أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام 2016















المزيد.....

مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام 2016


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5389 - 2017 / 1 / 1 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُجمع الكثير من المراقبين والمُتابعين والاعلاميين ومُعظم مراكز الدراسات والابحاث السياسية والاستراتيجية على أن أحداث سوريا التي اندلعت في مارس آذار 2011 هي الاخطر والاشرس والاكثر دموية منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية , وذلك من حيث امتداد الصراع وضراوة المعارك وضخامة التسليح والتمويل وتداخل الصراعات الاقليمية والدولية وحدة القتل والعنف الطائفي وحجم الارهاب والدمار والابادات الجماعية والتصفيات الجسدية والعرقية والمذهبية ....الخ . ومع كل ذلك يبدو أن وقف اطلاق النار الشامل في سوريا الذي تم التوصل اليه مع الجانب التركي قد نجح نسبياً الى الآن وربما يستمر من حيث الالتزام والتنفيذ طالما أنه يستثني داعش والنصرة كتنظيمات القاعدة الرئيسية في سوريا . حيث أن الالتزام في التنفيذ هو المؤشر الاساسي والحاسم في الفرز الارهابي لهذه التنظيمات وذلك من خلال ابتعاد كل منها عن أي شكل من أشكال التنسيق العسكري مع هذين التنظيمين الارهابيين أو الخرق العسكري لوقف اطلاق النار .
ورغم أن الوضع في سوريا عموماً وتحديداً في حلب لم يزل مأساوياً من حيث انتشار الخراب والدمار والاوضاع الصحية والتموينية وانقطاع الخدمات الاساسية ...الخ , إلا أن الوضع قد يُبشر مستقبليا بخير مع قرب انطلاق المفاوضات الجادة في كازاخستان لأيجاد حل سياسي شامل للازمة السورية .
وهنا نستطيع أن نلخص فيما يلي مختلف العوامل المُؤثرة في الصراعات الدائرة على الجغرافيا السورية في عام 2016 وتضارب المواقف والتحالفات وخلفيات الاحداث المُتسارعة منذ احكام الحصار على الجماعات المُسلحة في الاحياء الشرقية لحلب :
أولاً : كان للتنسيق والتحالف الاستراتيجي بين سوريا وحلفائها في روسيا وايران والمقاومة اللبنانية العامل الرئيسي والحاسم في تغيير مجرى المعارك الميدانية وموازين القوى العسكرية لصالح هذا التحالف , ولا سيما في معارك حلب والشمال السوري وكسر شوكة المتآمرين ومن يقف ورائهم ... وكذلك في تسريع المصالحات الميدانية في سوريا على نطاق واسع , ولاسيما في المناطق المختلفة لارياف دمشق .
ثانياً : لعب التقارب التكتيكي أو المرحلي الذي شهدته العلاقة بين روسيا وتركيا والذي تم بتوجيه ذكي من ادارة بوتن دوراً رئيسياً في احتواء الموقف التركي المُتآمر , ولا سيما مع إعطاء الضوء الاخضر لاردوغان والقيادة التركية في شهر آب أغسطس الماضي بدخول الجيش التركي الى جرابلس وبعض مناطق الشمال السوري في اطار الطموح التركي بمنع انشاء كيان فدرالي للاكراد في شمال وشمال شرق سوريا .... رغم أن الهدف الاهم للقيادة الروسية من هذا الدخول (وبموافقة ايرانية) كان الضغط على القيادة التركية لمحاربة داعش بشكلٍ جدي في المناطق الحدودية ... وتوريط هذه القيادة عسكرياً في المستنقع السوري من خلال الانشغال بمعارك جانبية بعيداً عن حلب وأريافها القريبة ريثما يتم دحر الجماعات المُسلحة التي تتلقى الدعم العسكري واللوجستي الشامل من تركيا , وبالتالي تسريع الحسم النهائي لمعارك حلب .
ثالثا ً : ساهمت مضاعفات الدخول العسكري التركي الى بعض مناطق الشمال السوري والخسائر البشرية والعسكرية التي تعرض لها الجيش التركي في زيادة الازمات الحادة التي يواجهها أردوغان والقيادة التركية على الصعيد الاقتصادي والامني والاجراءات القمعية والدكتاتورية التي طالت الآلاف من القيادات العسكرية والامنية والشخصيات القضائية والتعليمية والدينية والفعاليات الحقوقية والاعلامية ...الخ وهذا ما قاد الى إضعاف الدور المتآمر لأروغان وقيادته الى حدٍ كبير في الازمة السورية مع التورط العسكري التركي على نطاق واسع في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية من جهة , وفي المعارك الضارية مع تنظيم داعش في محيط مدينة الباب من جهة أخرى , والتي تسببت في تكبيد الجيش التركي خسائر جسيمة , تجاوزت المئات من القتلى والجرحى وأعداد كبيرة من الآليات والمدرعات .
رابعاً : لا يُمكن اعتبار التقارب التركي مع روسيا كتحالف تركي مع الجانب الروسي على حساب علاقات التحالف العسكري والاستراتيجي لتركيا مع الولايات المُتحدة وحلف الناتو في الوقت الذي تُعتبر فيه تركيا من الدول المُؤسسة لهذا الحلف ولا تزال القواعد الجوية الامريكية تقوم بمهامها على الاراضي التركية . فالتقارب التركي مع روسيا لا يتعدى كونه تقارب تتكتيكي ومرحلي أسهم الرئيس بوتن في استغلاله وتوجيهه بالشكل الذي يخدم أهداف التحالف الروسي مع الدولة السورية وإيران للقضاء على خطر الارهاب التكفيري وكل أشكال التآمر الذي يُهدد الامن القومي لدول هذا التحالف , وذلك من خلال استغلال مختلف الازمات المستشرية في الداخل التركي , والتواصل مع أردوغان في توجيه المخاوف والطموحات والازمات التركية نحو انتصارات خارجية وهمية في الشمال السوري وباتجاه طمأنة أردوغان بمنع قيام كيان كردي في شمال سوريا بالتنسيق والتراضي مع الجانبين الروسي والايراني .
خامساً : رغم تفهم حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية للدور الامريكي المشبوه في ظروف الاستهداف التركي لهذه القوات في الشمال السوري , إلا أن هذه القوات تابعت القتال بمفردها ضد تنظيم داعش في ظل تقاعس التحالف الغربي بالكامل في توجيه أي ضربات على مواقع ومعاقل داعش الرئيسية , سواء في الرقة أو دير الزور أو في مدينة الباب ... كما تصدت هذه القوات ببسالة لاعتداءات الجيش التركي وقصفه للمواقع الكردية في ظل تجاهل طيران التحالف الامريكي . هذا في الوقت الذي لم يُسجل فيه أي صدام بين الجيش السوري وهذه القوات باستثناء الصدام مع الجيش السوري في الحسكة في أواخر شهر آب والذي جرى تداركه بسرعة بوساطة روسية . كما أن قوات سورية الديمقراطية وأحد مكوناتها الرئيسية المتمثلة بواحدات الحماية الكردية خاضت عشرات المعارك الضارية في مواجهة داعش والجماعات الارهابية الاخرى والتي كانت تتم في اطار التنسيق من حين الى آخر مع الجيش السوري . وقد سقط لهذه القوات الآلاف من الشهداء في هذه المعارك الطاحنة , ولاسيما التي دارت في عين العرب (كوباني) بالقرب من الحدود التركية, في ظل تواطؤ ودعم تركي واضح لمقاتلي داعش ضد المقاتلين الاكراد , وتحت سمع وبصر طيران التحالف الامريكي . لذا فالهدف الامريكي من دعم قوات سورية الديمقراطية هو فقط لتشجيعها على انشاء كيان انفصالي على الارض السورية وإبعادها عن أي تنسيق ميداني يتم مع الجيش السوري في محاربة الجماعات التكفيرية , وذلك في اطار السعي الغربي المحموم لاضعاف وتقسيم واسقاط النظام والدولة السورية ومحور المقاومة في المنطقة .
سادساً : أخذت روسيا على الصعيد الدولي وفي مجلس الامن زمام المبادرة في ادارة الازمة السورية وتوجيه المعارك والقرارات المختلفة لوقف القتال واطلاق النار, وترحيل الجماعات المسلحة وعائلاتهم من الاحياء الشرقية لحلب والتنسيق مع ايران للاجتماعات والمفاوضات مع الجانب التركي, في الوقت الذي تراجع فيه الدور الامريكي الى درجة كبيرة مع تلاشى الدور الاوروبي على نحوٍ شبه كامل, حيث اقتصرت المواقف الاوروبية والامريكية فقط على توجيه الاتهامات الكاذبة والصراخ والضجيج الاعلامي الهائل حول ما أسمته بالجرائم الوحشية للجيش السوري وحلفائه بحق المدنيين في أحياء حلب .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...
- أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي
- جرائم آل سعود في اليمن واعلام الفضائيات الخليجية والعمالة ال ...
- معارك الميدان السوري.... وهستيريا تحالف الغرب بقيادة الولايا ...
- اغتيال ناهض حتر
- - العقدة السورية - ومنظومة الغرب
- التدخل العسكري التركي في سوريا ..... ما هي مبرراته وأهدافه ؟ ...
- هل تغبرت مواقف تركيا والولايات المتحدة من الازمة السورية ؟؟؟
- التدخل العسكري التركي في جرابلس واللعب الامريكي والتركي بورق ...
- من هو عبد الباري عطوان ؟؟
- ماذا تحمل زيارة أردوغان لروسيا ...؟؟
- حقائق دامغة حول ملابسات وخفيا دور الغرب تجاه الارهاب التكفير ...
- ماذا بعد انقلاب تركيا ؟؟.. وما هي حقيقة ما حدث ؟؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام 2016