أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت2















المزيد.....

حوار صامت2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5358 - 2016 / 12 / 1 - 21:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ هل تعتقد أن الإنسان كائن مفكر بـ (القوة) أم أنه يندفع للتفكير من خلال ضواغط الحاجة أو التقليد أو حتى العرف الأجتماعي؟
أنا _ بالتأكيد الإنسان كائن مفكر بالقوة لأن ملكة التفكير لا تنتقل بالتقليد ولا بالملاحظة وإلا سنجد أن دوافع المبادرة الأولى ستنعدم لأنها بحاجة لمحفز للأستجابة أولا، إنها التوليفة التكوينية الأولى، الفطرة الإنسانية حيث تبدو من خلال قراءة قصة الإنسان مع الفكر أنه يفكر غالبا ليس شرطا كأستجابة بل كخيار طبيعي من خيارات النظام العقلي لديه.
سؤال _ هذا يقودنا إلى سؤال أخر وهو هل أن الإنسان مجبر على التفكير طالما أنه بالقوة كائن مفكر؟
أنا _ بالأفتراض نعم لا بد له من التفكير ومجبر على ذلك ولكن، في هذه الـ (لكن) العبرة، الإنسان أيضا كائن كسول وكائن ناقص في الكثير من الجوانب التي يمكنها لو تبلورت دوما ستقلب حياته، هذا الكسل والأعتماد على نتاج الأخر وأحيانا مقايضته بأشياء ضرورية مقابل ألا يفكر أو يدع غيره يفكر هي العلة الأولى التي تدفع بالتجلي عن هذا الإجبار، وأتذكر مقولة وإن كانت نصف مغلوطة ونصف صحيحة تلك التي تقول (الحاجة أم الأختراع).
سؤال _ الفرق بين العقل والفكر ببساطة؟
أنا _ العقل منظومة عمل وأنتاج تبدأ غفي عملها من الداخل للخارج، أي أنها أولا تنظم وجودها وتضع خرائط العمل تتبنى أليات وقوانين ثم تنضج لتكون مصدر أنتاج المعرفة والعلم وكل ما يمكن أن ينسب للعقل من وجود شخصي، الفكر هو المادة أو الموضوع الذي يقتضي العقل كوجود أو ممارسة كي يبني المعرفة بمعنى أخر الفكر والتفكر دلالة على أن العقل موجود أولا وعامل ثانيا وقادر على الإنتاج ثالثا، لا عقل بلا فكر ولا فكر بلا عقل ولو بالد الأدنى، ولا كلاهما بغير أستعداد تكويني أولي لازم وضروري.
سؤال _ هل الكائنات الأخرى التي تملك نسبة ما من التفكير ربما تفكير بسيط نوازعي سيكون لها حظ من العقل؟
أنا _ العقل نوعان عقل منتج تبعا لطبيعة التفكر في نظامه وهذا هو العقل الإنساني بأبسط صوره ولأننا نعرفه ونعيش معه بهذه الصفة، وهناك عقل لحظي قد يتصرف ويفكر في اللحظة ولأجل اللحظة ولكنه لا ينتجها كمعرفة تتراكم بل كخطوة أستجابة لواقع تنتهي بأنتهاء الواقع وهذا لا يعني أيضا عدم تكرارها إذا تكرر الحال، الكائنات التي تتصرف بفكرة لحظية قد تملك نظاما عقليا خاصا بها ولكن ليس بنفس النظام البشري بالتأكيد.
سؤال _ ننتقل فيه إلى محور قريب لعله موضوع الدين والتدين وصراعهما الوجودي للبقاء، كيف ترى الدين كائنا في زمن ينتصر للعلم والمعرفة ويهجر الدين رويدا رويدا؟
أنا _ الدين فكرة والتدين عمل وما بين الفكرة والعمل بون شاسع من الملاحظات والفوارق والحدود، بالنسبة للدين سيبقى محورا معرفيا قائما يشتد صراعه من أجل البقاء عندما يستطيع العقل الديني أن يفهم جوهرية الدين وأن يعيده للمسار الأخلاقي الإرشادي، عند ذاك أنا متأكد أنه سيبقى عنصرا مهما في تشكيل وبناء الرؤية الوجودية الكونية الشاملة، أما لو كرس العقل الديني جهده ووجوده للدفاع عن التدين ومحاولة جبر الوقائع على أن تصدق أطروحاته فمن المؤكد سيهزم الدين والتدين بأسرع وقت، وذلك لأن الفكر أي فكر إن لم يكن واعيا ومستجيبا وقادرا على التلاؤم مع تطورات العقل ومفاهيمه المتجددة سيجد نفسه في زاوية الأندثار مهما حمل من مجد أو من أفكار أو قوة ذاتية للدفاع عن موقعه، أذن القضية ليست مع الدين بل مع العقل الديني وقدرته على المقاومة الإيجابية.
سؤال _ هل يعني أن الدين كمفردة وجودية من مفردات وجودنا الحي ستمضي مع كل هذا التطور والأنقلاب المفاهيمي نحو عالم مادي قانوني متحكم بالضوابط ولا يقبل الأفتراضات خارج المنطق العلمي والعملي؟
أنا _ القضية ليست بالمفاهيم فقط بل أولا وأساسا بالإنسان ذاته، الكثير من الماديين واللا دينين والملحدين تصادفه لحظات من التأمل يعود فيها لجانه الروحي، الإنسان كائن برغم ما يمتلك من قدرات جبارة يبقى كائن ضعيف بحاجة إلى جانب روحي يضيء له العتمة الداخلية، لا أجدر من الدين في سد هذا الجانب ولو بشكل جزئي، هنا يمكنني التأكيد أن الدين سيبقى موازيا لوجود الإنسان مع كل التطورات والتبدلات الجوهرية في الوجود على المستوى المعرفي وعلى المستوى العلمي.
سؤال _ لو اتفقنا جدلا على أفتراض أننا في يوم من الأيام سنفيق على عالم خال من كل مظاهر وأثار الدين، والجميع يدرك عليه أن يتعامل بصغريات الأمور وكبرياتها بالمنطق العلمي دون اللجوء إلى التبريرات والتسويقات التي نؤمن بها حاليا، كمثال قولنا من صبر ظفر وأن الأمور بخواتيمها وأيضا لا يمكن بالإمكان أن يحصل أفضل مما كان، هل تتوقع سيعيش الإنسان في ذلك العالم المثالي طبعا حسب الأفتراض حنينا إلى الدين أو التدين؟
أنا _ نعم من الممكن بل من الأكيد سيضطر الإنسان وبحسب طبعه التكويني أن يحن للدين، الإنسان كائن حقيقي غير مبرمج على نمطية محددة من السلوكيات ولا يمكن برمجته كذلك، إنه بلا منازع الكائن الأكثر جدلا بين كل الكائنات وسيبقى يحن للدين للماضي للذكريات لكل ما يذكره بإنسانيته الطبيعية.
سؤال _ أنت تجرد العلم من قوته الطبيعية في إعادة خلق الإنسان وبرمجة واقعه وفقا لمنطق العلم؟
أنا _ ليس هذا الأمر تجريد من قوة العلم، المشكلة أننا للآن ومه هذا الكم الهائل من النتاج العلمي لم نفهم العلم إلا أنه قوانين مجردة تنطبق على حال متكر بنفس المعطيات والمقدمات والمنهج دون أن تختلف النتائج، هذا ليس مفهوم العلم ولا جوهره المعرفي، العلم هو مقدار ما نكتشف من الحلقات المغيبة وهنا علينا أن نؤمن أن كل غائب أو مغيب أو خارج نظر وفحص العلم ليس بالضرورة أنه غير علمي أو مخالف للعلم، عندما تضع موضوع تحت قوانين العلم وتمحصه بالأفتراض والبرهان والنتيجة لا بد لك من قضيتين أما أعلان وأعتراف بعلمية الموضوع وتطابقه مع العلم ، أو أن الموضوع ووفقا لما متوفر من وسائل علمية لم يتم التحقق من وجود سند علمي مع ملاحظة أن لا نهائية في الموضوع، قد تستجد قوانين ووسائل ومنطق وبرهان يثبت عكس الأول وينفي عكس الثاني، أما في حال لم يصل العلم للفحص ولم يصدر حكمه النسبي فمن غير العلمي ان نصف تلك المواضيع باللا علمية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت
- صباحات جدتي وذكريات زمن جميل
- غائية الدين ونهاية الإيمان
- علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1
- معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح1
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح2
- أنا في ذاكرة الرب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح16
- حافية القديم وعارية
- الطفولة العراقية وتحديات البقاء
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس
- عباءة البرد المخرقة في بلاد الله أكبر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح15
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح14
- بين الإعلام والسياسة المطبخ هو الطائفية
- المتخيل والمدرك والمتوهم في السياسة العراقية
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح13
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح12


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت2