أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب















المزيد.....

ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تشهد الولايات المُتحدة اجراءات أمنية مُشددة ومظاهرات عارمة وغاضبة كالذي شهدته خلال وبعد التحصير لتنصيب الرئيس " المُنتخب " ترامب . فقد عمت المظاهرات الغاضبة والرافضة له ليس الولايات المتحدة فحسب, بل دولاً ومدن عديدة في العالم شملت أوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا ...وغيرها .... ولكن لماذا تتصاعد المظاهرات الغاضبة والرافضة لهذا الرئيس على نحو مُتميز وفريد لم يشهده تاريخ الولايات المُتحدة . وقبل الحديث عن مضامين خطابه التنصيبي المليئ بالاكاذيب والمُثير للسخرية , سنتطرق للظروف التي جاءت بهذا الرئيس الى الحكم في ظل نظام انتخابي قديم ومُهترئ أثبت عجزه وفشله في تحقيق أبسط المفاهيم والقوانين الديمقراطية المُتبعة في جميع دول العالم التي تتمتع بممارسات ديمقراطية منطقية ..... فلأول مرة في التاريخ الانتخابي للولايات المتحدة يتم فوز رئيس في الانتخابات رغم خسارته للاغلبية العامة لاصوات الناخبين بحوالي 2.8 مليون صوت لصالح منافسته هيلاري كلنتون , وهو رقم هائل يفوق بكثير الارقام التي سجلتها سابقاً انتخابات رئاسية شبيهة ولاسيما التي حدثت في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن الذي فاز بالرئاسة رغم فارق الاصوات لصالح خصمه آل غور بما يُقارب المليون صوت , هذا في الوقت الذي سجلت فيه الانتخابات الامريكية الاخيرة رقماً قياسياً في تدني الاقبال على الانتخاب بسبب عدم قناعة الناخب الامريكي بكلا المُرشحين الديمقراطي والجمهوري .. ومع ذلك فقد خسر ترامب لصالح المُرشح السيئ الآخر بفارق هائل لا يُمكن تصديقه .
وهنا يُمكننا أن نرى ليس فقط مدى تدني شعبية هذا المرشح الرئاسي المشبع بالعنصرية والكراهية بل مدى المهزلة التي يعكسها النظام الانتخابي الامريكي ..... ومن يعتقد من الامريكيين أو من الاقليات العربية أو الاسلامية أو الاقليات الاخرى من الذين هللوا لفوز ترامب لاي سببب كان , بأنهم لن يتأثروا بشكلٍ أو بآخر بسياسته العنصرية الخطرة على المُجتمع الامريكي وبسياسته الاقتصادية أو الضريبية المقبلة والتي ستزيد من أفقار مختلف الطبقات الاجتماعية في الولايات المُتحدة , بدءاً من البرجوازية الصغيرة والطبقات الوسطى , ومروراً بالطبقة العاملة , وانتهاءاً بالشرائح الاجتماعية التي تعيش تحت خط الفقر ... فهم بالتأكيد مُخطؤون . فسياسته الداخلية المُرتقبة ستزيد لابعد الحدود من الثراء الفاحش للنخب المالية والرأسمالية والطفيلية في الولايات المُتحدة , كما ستُساعد على هيمنة النخب الفاشية والعنصرية والطبقية العليا على القرار السياسي والاقتصادي والضريبي والامني في البلاد ... وفيما يلي سنعدد فقط ولتجنب الاطالة قدر الامكان أهم النقاط الواردة في حملته الانتخابية وخطابه التنصيبي المليئ بالسخرية والأكاذيب المُضللة :
1. يعتقد هذا الرئيس بطريقة مُضحكة أنه سيحمي حدود الولايات المتحدة . ورغم أنه يًقصد على نحوٍ عنصري مُبطن الحد من هجرة الاقلية المكسيكية والاقليات الاسلامية عبر الحدود , ولكنه طرح الامر وكأن دول العالم الاخرى تُهدد الحدود الامريكية وأمنها القومي , في الوقت الذي تنتهك فيه الولايات المُتحدة كدولة عظمى حدود سورية وليبيا والعراق وهاجمت سابقاً بجيوشها وأساطيلها دولاً عديدة في جنوب شرق آسيا وغزت أفغانستان والعراق وحتى لبنان عام 1982 و 2006 بتشجيع لترسانتها العسكرية في الكيان الصهيوني .
2. يزعم هذا الرئيس الذي ينتمي لاكثر الطبقات الرأسمالية ثراءاً وبطريقة مُضللة لا يُصدقها سوى الجهلة والاغبياء من الشعب الامريكي أن الولايات المتحدة هي ضحية الجهود التي تبذلها لحماية دول أخرى في العالم وإنعاشها إقتصادياً , وأن أمريكا تنفق أموالها للدفاع عن حدود الدول الاخرى وليس حدودها مما أدى الى انهاك الاقتصاد الامريكي .. وذلك عكس الحقائق الاقتصادية التي تُؤكد ابتزاز الطبقة الرأسمالية الحاكمة التي ينتمي اليها والمُتنفذة في الاقتصاد الامريكي الى جانب الطبقات الرأسمالية المالكة لمؤسسات الصناعة الحربية في الولايات المُتحدة وأوروبا لميزانيات شعوبها في الحروب العدوانية على دول العالم الثالث . هذا عدا عن ابتزاز ميزانيات الدول التي تسير في فلك الغرب ليس فقط لتغطية نفقات قواعدها العسكرية في هذه البلدان والتي قد تُستخدم عند الحاجة للتهديد والتدخل العسكري , بل أيضاً في تشجيع هذه الدول على انفاق عشرات المليارات من الدولارات بين فترة وأخرى لشراء مختلف أنواع الاسلحة الامريكية والترسانات الغربية.... أما على الصعيد الاوروبي فالولايات المُتحدة تدعم وتقود حلف الناتو ليس لحماية بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها من الدول الاوروبية بل لفرض سيطرتها السياسية والعسكرية على الساحة الاوروبية ولتسويق منتجاتها الصناعية ومعداتها الحربية والصاروخية في ترسانة حلف الناتو وترسانات بعض الجيوش الاوروبية .
3. يدعي هذا الرئيس المُشبع بالكراهية والعنصرية وبمُنتهى النفاق أنه سيُحافط على تماسك ووحدة المجتمع الامريكي دون أن يأخذ بعين الاعتبار ومنذ بدايات حملته الانتخابية احترامه الادنى للتعدد العرقي والديني والثقافي في المجتمع الامريكي , من خلال فشله في اخفاء عدائه للمسلمين من خلال تكراره المُتواصل لعبارات الاسلام الارهابي الراديكالي والتروج لفكر الاسلاموفوبيا , وكذلك استعداده لبناء جدار عازل على الحدود المكسيكية لمنع دخول الاقليات اللاتينية الى الولايات المُتحدة بالرغم من الاعتماد الهائل للاقتصاد الامريكي على اليد العاملة الرخيصة القادمة عبر الحدود المكسيكية .
4. لا يُخفي هذا الرئيس العنصري تأييده واعجابه المُطلق بالكيان العنصري الصهيوني الى درجة أنه أبدى استعداده لنقل السفارة الامريكية لدى الكيان الصهيوني الى القدس المُحتلة , في الوقت الذي تزداد فيه بشكلٍ ملحوظ مقاطعة البضائع الاسرائيلية في أوروبا ونيوزلاندا وأمريكا اللاتينية وغيرها , بعد أن تكشفت لدى شعوب العالم حقيقة هذا الكيان الذي يُمارس أبشع أنواع الاجرام والكراهية والتمييز العنصري في التاريخ الحديث, سواء بلاعتقال والقتل التعسفي للفلسطينيين بدم بارد , الى الحصار والقصف الهمجي لقطاع غزة , الى التهجير وهدم المنازل واغتصاب الاراضي وبناء المستوطنات .... الخ
وأخيراً فهذا الرئيس العنصري الذي يُعبر بسلوكه وأفكاره عن جهل سياسي وانعدام الخبرة السياسية قد أساء بشدة في حكمه على المجتمع الامريكي ..... فالولايات المُتحدة ليست أوروبا ... وإذا كانت المجتمعات الاوروبية تشهد بعض الشيئ ازدياد في شعبية اليمين القومي العنصري والراديكالي ... فالولايات المُتحدة تتميز وتتفوق على أوروبا بالتسامح والانسجام والتعايش في مجتمع تسود فيه على نطاق واسع التعددية العرقية والدينية والثقافية .... ولا يُمكن للعنصرية والكراهية أن تجد لها مكاناً في الولايات المُتحدة .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...
- أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي
- جرائم آل سعود في اليمن واعلام الفضائيات الخليجية والعمالة ال ...
- معارك الميدان السوري.... وهستيريا تحالف الغرب بقيادة الولايا ...
- اغتيال ناهض حتر
- - العقدة السورية - ومنظومة الغرب
- التدخل العسكري التركي في سوريا ..... ما هي مبرراته وأهدافه ؟ ...
- هل تغبرت مواقف تركيا والولايات المتحدة من الازمة السورية ؟؟؟
- التدخل العسكري التركي في جرابلس واللعب الامريكي والتركي بورق ...
- من هو عبد الباري عطوان ؟؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب