أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح5














المزيد.....

حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5340 - 2016 / 11 / 11 - 03:07
المحور: الادب والفن
    


في خريف السنة الماضية أوردت له أولى شتلات الحب في قلب كانت مساحته تمتد من مشرق الأرض لمغربها، هكذا وصف ما جرى حين تعرف على سيدة أرملة أثناء مرورها الغير معتاد على دار أحد الأقرباء، السيدة تحمل تحصيل علمي عال وتملك رؤية فنية ترفض أن تسمى أو ينادونها أحد بالفنانة كون الكلمة لا تتناسب مع ما تعتقد أنها بدايات فنية تحملها، كان اللقاء الأول خجولا بما هو معروف من طبيعة كريم المتحفظة من الأنفتاح على الأخر ما لم يمد جسورا من معرفة وبقياس ثقافي أحيانا يكون صارم.
مما يعرف أيضا عن كريم أنحيازه الغير طبيعي للمجتمع المعرفي وللوسط الثقافي، فقد كانت عبارته الشهيرة أمة بلا ثقافة مميزة لا تساوي أكثر من عدد أفرادها كقطيع جاهز للرعي هي من جذبت له تحفظ الكثير من أصحاب الرأي، إلا سميرة القاصة والشاعرة والناقدة الفنية التي أنجزت أطروحتها في النقد الفني من أكاديمية الفنون الجميلة والتي لم تكن حدث عادي في حياته، بل كانت النسخة الثانية التي يصفها بالأجمل والأروع من عالمه المثالي، كتب عنها وكتبت عنه في رسائل متبادلة يشرح أحدهما للأخر معنى الحياة والحب والحرية والجما، كانا متماثلين بل وكأنهما شخص واحد يكتب بأسلوبين يتباريان بالجمال والتفرد.
ينظر الناس لها على أنها صنف أخر من النساء لا يحق له أن يتمتع بالحياة كونها لا تملك الكثير من علامات الجمال المتعارف عليها، سمراء جنوبية فقدها زوجها وولدها في حادث سير وبقيت تتنقل من مكان لمكان كمدرسة للرسم في مدارس وزارة التربية، تتهم مرة بأنها شيوعية ومرات بأنها متحررة وإباحية في كتاباتها وفي أسلوب تعاطيها مع الحياة، لا تملك الكثير من الخيارات فليس لديها بعد فقدان الحبيب والأبن إلا مجموعة ذكريات وبعض الكتابات التي غالبا ما ترفض أن تنشر على صفحات الصحف والجرائد ووالدة تختزن فيها كل التأريخ السومري العراقي القديم.
في اللقاء الأول أيضا كان هناك إيحاء متبادل أن الطرفين يجمعهما ليس فقط هاجس حب الفن والثقافة حسب، الشعور في نهاية اللقاء أنها ينتميان لطينة واحدة قد تكون من عمق هذه التربة، فقط ما يفرقهما أنها ليس في الزمن المناسب أو ليس في اللحظة التي يجب أن تكون قبل هذا التاريخ بكثير، أيضا فقد فيها كريم الصورة المترسخة عنه أنه رجل أنطوائي ليس لديه إحساس رجولي بالحاجة إلى حضن دافئ أو أرتباط ضروري لتكوين عائلة ربما تساهم في أستقراره النفسي والعقلي كما يظن الكثير.
في قصاصة قرأتها من ضمن ما كان يطلعني عليه مما يكتب، وجدت سميرة الإنسانة أكثر من ملاك في رؤية كريم، كان فنانا حقيقي في الرسم بالحروف، تمنيت في لحظتها لو تحول من الأدب والثقافة الفكرية ليكون رساما سورياليا......
حروفها الخمسة تشكل جغرافية الوجود
أما وجهها المستنير
بكل شيء جميل
يستحضر كل إرث سومر وبابل
إنها أنا الطينة الأولى
قد نكون نحن ابني آدم الأول
ومنا أفترق العالم قبائل وشعوب
تشبه الأرض .... لونها
عطرها.. حتى حروفها هي حروف الشمس
لم تكن أنثى مميزة......
لقد أحتوت التميز حين أمتزج فيه أثر الشمس على وجه الطين
سميرة وسومرية
وسماوية التفكير
كل ما فيها ينتمي للخلود
للجمال
للسرمدية الأصيلة التي تنتهي دوما بمرافقة النجوم في
سكن الألهة
أو على بوابات السماء...
ما كان رؤية كريم أفتنانا بجسد أو بنزوة عابرة بقدر ما كان أفتنانا روحيا بعمق الإحساس بالجمال الكامن في عمق ذات الإنسان الذي يصنع الجمال ويخلقه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (2)
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح4
- وكل شيء أحصيناه ..... تراب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح3
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح2
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح 3 (راهنية التجربة في الواقع ...
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح1
- إختلاجات الموت في موسم الحياة _قصة قصيرة
- غناء للموت والحياة والمطر
- الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.
- الطريق إلى الوعي الطريق إلى الديمقراطية والمدنية.
- وأنا المجنون زماني


المزيد.....




- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب
- صدر حديثاً رواية - هذا أوان الحبّ- للأديبة الفلسطينية: إسرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح5