أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية















المزيد.....

الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُؤكد حملات الانتخابات الرئاسية الفرنسية مع اقتراب موعدها أن الخارطة السياسية الاوروبية قد شهدت بلا شك تحولات رئيسية على صعيد نمو وتراجع وتموضع وتحالفات القوى السياسية الرئيسية في أوروبا ... وهي متغيرات فرضتها مجموعة من العوامل التي تواجهها الساحة الاوروبية . وياتي في مقدمتها الضعف وبداية التفكك الذي تعاني منه منظومة الاتحاد الاوروبي في ظل انسحاب بريطانيا والازمات الاقتصادية الحادة التي تواجهها بعض الدول الاوروبية , هذا عدا عن الاختلالات التي شهدتها موازين القوى الدولية على المسرح السياسي العالمي في غير صالح القطب الامريكي والاوروبي , والتي أظهرها بوضوح الصراع الدائر على الساحة الاوكرانية في شرق أوروبا من جهة , والصراع المُحتدم في الشرق الاوسط وعلى الساحة السورية من جهة أخرى . وأخيراً وليس آخرها قدوم ادارة أمريكية جديدة تُلبي طموحات اليمين القومي والراديكالي الأوروبي في الوقت الذي تزايدت فيه موجات الهجرة نحو أوروبا من المشرق العربي وشمال أفريقيا وتكرر اندلاع بعض الاعمال الارهابية بين فترة وأخرى .
ومن أهم الدلائل على هذه التحولات التي تشهدها الساحة الاوروبية تكمن في النتائج التي أفروتها مختلف الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية التي جرت ولم تزل تجري في دول أوروبا الغربية , ولاسيما من جهة تزايد شعبية اليمين القومي الراديكالي في فرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وغيرها وذلك على حساب التراجع في شعبية ألاحزاب اللبرالية التقليدية التي سيطرت على الانتخابات الاوروبية بعد سنوات الحرب العالمية الثانية .... وهذا التراجع قد شمل بشكلٍ رئيسي أحزاب الديمقراطية الاشتراكية كالحزب الاشتراكي الفرنسي والحزب الديمقراطي الاشتراكي الالماني والحزب الديمقراطي الايطالي وغيرها من أحزاب ما يُعرف بيسار الوسط . كما شمل هذا التراجع أيضاً ولكن بدرجة أقل أحزاب اليمن اللبرالي المعتدل والذي يُعرف أيضاً بيمين الوسط ..... وبالتالي فهذا التراجع الذي شهدته بشكلٍ عام الاحزاب اللبرالية التقليدية في أوروبا يُؤشر بالتأكيد على أن مزاج الناخب الاوروبي (بما يشمل الطبقات الوسطى والعاملة) يتجه للاسف بوضوح نحو اليمين ..... وهذا ما يُمكن تفسيره ولا سيما على الصعيد الفرنسي بالاسباب التالية:
1. فشل السياسية الاقتصادية والامنية التي أتبعتها ألاحزاب اللبرالية الاروبية بشكلٍ عام وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يُمسك بالسلطة ومنصب الرئاسة الفرنسية ... وقد ظهر هذا الفشل في تخلي هذا الحزب ويسار الوسط بشكلٍ عام عن مصالح الطبقات الوسطى والعاملة في أوروبا ولا سيما في قطاع الصناعة والخدمات , وذلك في ظل تزايد الفساد الاداري والتشريعي وارتفاع معدلات البطالة والتضخم مع تراجع مستوى المعيشة والذي ترافق مع تزايد معدلات الهجرة الى أوروبا وعدم فاعلية الوضع الامني بشكلٍ عام على الساحة الاوروبية .
2. فشل السياسة الخارجية الاوروبية والامريكية في التعامل مع الازمات والصراعات الدولية الساخنة في أوكرانيا والشرق الاوسط , ولا سيما فيما يتعلق بالصراع الدولي والاقليمي المحتدم على الساحة السورية . حيث ظهر بوضوح توجه هذه السياسة الى دعم الارهاب في سوريا والمشرق العربي وتوظيفه في اسقاط النظام السوري ونشر الانقسام والفوضى الامنية والصراع الطائفي , بدلا من تجفيف منابع الارهاب ومحاربة التطرف الاسلامي التكفيري بشكلٍ جدي . هذا في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المُتحدة والمنظومة الاوروبية وتغض البصر عن الدول الداعمة والممولة للارهاب , كما تُسهل مع الحليف الاخواني في تركيا تحرك وانتقال الافراد والجماعات الاسلامية المُتطرفة بحرية عبر الحدود التركية الى ما يُسمى " بالجهاد في سوريا ".
3. فشل الاحزاب الشيوعية الاوروبية وقوى اليسار الحقيقي والماركسي في أوروبا في التحرك آيديولوجياً وتنظيمياً لاستقطاب قطاعات واسعة من الطبقة العاملة الصناعية في أوروبا ... فقد بقيت هذه الاحزاب في العقود الاخيرة (باستثناء اليونان واسبانيا الى حدٍ ما) تُراوح في مكانها ... في الوقت الذي تُعول فيه الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية على اليسار الاوروبي في قيادة الصراع الطبقي على الصعيد العالمي في مواجهة الرأسمالية الصناعية الغربية والنظام الامبريالي العالمي .
أخيراً فقد أظهر النمو المُتزايد لليمين القومي العنصري في بعض الشرائح الطبقية العليا من الرأسمالية الغربية قلق الاحزاب التقليدية الاوروبية ولاسيما الاحزاب اللبرالية في يمين الوسط ويسار الوسط ,من امكانية وصول هذا اليمين القومي العنصري الى السلطة في بعض البلدان الاوروبية وعدم قدرته على التعامل مع أمور السياسة الخارجية بما يُلبي الحفاظ على مصالح هذه الطبقات العليا والمُتنفذة اقتصادياً على الصعيدين الاوروبي والعالمي , وذلك بسبب التهور والاندفاع الغير عقلاني لهذا اليمين القومي المُتطرف في انتهاج سياسة عنصرية مع الاقليات الاسلامية والافريقية أو في إدارة أمور السياسة الخارجية , في الوقت الذي يفتقد فيه هذا اليمين بالكامل الى الخبرة السياسية على النحو الذي تتميز به الاحزاب اللبرالية التقليدية في أوروبا والتي تتمتع بالخبرة السياسية المتراكمة في هذا المجال خلال العقود الاخيرة , وتعرف جيداً كيف تُدير أمور السياسة الخارجية والاقتصادية والاعلام والحملات الانتخابية ...الخ بما يحفظ لها الاستمرار في الحكم , والتحكم في ادارة مصالحها ومصالح الطبقات الرأسمالية المُتنفذة على الصعيدين الاوروبي والعالمي . ومن هنا نجد, ولا سيما على الساحة الفرنسية ظهور بعض التحالفات الانتخابية بين بعض الاحزاب الفرنسية التقليدية ولا سيما بين أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط , من أجل وقف تمدد وسيطرة اليمين القومي الراديكالي على الانتخابات الرئاسية الفرنسية بزعامة مارين لوبين .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب والغضب المُتصاعد بعد خطاب التنصيب
- ماذا وراء الغارات الامريكية الاخيرة على مواقع المُسلحين في ا ...
- الازدواجية في سياسة الغرب من الارهاب التكفيري وتبدلات السياس ...
- مسار الازمة السورية وخلفيات الاحداث المُتسارعة مع نهاية عام ...
- أردوغان وخلفيات معركة الباب
- سوريا ومعركة حلب .... الابعاد الوطنية والاخلاقية والانسانية
- الردع الروسي والصيني في مجلس الامن مع تسارع تحرير شرق حلب
- اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ...
- السيناريوهات المُحتملة لأداء الادارة الامريكية المقبلة في ظل ...
- الانتخابات الامريكية ..... الدروس والعبر
- هل سيُؤثر فوز ترامب على مسار الازمة السورية .. ؟؟؟؟
- الانتخابات الرئاسية الامريكية ... وظاهرة صعود اليمين الفاشي ...
- أردوغان والدور التركي في المشهدين السوري والعراقي
- جرائم آل سعود في اليمن واعلام الفضائيات الخليجية والعمالة ال ...
- معارك الميدان السوري.... وهستيريا تحالف الغرب بقيادة الولايا ...
- اغتيال ناهض حتر
- - العقدة السورية - ومنظومة الغرب
- التدخل العسكري التركي في سوريا ..... ما هي مبرراته وأهدافه ؟ ...
- هل تغبرت مواقف تركيا والولايات المتحدة من الازمة السورية ؟؟؟
- التدخل العسكري التركي في جرابلس واللعب الامريكي والتركي بورق ...


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الى أين تتجه أوروبا عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية