أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 32














المزيد.....

حوار صامت 32


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 22:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ فيما يخص أفق العلم وقدرته على تجاوز الواقع والممكن، ماذا ترى في حدود ما سيصله من فتح لأفاق مغلقة تبدو بنظر البعض من المستحيل أو من وصف المعجزات؟
أنا _ مؤمن جدا أن العلم ولوحده قادر على كشف الكثير من الجوانب التي يصفها البعض بالمستحيل، ولا أغال لو قلت أن العلم قادر أيضا من خلال فتح ثغرات في جدار المادية الواقعية أن ينتقل بالإنسان إلى عالم جديد ثوري في ل شيء حتى ولتبدو بعض المفاهيم الصعبة والحداثية التي تخرج لنا يوميا بديهيات أكل عليها الدهر وشرب، العالم اليوم يتهيأ للثورة العلمية الثانية التي تنقل المجتمع الإنساني من أثار الثورة الأولى وهو ثورة الزراعة والكتابة وأكتشاف النار والعجلة إلى كونية مختلفة تماما، سيتجلى لنا فيها أن ما أؤتيتم من العلم إلا قليلا.
سؤال _أعتقد أن الكلام مجرد أمنيات عمومية خالية من التفسير العلمي؟
أنا _ التفسير العلمي ينحصر في فهمنا لعلم الرياضيات ومفهوم المتواليات، في السابق كان العلم يسير بشكل متوالية عددية تراكمية منضبطة بقانون الحاجة والضرورة، بعد منتصف النصف الثاني من القرن الماضي وتوسع مجالات البحث العلمي وتنوعها الكمي تزاحمت الأفكار المتولدة نتيجة الحجم الهائل من تراكم المكتشف العلمي وتحوا أتجاهاته نحو التنافس خارج حدود الضروري والحاجات، وبدأ البحث الحر عن أنماط أكثر حداثة وأكثر تحررا في مجالها العلمي، مما ولد تراكم نوعي وكمي معتمدا على مبدأ المتواليات الهندسية، حتى صعب على المراقب العلمي أن يساير ويؤرشف الأحداث والأبتكارات والكشف العلمي، هذا التحول قاد أيضا إلى مفهوم أخر للعلم هو مبدأ الأفتراض التخيلي وتحرير الشرط البحثي والفرض الأولي من مفاهيم العلم الكلاسيكية، لقد أطلق البعض على مرحلة التحول الجديدة هي مرحلة جنون العلم وخروجه عن المألوفية المعقولة، لذا فالتحول القادم هو تحول مجنون حقيقي ولكنه من جانب أخر سيستدرج عقل الإنسان إلى مدارك المعجز وهتك جدار الأستحالة.
سؤال _ متى يمكننا أن نؤرخ لهذه المرحلة المهمة من تأريخ الإنسان العلمي؟ وكيف سيكون منهجنا في بناء الصورة القادمة؟
أنا _ الحقيقة إننا كمشاهدين خارج هذه العملية الكبرى لا يهم إن أرخنا أو تركنا الأخرين أن يكتبوا لأننا في كل الأحوال الطرف المغلوب والمغضوب عليه والمتقوقع داخل قبور التأريخ، العالم الذي يملك مفاتيح العلم ويقود بدايات هذا التحول الأعظم في تأريخ الإنسانية هو وحده من يحق له أن يؤرخ ويكتب ويرسم صورة المستقبل وفقا للجدارة وليس وفقا للإنطباع، نحن على هذا الحال الذي نحن فيه سنكون في الصف الأخير ما بعد الهامش نكون مجرد مشاهدين مسلوبي الإرادة لا نقدم ولا نؤخر في كل الذي يجري من حولنا وفينا، لأننا ما زلنا ننتظر المخلص الذي سيحمل لنا كل العلوم والقدرات الخارقة مخبأة في جيوبه الخفية وإلى ذلك الحين علينا أن نؤمن بأن ليس بالإمكان أفضل مما سيكون مع الموعود المغيب.
سؤال _ البعض يتهم العقل العربي خاصة والإسلامي عامة أن يستصعب قضية البحث العلمي نتيجة سيادة نمط التسليم المعتاد في بنائه الأولي، لذا فالقضية أصلا بالعقل العربي وليس بالواقع الأجتماعي والسياسي؟
أنا _ هناك حقيقة مهمة يحاول البعض التغطية عليه أما لدوافع عنصرية أو لإيجاد مناخ تبريري يؤسس للواقعية المنحرفة، العقل الإنساني واحد من حيث الكفاءة والحجم التخزيني وسعته الطبيعية وسعيه الفطري للعمل، المشكلة الأساسية في نمط النظام العملي له والمصنع والمعد من البيئة وطريقة التعليم والتمهيد وما يمكن أن يمنحنا الواقع من مؤشرات أساسية له، العقل العربي كبقية العقول يمكن أن يكون نابغا ويمكن أن يكون مجرد عضو زائد لا لزوم له لمن يشاء.
سؤال _ السر في التفوق يعود للبيئة والنظم التعليمية والإمكانات التمهيدية، وهذه الأمور جميعا يمكننا أن نتشارك بها مع العالم المتطور، ما السر وراء عدم خلقنا لمثل هذه الظروف والمؤسسات والقيم لنتطور كباقي الأمم والمجتمعات؟
أنا _ التطور العلمي ليس فقط رغبات وأمنيات وتوفير واقع مادي، التطور العلمي له أصول تمتد منذ بداية صناعة الرؤية وتمتزج مع روحية ومزاجية الشعوب، فالكثير من الدول اليوم تمتلك الأسس العلمية ولكنها لا تمتلك الرصيد الإنساني الأساسي الذاتي في التطور، قد تكون للقيم المؤسسة دور كالدين والأخلاق والمحفزات التصعيدية التي تبعث الفخر والأفتخار بالشخصية الوطنية والفردية، ما ينقصنا ليس المال وليس العقل بل ينقصنا المحفز الذاتي والتصميم المدروس والمنهج الأصيل الذي يبعث بالعقل القدرة على المنافسة والتحدي مع الواقع ومع نفسه، هذا ما يجعلنا مترددين مع التقلبات ومحصورين بين الفشل والخوف والتردد والخضوع لقوة السلطة السياسية التي يهمها أن يكون المجتمع تحت وطأة الخوف والشك والتغريب والتغييب.
سؤال _ العمل العربي السياسي والعلمي مرتبط بأجندات سياسية وهذه الأجندات خاضعة لما يسمى بالمزاج السياسي للقيادات العربية وتنازعاتها وخصوماتها مما يشكل عقبة حقيقية في وجه التقدم والتطور العلمي؟
أنا _ في الإشكالية العربية أن كل الأمور البينية داخل المجتمع يجب أن يكون مقودها وتفاصيلها والمشرف المتحكم فيها القائد السياسي، في المال والأقتصاد والثقافة وحتى المسائل العلمية الأكاديمية يدس السياسي أنفه فيها وكأنه أينشتاين عصره، طبيعة النظام السياسي العربي لفقدانه الشرعية المؤكدة، ولكونه جاء خلافا للسياقات الطبيعية والحضارية والدستورية لا يمكنه أن يثق بأي حركة داخل المجتمع، ويتصور أن تطبيق مظاهر التأسيس العلمي وفتح مناخات لتوليد المعرفة ونشرها كأنها تمس وجوده من جهة ما، لذا فهو يدخل بكل ثقله وسلطويته ليتحكم بمزاجية فيما يمكن أن يكون و يمكن أن يكون، إن المضي بهذا المنهج وإن لم نفصل السياسة بأعتبارها فن إدارة مصالح المجتمع وليس فن إدارة التنازع بين القوى السياسية وإحلال مفهوم الإدارة المدنية التخصصية للمجتمع لا يمكن أن نتوقع أي تطور ولو حتى على مستوى الأشياء البسيطة لا في الثقافة ولا في الفنون صعودا إلى مراتب المعرفة والعلم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24
- حوار صامت 23
- نستنسخ خيبتنا لنموت
- حوار صامت22
- حوار صامت21
- حوار صامت 20
- حوار صامت 19
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 32