أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت5















المزيد.....

حوار صامت5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 22:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ح5
سؤال _ أبن تجد نفسك قارئ أم كاتب؟
أنا _ أفضل المواقع التي أحس فيها بالتكامل مع الأخر أن أكون قارئ ناقد، بمعنى أن القراءة النقدية الأحترافية تمثل سلسلة من العمليات الفكرية اتي لا تنتهي عادة إلا بالكتابة، لا قيمة فعلية للقراءة النقدية بدون التصريح عن نتائجها وإلا ستبقى مجرد صوت داخل الفراغ المطلق قد يحس به من أطلقه ولكن بالنسبة للأخرين لا شيء مهم، لذا فالكتابة هي أخر مشوار القراءة.
سؤال _ هل يعني ذلك أن القراءة الجمالية أو حتى القراءة المعرفية والعلمية أو لنقل ضرورة القراءة تعتبر هامشية بما تمثله لك القراءة النقدية؟
أنا _ السؤال هنا خصوصي حينما تسأل شخص في وضع معين وفي سن ثقافي معين بالطبع سيجيب على هذا الموضوع وفقا للمحدد، القراءة الجمالية هي من أنواع القراءة الأنطباعية التي لا يمكن ممارسة دون أن معطيات سابقة تتعلق بقيم الجمال ومعياريته، أما القراءة المعرفية أو العلمية فهي قراءة يراد منها البنيان الفكري وهذه بالذات ما يكون فيها للنقد المعرفي أو العلمي دور مهم مع نضج ألياته الخاصة، فمثلا ليس مطلوبا للمشروع الثقافي وأقصد به الفرد الذي يباشر في بناء كيانه الثقافي وفي مراحله الأولى أن يكون قارئا نقديا محترفا لأنه للآن لا يملك الوسائل والأليات ولكن علينا أن نزرع في طريقة قراءته أن ليس كل ما يصلك من معرفة أو فكر هو النهايات الحقيقة، عالم الفكر والمعرفة وحتى العلم المحض عالم متحرك للأمام وكل حركة مصحوبة بكشاف يفتح لك الطرق والأبواب.
سؤال _ الفرق بين الثقافة النقدية وبين ثقافة الرفض؟
أنا _ الثقافة النقدية ثقافة مسئولة وإبداعية وتمارس مهمة إعادة بناء الفكرة أو تجديدها أو أثراها، فهي بالنتيجة نمط إيجابي مهم في التعاطي مع العقل ومع الواقع، ومجتمع لا يملك ثقافة نقدية من الصعب أن يكون مجتمع منتج إبداعيا، أما ثقافة الرفض فهي ليست بثقافة بقدر ما هي مرض فكري سلبي يمارسه نمط من المحسوبين على الثقافة والفكر يمارسون عملية هدم للبناء الجديد لأنهم لا يؤمنون أولا بالحرية ولا يتوقعون أن الزمن سيرميهم في خانة الإهمال، الرفض لأجل الرفض أو الرفض الفكري الأيديولوجي يعبر عن قصور العقل في قبول وتقبل أن الأخر مساوي ومتساوي مع الأنا في الحقوق والواجبات، لذا فكل ما يصدر من الأخر بأي مستوى فكري وإبداعي فهو معرض للرفض قبل أن يدرك أو يفهم لمجرد أنه من الأخر.
سؤال _ هل لنا أن نقدم نموذجا تأريخيا أو معاصرا لثقافة الرفض أو بالصيح لمرض الرفض الفكري؟
أنا _ بالرغم من عدم رغبتي في الخوض في الصراعات العقائدية ولكن أحيانا مضطر لأن نوضح كأمثلة، في بعض كتابات السلف من أهل السنة والجماعة هناك مقولة تقول أن صيغة الصلاة على محمد كتفرد نوعي أن نقول اللهم صل على محمد فقط، وحينما يسأل أتباع هذا الفكر ولكننا مأمورين بالصلاة على محمد وال محمد كما هو معروف يأت الجواب حتى لا نتبع الشيعة والرافضة في الصلاة، هذا المثال البسيط وبالتأكيد هناك أمثلة مقابلة في الجهة الأخرى تؤكد أن أي فكرة تولد أو تخرج من أحد طرفي الصراع، سترفض وتحارب ليس لأنها مخالفة مثلا للخط الإسلامي العام أو للمنطق وللعقل، ولكن ترفض فقط لأنها صادرة من الجهة الأخرى حتى دون فحص، هذا تأريخيا أما في الحال المعاصر مثلا الأدب العربي والفكر العربي عموما لا ينفتح ولا يتعامل مع الفكر والأدب الإسرائيلي لمجرد أن الكاتب أو الأديب إسرائيلي دون حتى فحص والتعرف على هذا الفكر والأدب، ولكننا نقرا ونتبع ونشجع بل وأحد أهم أركان رؤيتنا وأفكارنا وثقافاتنا الحالية هي من نفس المصدر الذي نرفضه، فلاسفة وأدباء ومفكرين وأعلامين وفنانين يهود هم الحقيقة من يقود عالم الفكر والثقافة، نتقبل الأخر ونرفض الأول وكلاهما مثلا ينبعان من معين واحد.
سؤال _ السياسة تطرح قوتها على الفكر وتحدد معالم الطريق في واقعنا العربي، ولكن في مجتمعات أخرى الثقافة والفكر هما من يحددا للسياسة طريقها العام، ألا ترى أننا نعيش الواقع بصورة مغايرة؟
أنا _ الحقيقة هناك نقطتان الأولى لكون مجتمعنا ومنذ تأسيس السلطة فيه تأريخيا وواقعيا تمارس السياسة سلطتها الأبوية على المجتمع لأنه وفي جميع النظريات التي حكمت الواقع العربي الدينية ومنها وما جاء بعد فترات دول الخلافة، ترى في المجتمع مجموعة من القاصرين الذين يحتاجون دوما للرعاية والتوجيه والتحكم من السلطة، فنشأت ثقافتنا وتكونت ذيلية للسلطة هذا بوجه عام، عندما تتحكم العقيدة والدين وقوة الروابط الأجتماعية الضيقة على مجمل حركة العقل العربي لا يمكنه أن يخرج هذا العقل بنموذج متمرد قادر على إعادة صياغة المعادلة، من هنا أقول أن غياب الحرية الفكرية والثقافية سببت تراجعا في الإبداع وتأخير في فرض الفكر والثقافة المبدعة لوجودهما الواقعي على الأرض، أما بالنسبة للمجتمعات الغربية نعم لا شك أن للفكر والثقافة دور مقاوم إن لم يكن موجه للسياسة في بلدان عرفت ومارست الحرية بطريقة تطورية منضبطة.
سؤال _ هل الديمقراطية التي تنمو ببطء في مجتمعاتنا العربية قادرة على أنتشال الواقع العربي عموما من ثقافة السلطة الأبوية نحو التحرر من سطوة الرؤية التقصيرية نحو أفق متجدد له؟
أنا _ حتى تكون الديمقراطية الحقيقية طريقا للتغير والتحولات العميقة لا بد لها أن تكون طبيعية في نموها داخل البيئة العربية وليس نتيجة فرض خارجي أو نتيجة ردات فعل لقوى لا تؤمن أساسا بالديمقراطية، وتحديد الأفكار والقوى والأحزاب التي تمثل خلفيات مرجعية تأريخية أو عقائدية وهي الطاغية الأن في الساحة، الديمقراطية الحقيقية هي ديمقراطية السيرورة الواقعية ونتيجة تحولات عميقة في الوعي الجمعي، عند ذاك يمكننا التنبؤ ببوادر التغير والتحول الأصيل.
سؤال _ هل الإسلام السياسي الأيديولوجي العقائدي المعاصر ممكن أن يكون جزء من العمل الديمقراطي السياسي والفكري؟
أنا _ الديمقراطية الحقيقية لا ترفض أي فكر أو تنظير سياسي طالما أنه خاضع لإرادة الشعب، المشكلة ليست في الديمقراطية والأختيار الحر، ولكن الإشكالية تثور عندما يتضمن منهاج هذه الأحزاب والحركات والأفكار مقولة أسية تتعلق بغائية وجودها والمتمثلة بشعار (الإسلام هو الحل)، طبعا نحن لسنا ضد أن يكون الإسلام حلا مناسبا ولكن لنكون واضحين أن عدم الأتفاق للآن على صورة واحدة نموذجية تمثل وتقدم الإسلام كحل، لا يمكن أن نضحي بالديمقراطية والحرية السياسية كعربون لصورة مشوشة وضبابية ومتناقضة ولا يمكن قرائتها بأتفاق جماعي كما نقرأ الديمقراطية والمدنية اليوم.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرب في بيت الجدة
- قريبا من النقد ... قريبا من الحب
- حوار صامت4
- حوار صامت3
- حوار صامت2
- حوار صامت
- صباحات جدتي وذكريات زمن جميل
- غائية الدين ونهاية الإيمان
- علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1
- معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح1
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح2
- أنا في ذاكرة الرب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح16
- حافية القديم وعارية
- الطفولة العراقية وتحديات البقاء
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس
- عباءة البرد المخرقة في بلاد الله أكبر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح15


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت5