أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 17














المزيد.....

حوار صامت 17


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 01:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ من الدين والعقيدة تتفرع الكثير من الأفكار الوجودية ولا نستطيع أن نغادر هذا المناط والحقل الفكري ما لم نتعرف ونكتشف الكثير من الأساسيات المهمة، ما هو رأيك في نهاية الوجود البشري وهل مرتبط بفكرة تطبيق الدين كاملا وكما أراد الله أم أنه مرتبط باللحظة التأريخية الحرجة التي لا يمكن لأي تغيير بعدها أن يحصل؟
أنا _ هناك خلط أظنه مقصود بين مفهوم الوجود والحياة البشرية، في النصوص الدينية تحديد واضح وصريح بهذا الشأن منهل إن الأرض يرثها عبادي وهناك نصوص تتكلم عن نهاية الحياة في الأرض، الموضوع إذن لا ترابط بينه وبين الوجود أولا، فالكرة الأرضية مجرد جرم سماوي ضمن منظومة مهددة بالكثير من المفاجأة والكثير من الحوادث من باب التصادم أو سقوط أجرام سماوية عليها فتنتهي مظاهر الحياة، فليس معنى أنتهاء هذه الحياة البشرية نهاية للوجود، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا أعتقد أن فكرة التطبيق الشامل والكامل للدين سيكون من عوامل نهاية الأرض والحياة البشرية عموما والدليل أن الله ذكر في أكثر من آية أن الأرض يرثها نوع محدد من الناس، قد تكون نهاية الشهر هي بداية عالم حياتي جديد وليس بالضرورة نهاية الوجود البشري.
سؤال _ أليس هذا الجواب به قطع في موضوع أخر وهو عقيدة المهدي الذي يأت في أخر الزمان؟ هل هو نفي لها أم إثبات للفكرة؟
أنا _ الحقيقة الموضوع فيه شقين للجواب الأول موضوع الفكرة المهدوية في أخر الزمان، والمقصود بأخر الزمان ليس بمعنى النهاية أبدا فأخر الشيء يبدأ من درجة واحدة بعد النصف المعلم أو الممكن تعليمه، ولا ينتهي لا في نهايته ولا حتى في بعدها كما في أول الزمان الذي يبدأ منطقيا من أول لحظو وعي بالزمن وقد يكون لما قبلها دلالة أيضا، فأخر الزمان لا يمكن أن نضعه أفتراضا في النقطة الأخيرة من الزمن الذي لا يتحدد بإرادتنا وبمعزل عن معرفة طول الزمن أصلا، هذا من جهة ومن جهة أخرى معيار الزمن الذي نجعل منه نهاية هل هو زمن الوجود خارج وعينا نحن به وهو الممتد بيد الأزل والأبد أو بالزمن الذي مر وعيا على ذاكرة وفهم وإدراك الإنسان، إذا تحديد مفهوم الزمن أولا شرط لتحديد أخر الزمان، الشق الثاني من يقول ويجزم بأن تحقيق العدل وتطبيق فكرة المهدوية أو ما يسمى بدولة الله الكريمة مرتبطة أصلا بنهاية الحياة وما من دليل نصي جازم يؤكد هذا غير الروايات التأريخية، الفكرة المهدوية هي نهاية تجربة الإنسان الإستكشافية عندما لا يجد من بد أن يتجه نحو المثالية المطلقة، المثالية التي يتضمنها تطبيق كلمة الحق ومفهومها بالتمام، وهذا لا يعني بالضرورة أنه يجب أن تنتهي التجربة البشرية عند هذا الحد بل أرى أن سعي الإنسان سيكون بعد هذا المخاض الصعب سيتوجه إلى مدارات أخرى لم تطرق على باله ولا عبى معرفته، سيكون عالما أخر بدل عالم المتناقضات سنتحول إلى عالم المحفزات والإبداع المطلق وتحرير العقل من أسر الفهم المحدود، وكذلك تحرير الفهم الطبيعي من أسر المدركات الحسية إلى فهم شفاف يخترق الحجب وينطلق في عالم أثيري ضوئي عابر وخارق للمادية الطبيعية.
سؤال _ معنى هذا الكلام أن الفكرة المهدوية هي حالة مرتبطة بتجربة الإنسان وليس وعد موقوت مرتبط بظرف خاص أو مجموعة علامات كما يزعم الكهنوت الديني وسايره الفهم الشعبي بذلك؟
أنا _ بالتأكيد أن الأمر مترابط وجدلي بين إشاءة الناس في الرشد بعد مخاض التجارب المؤلمة وعدم القدرة على تحمل ظهور فساد أكثر، هنا سيكون لعق الإنسان المجتمع البشر خيار واضح وصريح أنه لا مجال للمضي أبعد ولا بد للعودة إلى مفهوم الحق والخير، عندها سيكون الأتجاه الإيجابي في السلوك البشري هو الأتجاه الغالب والجارف، فتنتظم الحياة وتعود أغلبية الأمور إلى نصابها الحقيقي ويتعقل المجتمع بظاهرتي الحق والخير فيضعف الباطل وتنتهي القضية بأنتصار الحق كاملا على أخر مظاهر الشر، هذا هو مفهوم فكرة المهدوية، هذا أيضا لا يمنه أن يقود هذه المرحلة رجل أو مجموعة رجال كفكرة أو كواقع للوصول للنتيجة المثالية، وأيضا لا يمنع أن تمتد لفترة طويلة أو تكون نتيجة تجربة قاسية ومؤلمة عندما تفرز الخنادق ولا يمكن لأحد أن ينتقل من خندق لخندق، أما علامات الظهور أو علامات الساعة فلا أظن أن النص الدين طرح هذه الفكرة وكل ما دار ويدور هو تسلل بعض الأفكار والرؤى والتصورات من ثقافات وأديان أخرى لا سيما وأن مجوع الفكر البشري القديم ديانات وحضارات كانت فكرة المهدوية أو المصلح أو معلم أخر الزمان حاضرة وأكيدة ومن ضمن العقائد المتناقلة بين الأجيال البشرية.
سؤال _ طيب وما مصير الروايات التي أسست عقيدة وأستقت من بعض نصوص القرآن سندا لها؟
أنا _ هذه القضية تعود للنخبة التي تؤمن بها والتي تسوقها على أنها من حقائق الدين، على هذه النخبة أن تعيد قراءة الروايات وتتأكد تماما من مصادرها أولا من نقد متونها بقياس حدي من القرآن الكريم كنصوص ومفاهيم وكمنطق، الحياة غير الوجود والأرض غير الكون المحيط بها، ومسألة أن الدين وأكتمال تطبيق تجربته يعني نهاية الوجود في مخالفة عقلية ومنطقية ودينية أيضا لأبسط مفاهيم الدين، الله لم يخلق الوجود للإنسان ولم يربط بين هذا وذاك ولو كان الأمر كذلك لصرح في نصوص محكمة وبينة، القضية أصلا نفسية متعلقة بالأنا البشرية المغرورة التي ترى في وجودها سر الوجود وفي وجودها غاية فعل الخالق، العلم التجريبي المنضبط بقوانين لا يؤمن ولا يمكن أن يكن الدين بحقيقته المجردة أن يؤمن بهذه الخرافة البشرية، كثيرا من النجوم والكواكب والأجرام السماوية تفجرت وتلاشت في السماء دون أن يختفي الوجود أو تنهار المنظومة الكونية الكبرى اللا محدودة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
- حوار صامت5


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 17