أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح12














المزيد.....

حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح12


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 20:36
المحور: الادب والفن
    


لما لم يرده جواب على كل حواراته مع الذات عاد إلى الفندق محمولا على أسى أنفسه، يبحث عن حروف يكتب بها قصيدة يشكو فيها قسوة الأجابة الهاربة، الأجابة المغيبة عن سميرة مركب الأحزان الذي كلما أقترب من شاطئه أبتعد الشاطئ في لوحة سوريالية تناقض الواقع وتتعمد جره إلى خارج أسوار الأمل......
هناك صدى وهنا الصوت
هنا أنا وأنت هناك
من لي يجمع ضفتي النهر
كشفتين
تمارسان القبل في وضع إنسجام
أو
يجمع الشتيتين بعد الفراق
يا نهر الغرباء...
يا وطن الماء ووجه السماء
يا حلم الذاهبين للموت بالطهر
بالخيار أو بالقدر
يا شقيق أمال الجياع
والعطاشى
والمترفين
حد الفناء والضياع
يا دين أهل الود
يا مذهب الحب..... يا معبد المعذبين
بين الهزل المباح أو بالجد
واقف
الآن
بين يديك أبحث عن جواب
لم يكمل كريم مقطوعته وهو متعب ليدخل في غفوة لن توقظه إلا دقات (أستير) عامل الفندق الشاب الصغير الذي ينتظره أن يتكلم بما يريد منه، كانت القشعريرة تجتاح جسد كريم من البرد الذي أصابه من طول وقوفه على الشط، وهو يسرح بين خيالات وأفكار أكثرها مجنونة أو ليس لها عقل تقوده إلى سميرة، بلغة تظهر فيها اصطكاك أسنانه من قوة أثر ما يجد، ليدخل أستير متعجبا من عدم طلب المساعدة، مهرولا ليأت بالكثير من الغطاء ومعه حبتين (أسبرين باير) وكأس ماء دافئ.
أستير شاب في أواخر العقد الثاني يعمل في الفندق بالكثير من الأعمال من أدارة وتنظيف ورعاية النزل، يساعده أباه صباح كل يوم حتى الظهيرة في التنظيف وكل الأعمال الأخرى، أول من تعرف على كريم وقدم له المساعدة عندما عرفه من أهالي كربلاء، أستير واسمه تصغير من ستار يريد الأنتقال من البصرة إلى كربلاء أو بغداد ليجد عملا أفضل، ليس لديه مهنة محددة ويرغب بالزواج من بنت خالته وجارته أيضا ولكن لا حول له ولا قوة وكل من بيتهم يعمل على هامش السوق، الوالدة تبيع الملابس المستعملة التي تأت من الكويت وبعض الأدوات التي لا تدر إلا القليل من الربح.
ما زالت درجة الحرارة عالية وأستير يعمل الكمادات المائية ليخفض من درجة حرارة كريم وهو ينتظر أن يعود أبو علي صاحب الفندق للأدارة، أو يحضر والده باكرا لنقله للمستشفى أو طلب المضمد أبو صالح لعلاجه من الحمى، الغريب أن كريم برغم من أرتفاع حرارته ورقوده تحت كمية كبيرة من الأغطية الصوفية كان مستمرا بالكلام والمزاح مع صديقه الصغير، سأله عدة مران عن حمدان وأهلها وأين تقع وهل بإمكانه أن يصاحبه بالذهاب، هذا ما جعل الأثنان وكأنهما عاشا سويا في عالم أخر وربما في زمن أخر.
عاد أبو صالح مرة أخرى لأعطاء كريم حقنة مضادة لأرتفاع الحرارة وقياسها، الوضع مطمئن خاصة بعد أن أحضرت أم ستار وجبة عشاء خفيفة وقدر من الحساء الساخن، وعلبة من دهن الفاكس الذي ملئت رائحته المميزة والنفاذة أجواء الغرفة والممر، منذ الظهر والسيدة تركت كل شيء لمراقبة ورعاية كريم وكأنه واحدا من بقايا أهلها، هذا الشعور أعاد له صورة والدته التي تكرم المرض بشكل جنوني حتى عندما يصاب بالزكام تتحول إلى خلية من مجموعة خدمات ترافق وتراقب كريم في كل صغيرة وكبيرة.
بالقرب من سريره كان هناك كرسي من الخيزران المحبوك يجلس عليه أبو ستار بأنتظار أن يسترجع كريم قليلا من صحته ليقرر معه الخطوة الثانية في مشواره للبصرة، عندما أستيقظ في المرة الأخيرة من بعد أن تناول علاجه مساء وجد الرجل ما زال جالسا على نفس الوضعية التي طلب فيها أن يتركه على أمل أن يراه صباحا، بعد أن نال القسط الأكبر من الأهتمام والرعاية من عائلته والأهتمام الملفت به، لم يعرف ما يقول للرجل ولكنه إحساس غريب أن يكون معك حتى من لا يعرف أسمك فقط لأنك غريب عنه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام والمصالحة هدف الشعوب وحقها الأساسي وليس لعبة الساسة و ...
- أحلام السلام والمطر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح11
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح4
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح10
- حوارية القمر والسلالة المنسية
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح3
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح9
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح2
- مدينتي ..... النائمة في بحر العسل
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح8
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح1
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح7
- الجنة ومفهوم الكهنوت الديني للفرصة المتاحة للفرد بنيلها
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح6
- محذور ...... من أن تحب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح5
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (2)
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح4


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح12