أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2














المزيد.....

الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 05:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2


في هذا الظرف الذي يشهد حالتين معاكستين عن حالة المجتمع وتعامله مع الدين كروح للثورة القادمة والتي بيناها في الفقرة الأولى والتي تتمثل بما يلي:
• نتائج أمتحان المثالية في واقع مادي وتصادم بين أشتراطات العمل والواقعي وحالمية الفكر المثالي، مما سبب ظهور تناقضات واقعية وتراكمات من الفشل أو الأحباط أو عدم الموائمة بين الطبيعة العملية للبشر كواقعية حتمية وبين مثالية الفكر الديني، هذا الأمتحان بما يمثل من برهنة حقيقة على عدم صلاحية الدين كمنظومة قيادية بالشكل الذي كان مخططا لها من قبل النخبة أو من خلال حلم الجماهير بمثالية للواقع المادي.
• غياب النموذج والمثال والقدوة الساحرة التي كانت تجمع بين حيوية الصورة الفاعلة في الوعي الجمعي وبين القدرة على الجمع بأعتبارها الرمز الموحد، وبغياب هذه الصورة يجري البحث عادة عن ظل لها أو نسخه مطابقة تماما، هنا يدخل الشيطان لاعبا ماهرا في تعدد الصور شبه الكاملة وبقياسات متعددة تتناقض فيما بينها بالرغم من أدعاء الجميع الأنتساب للشخصية الحورية الساحرة.
هذه النتيجة وما تجره من تداعيات سوف ترسم واقعا طويلا لأثر الفكرة الدينية ليس في بيئتها بل كفكرة إنسانية يجب أن تدرس وتنتقد وتقيم في كل مرة يكون هناك أحتياج ضروري للثورة أو التغيير، لذا فالتحولات التي يتركها الفعل الديني على الواقع الأجتماعي الإنساني هي تحولات حقيقية لو أنها تركت في سياقها الفكري دون أقحامها بالمنظومة العملية البشرية، بمعنى لو أننا تركنا الدين والفكرة الدينية يمارسان على العقل الإنساني ما يسمى بالفيض المحفز على البحث عن الخيرية والأحسنية بمنطق نسبي وتوافقي يعتمد الإصلاح والتغيير الذاتي وصولا إلى التغيير المنشود، لضمنا لهذا الفكر قدرة على أن يكون موجودا في كل زوايا تفكيرنا الإيجابي من خلال البحث عن غائيات مثالية والبحث عن مناهج تتسم بالترفع عن البرغماتية الأنانية للفرد الأنسان أو الفرد المجتمع.
هذا الواقع بارتداداته سوف يكون الحاضن الأساسي لتحول الدين الواحد إلى مجموعة من المفاهيم المجزئة والمتطرفة أو المتساهلة مع فكرة الدين الأساسية، من هنا تحول المجتمع الواحد الذي نجحت ثورة الدين بجمعه على قاعدة أتفاقية موحده، يتحول بفضل النتائج أعلاه إلى أشكال ناقصة أو متضخمة وكلاهما مشوه عن الفكرة الأصلية ولكنه يتمسك بالتسمية ويعتقد بصوابية الخيار الذاتي، هنا تتعدد صور الدين وتنشأ تناقضات تعمق حالة الفرز والأقصاء والتناحر، مما يظن القارئ الغير متتبع لعملية خلق السلطة بأستخدام عامل الدين أن الظاهرة غير متعلقة بالواقع بقدر ما هي فرز حقيقي لدور الدين ووجوده.
هذه النتيجة نجدها حاضرة تماما في كل الديانات التي صنعت تحولات أجتماعية مهمة، الدين اليهودي ونعرف كيف ألت إليه قضية زج الدين في المنظومة الأجتماعية كسلطة ولليوم حينما يحلم اليهودي بالدولة الدينية التي يبنى فيها فهمه الخاص والزمني للفكرة الدينية الأساسية والتي لم تصرح أو تدعو أصلا لهذا الزج، كما فشلت من بعده كل المحاولات المسيحية في جعل المنهج العيسوي المثالي منظومو سياسية فتحولت بفعل القراءات الأعتباطية والفردية إلى ديانات متناقضة كلها تدع أحقية تمثيل عيسى النموذج المثالي وهي ترزح تحت أفكار ومفاهيم غارقة في المادية الإلحادية.
وبما أننا تأريخيا الأقرب إلى التجربة الإسلامية بعنوانها المحمدي نجد هذه التخريجات أكثر وضوحا وقد دونتها كتب السيرة والتاريخ بمضمونها الفعلي، فبمجرد غياب النبي محمد ص وتعمق التجربة في الواقع المدني والمحيط الموالي لها، ظهرت عورة القراءات الفردية والبحث عن نموذج ساحر للخلافة، أنقسم المجتمع المدني وهو صاحب القرار الأول في المجتمع الإسلامي الناشئ، وبناء على رواسب مادية وفطرية طبيعية في سيكولوجية الإنسان، بين من هو يتبع المقاسات المادية (النسب والقربة) وبين من يتبع القياسات المثالية التي تتعلق بالعقيدة والإيمان.
كان الصراع يجنح للواقع المادي الطبيعي المتحكم بالعقل الجمعي والوعي الأصيل، لقد ترك البعض من أوائل المسلمين ومن طبقة ما يسمى بالنخبة الإيمانية، حتى المبادئ الأساسية التي دخل من أجلها الإسلام، ليطبق قراءة مادية وواقعية بمعنى أنها حصاد الواقع ومستولد الطبيعة والحاضنة، وبعد سنوات قليلة تحول الإسلام إلى إسلامات والدين إلى مناهج فكرية وسياسية متناقضة ومتحاربة، تسحق فيها كل القيم المثالية والخيرية ووقودها الأول هو الإنسان هدف الثورة وغاية التحول، لم يعد الإسلام ذلك الدفق الفكري الأخاذ الساحر الذي أثار مشاعر الأحرار والمستضعفين، وتحول الدين إلى سلطة والفكر إلى شريعة حاكمة ومتحكمة حتى بالتفصيلات الجزئية، وعاد المجتمع إلى سيرورته القديمة ليعود الإسلام غريبا عن واقعه وعن صورته الأبتدائية المثالية، كونه روح الثورة والمحرك الذي يدير العقول نحو التغيير والتحول.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح1
- إختلاجات الموت في موسم الحياة _قصة قصيرة
- غناء للموت والحياة والمطر
- الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.
- الطريق إلى الوعي الطريق إلى الديمقراطية والمدنية.
- وأنا المجنون زماني
- صراع الماضي على أطلال الحاضر(تركيا الحاضر والعصملية المتجذرة ...
- تأزيم المأزوم وسياسة تشتيت الوعي
- ليس بالخمر وحده يموت الإنسان.
- وهم الظل المتعافي
- المشرع العراقي بين وهم ثوابت الإسلام ومبدأ الحرية الشخصية وح ...
- شبهة الردة وحكم النص القرآني في إبطالها
- جواد الشلال .... شاعر يركب صهوة الحب بهدوء
- القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية
- غدا........................


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2