أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2














المزيد.....

هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 20 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الجزء الأول من هذه المقالة تناولنا الظروف الموضوعية التي ساعدت في بروز التطرف الديني والمذهبي في العالمين العربي والإسلامي والعوامل الخارجية التي دعمت وروجت له وتحت عناوين وأهداف مختلفة لما يسمى اليوم التطرف الإسلامي وأرهاب المجموعات التكفيرية، كل هذه العوامل هي بالتأكيد جزء من تراكمات وتناقضات سياسية وفكرية وليدة العامل الدولي الغير مستقر كونيا منذ الحرب العالمية الأولى وأنتهاء ما يسمى بالحرب الباردة، وأيضا هو نتاج واحد من نتائج الأستعمار الغربي وفرض إرادات وقيم وأفكار غربية على مجتمعات لها خصوصيات وقيم ترتبط بالتاريخ والعادات والدين والشخصية الفردية التي لم تتهيئأ لا فكريا ولا سياسيا مع تحولات العالم الجديد، لذا وجدت هذه المجتمعات نفسها في مفارقة غريبة بين رفض مبطن للقادم الجديد وبين قبول قهري بواقع مشوش يمثل في أحد أوجهه أمتداد للسياسات التاريخية للسلطة الأمبراطورية التي تتحرك دينيا من خلال السلطة وسلطويا من خلال الدين.
كما لم تنجح السلطة الوطنية التي تلقت الحكم مباشرة من سلطات الأحتلال أو التي جاءت نتيجة أنقلابات وتغيرات سياسية قاده الجيش أو مراكز القوى فيها من وضع المصلحة الوطنية في مقدمة أهدافها، فأنشغلت معظم الحومات الوطنية وتشاغلت في المشاركة أما بمحاور سياسية دولية أو محاور دينية سياسية لحماية أهداف خارجة تماما عن تلبية حاجات التغير أو الحاجات الأساسية التي تهم المجتمع وتعزز من دوره التاريخي كعنصر مستقل ضمن عالم له أهداف مشتركة وقضايا منطقية تؤكد أستقلالها عن أهداف وقضايا المجتمعات الأستعمارية أو ذات التوجهات المحورية في تزعم العالم أو تزعم مصدر القوة فيه، هنا شعر الإنسان المسلم والعربي عموما أن الحكومات التي تمارس السلطة والحاكمية في بلدانها لا تمثله ولا تهتم لمصالحه بقدر أهتمامها بالحفاظ على السلطة ولعب دور الشرطي لقمع أي أعتراضات وأحتجاجات في غياب الديمقراطية والعمل السياسي السليم.
مثلا وتحديدا لشرح هذه الحالة نأخذ العراق أنموذجا للدراسة وهو لا يختلف عن بقية البلدان العربية والإسلامية، أنتقل البلد من تطبيقات الحكم العثماني المبني على قاعدة الخلافة الإسلامية بصيغتها الدينية التي لا تؤمن بمفهوم الوطنية ولا تعتبر المجتمعات التي تديرها ذات شخصية معنوية لها خصوصيات مميزة، ومنها مباشرة إلى الأحتلال البريطاني القائم على فرض السلطة بقوة السلاح ومن نتائج الحرب العالمية الأولى ،ثم الى الحكم الملكي الذي هو إدارة صورية للحكم المدني المبني أيضا على خيارات وسلطة بريطانيا ومخططاتها في المنطقة، الى سلسلة جمهوريات عسكرياتية أما قمعية أو فوضوية لم تمنح المواطن فرصة لعب دور تأريخي في بناء أسس الدولة الحديثة، أو التعلم على ممارسة حق المواطنة والمشاركة في السلطة عبر عملية فكرية وحضارية واضحة وشفافة، مما تركت المواطن أسير تصورات وأفكار فوقية تطبق في الأنساق العليا من السلطة وفي داخلها بمعزل عن القاعدة الأجتماعية العريضة، وترك المواطن العادي يعيش في قضايا هامشية غير جوهرية تتعلق بالجري خلف رغيف الخبز وهامش الحصول على عمل ووظيفة تؤمن الحد الأدنى والضروري لبقاءه حيا ولكن مسلوب الأرادة والقرار.
القضية الكبرى اليوم والتي تواجهها المجتمعات العربية عامة تتلخص بالحاجة الملحة إلى مناهج وأدبيات وأفكار تؤسس لمشروع ثقافي سياسي يساعدها أولا بالتخلص من شعورها بالدونية والضياع والتغريب والأقصاء قبل الحديث عن شيء أخر، إن الشعور بالهزيمة الداخلية المستمرة بالتسلط الديكتاتوري الشمولي وعبثية محاولات التغير وأنحرافها عن الأهداف والشعارات التي أمنت بها الجماهير العربية، ومحاولة التخلص من إشكاليات أنتظار التحولات الدولية التي تبدو في الأفق عبر القانون الدولي أو ما يعرف بدمقرطة المجتمعات وحماية حقوق الإنسان السلاح الذي أعتمدت الكثير من القوى الدولية للتدخل في مجتمعاتنا المأزومة بالسلطة والقهر والفوضى والتخلف والفقر، كل ذلك أدى إلى اليأس والقنوط من الغد وعمقت لدى الفرد صورة يائسة عن المستقبل في ظل حكم أو سياسة تقوم على الهوية الوطنية المزعومة، بل وصل الحال عند البعض في عدم ممانعة حقيقية لأن يحكمنا الجلادين مع توفير لقمة العيش بدل الكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مع تفشي الفقر والفوضى وأنعدام الأمن في هذه المجتمعات.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...
- مشروع عقلنة الوعي العربي بين حلم التحقيق وحالية الأضطراب
- المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة ...
- إشكاليات العقل العربي من منظور ذاتي
- لا تلعن الريح ...... ولا تلعن الخطيئة
- سؤال وجواب
- الدخول إلى قلب المدينة ح 9
- الدخول الى قلب المدينة ح8
- الدخول الى قلب المدينة ح7
- الدخول الى قلب المدينة ح6
- الدخول إلى قلب المدينة ح5
- الدخول إلى قلب المدينة ح4
- الدخول إلى قلب المدينة ح3
- الدخول إلى قلب المدينة ح2


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الصاروخ -فتاح- الذي أعلنت إيران إطلاقه على إسرا ...
- ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟ ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 58 شخصاً في هجوم روسي على كييف
- لوس أنجلس تستعيد هدوءها وسط مواجهة قضائية بين كاليفورنيا وتر ...
- المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إي ...
- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان ح2