري , وذلك بالتنسيق مع قيادة الجيش السوري برعاية روسية ... والهدف من كل ذلك هو قطع الطريق على الجيش التركي وقوات درع الفرات , ومنعها من التقدم شرقاً لعبور الفرات باتجاه الرقة .... وهنا تم حصر تواجد الجيش التركي وقوات درع الفرات في الشمال السوري ضمن منطقة حدودية محدودة في غرب الفرات بحيث لا يستطيع الجيش التركي تجاوزها للتقدم شرقاً نحو الرقة دون الصدام المُباشر مع وحدات الجيش السوري , التي لن يتمكن الجيش التركي على أية حال من اعتراضها أو الصدام معها وفق الاملاءات الروسية على القيادة التركية .
ولم يزل أردوغان الآن يتأرجح في قرارته الهستيرية , حتى بعد التفاهمات التركية مع الجانبين الروسي والايراني عشية انعقاد مُؤتمر استانة .... فتارة ينقلب على هذه التفاهمات ويُهاجم ايران بشدة ليتقرب من حليفه الامريكي على أمل التصعيد العسكري وانشاء المناطق الآمنة ... وتارة يعود الى هذه التفاهمات ويحافظ على علاقات متوازنة مع إيران .... وهذه جميعها مؤشرات واضحة للهستيريا وعدم الثقة بالنفس , ولخسارة تركيا بقيادة أردوغان للعقلانية السياسية التي قد تقوده ان عاجلاً أم آجلاً الى الهاوية السياسية ......... وعلى أية حال ان غداً لناظره قريب .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي ونظرية المؤامرة
- المراوغة التركية بين أستانة ومعركة الباب
- الضعف والخلل ينخر في البنية السياسية والعسكرية للنظام الرأسم ...
- الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية
- ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...
- أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي
- جرائم آل سعود في اليمن واعلام الفضائيات الخليجية والعمالة ال ...
- معارك الميدان السوري.... وهستيريا تحالف الغرب بقيادة الولايا ...
- اغتيال ناهض حتر


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - أحلام أردوغان تصطدم بالواقع الميداني في الشمال السوري