أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - ماذا بعد انقلاب تركيا ؟؟.. وما هي حقيقة ما حدث ؟؟














المزيد.....

ماذا بعد انقلاب تركيا ؟؟.. وما هي حقيقة ما حدث ؟؟


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 03:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محاولة الانقلاب " الفاشل " في تركيا أثارت الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول حقيقة هذا الانقلاب وخلفياته , والتي تركزت بشكلٍ رئيسي حول إمكانية أن يكون هذا الانقلاب مُدبراً من قبل أردوغان بطريقة أو بأخرى مع الاستخبارات الامريكية أو الاستخبارات التركية الموالية له بهدف تصفية الخصوم والمعارضين له بطريقة دموية , وزج الآلاف منهم في السجون بطريقة تعسفية وبلا محاكمات .... وبالتالي تطهير الجيش والقضاء والاعلام التركي من هؤلاء الخصوم والمعارضين حتى لو يكن لديهم علم بمحاولة الانقلاب , وحتى لو ذهب ضحية هذا الانقلاب الآلاف من الضحايا الابرياء من الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل بما حدث , ولكن ربما كانوا فقط من ضحايا عملية الاخراج المفبرك للانقلاب وهؤلاء الضحايا في معظمهم كانوا للاسف من الجنود والضباط الصغار . فعملية الاخراج إن كانت صحيحة تتطلب تضليل وتحريض ودفع مئات الالوف من أنصار أردوغان للنزول الى الشوارع للدفاع عن " الشرعية والديمقراطية " ومنهم للاسف الكثير من المجرمين والقتلة والمتطرفين الاسلاميين الذين ارتكبوا مجازو دموية بحق الجنود والضباط الصغار في الجيش والذين على الاغلب لم يكونو على علم حتى بهدف تحرك بعض القطعات العسكرية في الجيش .
ولكن بغض النظر عن حقيقة هذا الالنقلاب وما إذا كان انقلاب حقيقي ولكن ضعيف , أو لم يتم الاعداد له بطريقة جيدة , أو تم احباطه بتدخل سلاح الجو الامريكي في قاعدة انجرليك , أو كان انقلاباً مدبراً من وراء الستار ....الخ , فهذه الفرضيات على أية حال تبقى احتمالات من الصعب التحقق منها ولا سيما مع استمرار السيطرة المُطلقة لاردوغان على المفاصل الاستخباراتية والامنية والقضائية والاعلامية في تركيا .... ولكن ما جرى في تركيا يُشير بالنتيجة الى الاوضاع المُتفجرة في تركيا والى استياء قطاعات واسعة من الشعب التركي التي تم قمعها بشدة في العديد من المدن التركية خلال الاسنوات الاخيرة والتي كان من أعنفها ما جرى في ساحة تقسيم عام 2013 . كما تُشير الى تردي الاوضاع الامنية والسياسية والحقوقية والتجاوزات الدستورية في تركيا في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات العسكرية والدمار والقمع الدموي على نطاق واسع للمواطنين الاكراد وبعض الاقليات القومية في مدن وقرى جنوب شرق تركيا , ويستمر فيه كذلك تدهور الاوضاع الامنية ومسلسل التفجيرات التي اجتاحت تركيا في العامين الاخيرين والتي تتم بالترافق مع احتضان ودعم وتسليح عشرات الالوف من الجماعات الاسلامية المُتطرفة على طول الحدود السورية التركية ..... هذا عدا عن القمع المتواصل للصحافة والاجهزة الاعلامية المناهضة لاردوغان , وعدا عن التدهور المستمر في قيمة الليرة التركية والتراجع الواضح في مؤشرات الاقتصاد التركي بالرغم من عمليات النهب الواسعة واللصوصية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً لآلاف المصانع والمحاصيل الزراعية السورية ولآبار النفط السوري والعراقي والتي تمت بالترافق مع تجارة الاسلحة وتهريبها للجماعات الارهابية المُتطرفة في سوريا وذلك بعلم واشراف ومشاركة أردوغان ونجله . وهي عمليات تم توثيقها بدقة وبكل تفاصيلها عن طريق الطيران والاقمار الصناعية الروسية .
والسؤال الذي يتبادر الى الكثير من المعنيين بالشأن التركي وتداعياته السلبية والمأساوية على الداخل التركي ودول الجوار ولا سيما على الجارة والشقيقة سوريا التي تشارك الشعب التركي ليس فقط الحدود المترامية الاطراف ولكن الكثير من العلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعادات والتقاليد وتشابه المأكولات والاغاني والموسيقى والازياء والفولكلور الشعبي ...الخ , وهذا السؤال هو الى أين يتجه أردوغان بتركيا ؟؟ والى أي مستوى من الحضيض والتدهور سيأخذ معه هذا المجرم الاوضاع المتفجرة في تركيا وتداعياتها على الجوار السوري والعراقي ؟؟ .
كل المُؤشرات تدل على أن أردوغان لن يستطيع الاستمرار طويلاً في حكم تركيا واللعب بمصير المنطقة كما يحلو له , فقد تسبب هذا الرجل بغباء شديد من زيادة عزلته وانهيار شعبيته لدى الشعب التركي وزيادة اعدائه والمُتربصين به داخل حزب العدالة وفي مؤسسات الجيش والدولة والجهاز القضائي .... وما شاهدناه من حشود شعبية في الشوارع التركية بعد الانقلاب لا تُعبر بالتأكيد عن شعبية اردوغان . فلو افترضنا جدلاً أن شعبيته وتأييده المُطلق لا تتجاوز %2 من تعداد الشعب التركي , فان ذلك ( أي %2) يُمثل لا يقل عن مليون ونصف مليون مواطن تركي , وهذا الرقم كفيل بملء الشوارع والمُدن التركية بأعداد هائلة من المُؤيدين له . ومع ذلك لم يتجاوز عدد من نزلوا الى الشوارع في كل المدن التركية % 10 من الرقم أعلاه .... وإذا استثنينا المواطنين الاتراك الذين نزلوا الى الشوارع دفاعاً عن الديمقراطية وليس عن أردوغان .... فالكثير ممن نزلوا الى الشوارع للدفاع عن أردوغان كانوا في معظمهم من المُتطرفين الاسلاميين الذين يحظون بعناية ودعم هائل من قبله ومن قبل زمرته في حزب العدالة والتنمية الاخواني ... وقد شاهدنا بوضوح كيف رفع أردوغان مراراً وتكراراً بأصابع يده شعار رابعة العدوية وهو يعلن أمام حشد من أنصاره في اسطانبول عن فشل الانقلاب ... فهذا الشعار يستخدمه الاخوان المسلمين في مصر كشعاراً لهم .
ولكن على أية حال فإن ارادة الشعوب ومصالحها في العيش الكريم بسلام ورخاء ستنتصر في نهاية الامر , وسيواجه أردوغان المصير الذي يستحقه . وسيكون مصيره في أفضل السيناريوهات أو الاحتمالات المتوقعة بعدم تمكنه من تجديد فترته الرئاسية , ومغادرته لهذا المنصب والحصانة الرئاسية الي يتمتع بها وهو يواجه الذل والآلاف من الملاحقات القضائية والحقوقية والمحاكم الجنائية بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية ..... وقد ينتهي الامر به الى حبل المشنقة من قبل القضاء التركي .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الناتو ومؤتمر المعارضة الايرانية
- يوم القدس العالمي ... والمفارقات العربية والاقليمية
- لماذا التفاؤل (أو التشاؤم) المُفرط بخروج بريطانيا من الاتحاد ...
- بريطانيا وتداعيات الخروج من الاتحاد الاوروبي
- الازمة السورية ... الخلفيات التاريخية وبذور الازمة والمؤامر ...
- الازمة السورية ... الخلفيات التاريخية وبذور الازمة والمؤامر ...
- معركة الفلوجة .... وسقوط الرهان على الطائفية
- قوات سورية الديمقراطية واللعب الامريكي بالورقة الكردية
- الساحة السورية .... المتغيرات الاقليمية والدولية
- الازمة السورية ..... الحسم العسكري في مواجهة الحل السياسي
- مؤتمر جنيف 3 .... الى أين في ظل حضور المعارضات الاسلامية وال ...
- الغرب والشرق الاوسط
- الاحباط التركي في الازمة السورية... بين التراخي الامريكي وال ...
- الارهاب والازمة السورية .... ضغط روسي وتراجع غربي وفضائح للت ...
- الارهاب في أوروبا ...... عندما يفلت من عقاله ويضرب بين الحين ...
- فوز أردوغان وزمرته في الانتخابات البرلمانية التركية ... الى ...
- االنتائج المفاجئة للانتخابات البرلمانية التركية .... ماهي دل ...
- أردوغان والانتخابات البرلمانية المبكرة .... دكتاتورية تحت عب ...
- إلانتفاضة الفلسطينية الثالثة .... كابوس يُرعب الكيان الصهيون ...
- الازمة السورية والتدخل العسكري الروسي ... تورط أم ضرورة لا ب ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - ماذا بعد انقلاب تركيا ؟؟.. وما هي حقيقة ما حدث ؟؟