أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 15














المزيد.....

حوار صامت 15


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5373 - 2016 / 12 / 16 - 04:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ من يتعامل مع العوالم المتعددة كما تزعم العقل أم النفس أم الروح؟
أنا _ أبتدأ الروح ليست أكثر من مصدر طاقوي يمد سائر مكونات الوجود الحياتي للكائن الحي بالطاقة، وهي بمعنى أخر سر الحياة الذي فيه أو بعدمه يمكن تصنيف الكائن حيا أو جماد، وبالتالي فهو ليس بمتعامل مع الإنسان خارج موضوعية الطاقة الحيوية، أما النفس فكل معاملاتها معاملات مادية تجري عبر الحس المادي والشعوري المباشر، يبقى العقل هو المؤهل الفعلي لممارسة هذا الجانب الخفي من الوجود وهو الأقدر من غيره بما يملك من قاعدة عريضة من مفاهيم وحلول وإرادات وتصورات أن يكون أهلا لذلك.
سؤال _ من خلال كل الأسئلة المطروحة وأجاباتها المباشرة هناك قانون يمكن تلخيصه بما يلي، كل الشرور منبعها النفس وكل الخير مبعثه العقل، وهذا يتعارض مع قاعدة قد نؤمن بها وهي نص قرآني (ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها) أي أن هناك تعارض بين فهمك والنص الديني الذي تؤمن به، أليس كذلك؟
أنا _ في أعتقادي اليقيني أن النص لا يفهم هكذا خاصة وأن السياق في سورة الشمس جاء متفاوتا في دلالة الضمير _ها) الذي تنتهي فيه كل آية، فأبتدأ من (الشمس وضحاها) الضمير هنا يعود للشمس وتتوالى الآيات لتشير في الأخير إلى علية الموضوع ولم تشير أبدا إلى الذات الفاعلة المنسوبة كما يقرأ ويفسر لله، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10} كلها تعود لذات النفس في إشارة إلى موضوعية النظام الداخلي الفاعل داخل النفس وليس للذات الخالقة الذي يتصور البعض أن الضمير الملحق بها إنما يعود له، بل بالعكس لو كان الله هو سوى النفس وهو من ألهم الفجور والتقوى لا يمكن عقلا ومنطقا أن يكون الإنسان هو من يزكي ومن يدس هذه النفس، لأنه خلاف المعروف من إرادة الله، فمن خلق النفس وسواها ضروريات التكوين وأساسيات التكييف، فوضع في الضروريات أن تكون قابلة بالقوة الطبيعية أن تعمل النقيض ونقيضه معا وفي حالات متعددة ومتواصلة، هنا يفترض منطق التكوين أليات محددة في فعل الشر تأت عن طريق الإلهام والمعروف عن الإلهام هو الحث الفوقي اللا مباشر على الشيء الملهم له بفعل أو أمتناع، فالنفس حيث هي مستجيبة للمحسوس بأي طريقة من طرق الحس لما تلهم به، فهي ومع العقل في صراع، فكلما كان العقل قويا قادرا على القيادة إلهمت الخير لأن العقل لا يقبل الشر ولا يؤمن به لأنه خارج مدارته، وأما لو ضعفت القوة العقلية سيطرت الحسية النفسية عليه فلا يعارض العقل مما يلهم النفس أن العقل موافق لقراراتها لذا فهي تمضي بحسيتها مثل الأعمى دون دليل وزلا رقيب وهنا سيكون للشر وجود مهم لعدم وجود تنبيه عقلي كافي لردعه.
سؤال _ هل نفهم من ذلك أن العقل هو المدان الأول قبل النفس في ملكة الشر في الإنسان؟
أنا _ قال الله وحسب ما ورد بحديث قد نؤمن به أن الله خلق العقل أولا فقال له أقبل فأقبل، وقال له أدبر فأدبر ، قال بعزتي وجلالي بك أعاقب وبك أثيب، هذا الجواب حاسم لممن يؤمن بالحديث ولمن لا يؤمن به أقول، من البديهي أن العقل هو أداة ومحل الإدراك ومناط التحليل والفرز والتقييس والترميز، هذه الوظائف مجتمعة في إنسان واع لوجوده يمكنها جميعا أن تجعل من الخير خيارا مستوجب الإتباع، ومن خلال قوة العقل وفعله وإدراكه لا يمكن للنفس أن تتصرف خلاف المعقول والمستوجب المنطقي وبالتالي بالنتيجتين يكون العقل هو محل الثواب ومحل الإدانة أولا وأخيرا، بقت نقطة مهمة جدا في هذا الأطار أن العقل ولكي يكون على قدر من القوة المانعة من حصول الشر لا بد له من مقدمات ومعطيات وتنمية أولية، هذه المهمة قد تسبق وعي العقل وقد تعاصره وقد تفرض معايير مختلفة ومختلة لا يمكن معها أن يعمل العقل بتلك الصورة الأصولية الواجبة والافتراضية، وهذه تجعل من الواقع الذي عاشه العقل شريكا ومحلا للإدانة، هذا الواقع الصانع والخالق لقيم العقل الفردي هي أيضا بالنهاية عقل ولكنه عقل مشاع ومتشارك في بناءه ووضع قوانينه وقواعده إنه العقل الجمعي الذي بفرض بقوة على العقل الفردي وجودا مرافقا ومؤثرا وأحيانا حاسما.
سؤال _ ما هي النفس إذن التي تقابل العقل في تصنيف الشر والخير؟
أنا _ النفس هي القوة التي تجمع مفاعيل الحواس وحصاد المتحسس قبل أن يعطي العقل قراره النهائي فيها، العقل عادة يخضع الواصل إليه من نشاط الحس بقواها الخمسة ويخضعها دوما لسلسلة من العمليات التي تسمى إجمالا فحص ومعايرة بناء على ما متوفر من ركائز ومصفوفات تستخدم للمقارنة والتطبيق وصولا لنتيجة ما، هذا يحتاج بالضرورة إلى زمن ويعتمد الزمن في طوله وقصره على قيمة المتحسس أولا وعلى قوة ومرونة النظام العقلي في الإشتغال، في الحال الابتدائي عندما تستلم قوى الحس وأدواته هناك ردة فعل طبيعية للإنسان كونه كائن منفعل ومتفاعل مع ما يحس ويشعر به، هذا التفاعل منه سريع وفوري ويمثل ردة فعل طبيعية تعتمد على قدرة المتحسس منه على إثارة ما يمكن إثارته من قوى منفعلة داخل الجسم وصولا للعقل، فأي ردة فعل على المتحسس منه تلقائية وفورية هي ما يمكن أ نسميه النفس أو نشاط النفس، وعادة ما يكون هذا التقييم من هذه القوة إنفعاليا يحتاج للمراجعة والتدقيق والأختبار، لذا فينسب لها دوما العجلة والتسرع والسطحية وأحيانا حتى اللمحات التي تقترن بأثر المتحسس منه بشكل إرادي أو لا إرادي بأنه من مظاهر قوة النفس.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13
- حوار صامت 12
- حوار صامت 11
- تلة القرابين اللعينة
- حوار صامت 10
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح3
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
- حوار صامت5
- الرب في بيت الجدة
- قريبا من النقد ... قريبا من الحب


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 15