أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول إلى قلب المدينة ح3














المزيد.....

الدخول إلى قلب المدينة ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


نزلنا عند فندق موفنبيك_ القاهرة وكان الهرم الكبير وأشقاءه الأصغر وكأمه ينظر علينا بترحاب، لقد أقسمت مع نفسي أن هرم خوفو كان يبتسم لنا أبتسامة جمال وهو يطل بوجهه من بين أشجار الشارع المؤدي له، أسماع هسيس وحسيس كلمات الترحيب منه بنا، كما تعودت كل يوم وأنا في مدينتي كربلاء أن أنحني من بعيد لرمزيها المقدسين تكريما وإعظاما ومحبة أنحني وسلمت عليه وعلى كل الأزمان التي شهد مولدها ورحيلها والملايين التي مرت به أو نظرت له وهي يحصي ويعد الخطوات القادمة والذاهبة في سبيلها، وأخيرا أنا معك وجها لوجه أيها الجبل العظيم وليس ككل الجبال إنه جبل الإنسان الذي صنعه تخليدا للرب.
دخل الجميع وفي مقدمتنا الصديق الذي رافقنا في أول الرحلة وهو من ملامحه المصرية المميزة فروعني من سلالة خالصة لأولئك الذين كتبوا قصة الوجود شاب أسمر كلون أرض الغيط وبرائحة ماء النيل وبطعم هبة الله لمصر، محمد أو جاسم الذي لاحظ شغفي بكل شيء جديد أكتشفه أو أراه هنا في الطرق والوجوه، همس في أذني بأنه أمتهن السياحة لعشقه لأثار مصر وأنه متخصص أكاديمي في علم الأثار من جامعة القاهرة، جميل جدا أن تعشق بلادك ليس لأنها وطنك فقط ولكن لأنك تتلمس كل شيء فيها روحها نبضها وقع أقدامها الأولى، دخل الجميع وتوزع الوفد على الغرف وكان نصيبي أقصى مجموعة من الغرف المستقلة في جناح يمكنك أن ترى الهرم فيكل لحظة..... ما هذه الروعة والجيرة الحسنة سأكون بقربك أيها الحبيب.
الفندق طرازه يوحي وبمساحته الواسعة جدا أنه محطة أستراحة للسواح ومحط تأمل فقط، لم يكن كبقية الفنادق القريبة كالمريديان أو الميركوري المجاور عبارة عن صناديق من الكتل الكونكريتية الشاهقة التي توحي إلى الضخامة التي تتناسب مع نفسيات ومزاج البعض الذين يعشقون الأشياء ذات الحجوم المميزة، فندقنا كان من التصنيف كامل النجوم ولكنه ساحر وهادئ شبيه جدا بتلك الفنادق والمنتجعات التي تنتشر كثيرا في جزر الكاريبي وأشباهها، مجموعات منسقة من الغرف على شكل خطوط موزعة بفن وخبرة تتخللها المتنزهات وأحواض السباحة والحدائق الجميلة التي زرعت بمختلف الأشجار المقاومة للتصحر وأشجار الزينة.
أستلمنا الغرف وأستراحة قصيرة بعد أن أخذنا حمام ساخن خلصنا من ثقل التعب والسهر الذي سرق منا جمالية السفر جوا، تجمعت المجموعة التي تضم وفدنا حصرا والبلغة أعدادها أحد عشر سيدة وسيد من محامي كربلاء وأنطلقنا بحثا عن مطعم لتناول وجبة العشاء، نصحنا البعض بمطعم قريب من الفندق وله ميزه أنه يقدم الوجبات المصرية الشعبية بأسلوب سياحي، دخلنا فندق فلفة وأستقبال حار من العاملين بعد أن عرفوا أن الوفد عراقي، لم أستغرب هذا الإيحاء بالرغم أن البعض يصفه أنه جزء من ممارسة المهنة ولكن أن يتفرغ كل الكادر لخدمة مع أعطر الكلمات الترحيبية وأجملها ومع إحساس بتلقائيتها وصدقها لن تكون جزء من المهنة، لقد قدم المطعم لنا وجبه مصرية بنكهة منزلية حقيقية تنم عن طيبة نفس وأخلاص.
البعض أختار العودة للفندق للاستراحة وأخرون قرروا الذهاب لشارع الهرم القريب بحثا عن متعة سهر، أما نحن الثلاثة زميلي علي والمهندس صفاء فكان خيارنا أقرب سيارة أجرة إلى مقام سيدنا الحسين لنحتفل بليلة رأس السنة مع عمق مصر وروحها وجذوة المدينة، كانت الطرقات وأنا أنظر لها تقص علينا قصص من ألف ألف ليلة وألف أخرى، تحكي لي قصة رمسيس وأخناتون وبنو فرعون وبني يعقوب وكل الذين الذي عشقوا مصر ومروا فيها أو ناموا في طيات ترابها، تذكرت المماليك والأتراك ولإنكشارية ومحمد علي باشا الكبير وغيرهم من سلاطين مصر وثعالبها، كافور الإخشيدي والمتنبي وصولا إلى عادل إمام وتوفيق الحكيم وسيدة النغم العربي ويا مسهرني.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدخول إلى قلب المدينة ح2
- الدخول إلى قلب المدينة ح1
- أزمة الهوية الدينية ... الألحاد والتكفير
- رسالة من الفرات إلى النيل النبيل
- الخوف والتردد في نقد التابو (المحرم المقدس) ودوره في تحرير ا ...
- حوار صامت 33 الأخير
- حوار صامت 32
- بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24
- حوار صامت 23
- نستنسخ خيبتنا لنموت


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول إلى قلب المدينة ح3