أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين














المزيد.....

بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين

من المظاهر اللافتة للنظر في عراق ديمقراطية 2003 التي صنعها المحتل الأمريكي خلافا للقانون الطبيعي، الذي يبني المجتمعات بطريقة التدرج التوافقي بين الحاجة وأستحقاقاتها وتبعا للتطور المتنامي، تحولت هذه الديمقراطية والحرية التي رفعها دستور بريمر وحقوق الإنسان التي بشر بها العراقيون كمستقبل أمن، إلى نمط جديد من ديكتاتورية الأنفلات والفوضى العارمة التي تقودها قوى وأحزاب وتوجهات لا تؤمن أصلا بالإنسان وحقه ووجوده إلا تحت عباءتها وبرعايتها، وأحتكرت الحرية والحق لها وبمفهومها الخاص، لنخرج من ديكتاتورية الفرد الأيديولوجي إلى ديكتاتوريا المافيات العصبية والفئوية وكلها تتمنطق بالسلاح وحق قتل وإقصاء المخالف.
هذا الوصف ليس تعديا على الواقع ولا تجنيا على حقيقة ما يجري في العراق من تخريب وتحريف وتزوير للحقائق والمفاهيم السياسية والأجتماعية الحاكمة لحركة هذا المجتمع الذي لم يعان أسوا مما عاناه خلال الخمسين السنه الماضية، منذ أن أطاح العسكر بالحكم المدني العراقي عام 1958 ولليوم العراق تتوالى عليه النكبات والمصائب جملة وفرادى، كان الضحية الأساس فيه المواطن البسيط والمواطن الذي يرى بلده يتحطم وينتهك في كل لحظة، لم يعد يملك حتى حق النقد ولا يمكنه أن يقول للشيطان أنت شيطان في ظل حراب العقيدة وشعارات فارغة لا تسمن من جوع ولا تغني من أمن مفقود.
لقد كافأ الإسلام السياسي بلونيه الأحمر والأخضر الشعب العراقي على صبره ومقاومته الوجودية، بالمزيد من التنكيل والسرقة والتعذيب الذي وصل ببعض هذه الفصائل أنها تعتبر الشعب العراقي مجرد ظل لما يؤمنون به من قيادة خارج حدود العراق، بل أن البعض يرى في تلك القيادات الحق في ألتهام وتصفية الوجود العراقي بحجة الولاية والنصرة والتاريخ المقدس، لقد حطم الإسلاميون الجدد ومرتزقة الأحتلالات المتعددة النسيج العراقي ونجحوا في تشتيت الهوية العراقية وأفراغ العراق من روح المواطنة وجعلنا مجرد مجتمع نعاج ينتظر الجزار ليسلخ جلودنا ويتم تصديرنا إلى المستهلك الذي دفع الثمن لهم مقدما، ويا ليت الثمن كان مجزيا أو مناسبا ولكن قذارة السياسة تريهم الحق باطل والباطل شعار المنتصرين.
كل هذه المقدمة تمهد لقولنا اليوم أن المجتمع العراقي يملك كامل المشروعية والعلة في رفض النظام القائم والتمهيد لبلورة رؤية سياسية وأجتماعية مناقضة تستند في أولوياتها على حق تقرير المصير بعيدا عن الوصاية والتدخل الخارجي، الأمة العراقية بما فيها من رصيد حضاري وفكري وإنساني قادرة على بناء ذاتها وإعادة الأعتبار لوجودها تماما كبقية الأمم والمجتمعات التي صنعت الحضارة والتاريخ، ومن حقها أيضا أن تختار ما يناسبها من شكلية نظمية سياسية حاكمة بمنهج ديمقراطي يرتكز على ديكتاتورية القانون العدل الملبي لأحتياجات الوجود الإنساني الطبيعي.
النداء اليوم موجه تماما لكل القوى المدنية والديمقراطية والحركات التي تؤمن بأن المجتمعات الحية لا تسلم نفسها إلى الماضي وإلى عقول تخندقت بيت التواريخ المزيفة والقبور لقيادتها والتحكم بمصيرها، على المدنيون والديمقراطيون وحتى بعض القوى الدينية المستنيرة التي عصف بها الإسلام المسلح والإسلام التكفيري بشقيه السياسي والمليشياوي أن تنهض برسالتها دون خوف أو وجل، فكلا الخيارين مؤلمين، ولكن خيار الحرية وحصادها الشمس أما خيار التسليم والمسايرة والخضوع فليس من ورائه إلا المزيد من الموت والفناء والهلاك.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24
- حوار صامت 23
- نستنسخ خيبتنا لنموت
- حوار صامت22
- حوار صامت21
- حوار صامت 20
- حوار صامت 19
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين