أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)














المزيد.....

المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5338 - 2016 / 11 / 9 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)


الذين يتهمون المتابعين للأنتخابات الأمريكية بعد الجدية وأضاعة الوقت بلا ثمن لأن الأمور محسوم مسبقا وأن ما يجري هو مجرد تمرين يجري كل أربع سنوات لمسرحية مكررة ومملة، أستطيع أن أصفهم مثل تلك النعامة التي تدفن رأسها بالرمال وتترك مؤخرتها مكشوفة ليراها حتى الأعمى، الانتخابات الأمريكية ليست شنا أمريكيا بحتا، ولم تكن في يوم من الأيام منعزلة عن ما يدور من تحولات تأريخية في سيرورة التطورات العالمية في كل المجالات، بل يمكن القول وبتجرد من لا يعرف حركة الرأي السياسي الأمريكي شعبيا ومؤسساتيا وأعلاميا لا يستطيع أن يفهم ما يدور في العالم، بل أكثر من ذلك من ليس له أطلاع حقيقي في البنية الفكرية السياسية الأمريكية لا يفقه بالسياسة والأجتماع والأقتصاد إلا بحدود ما يفهم بائع الفحم في قريتي النائية عن نظريات الفيزياء الكونية وحقيقة ما يجري في عالم ما بعد المعرفة.
السياسة العالمية بالحقيقة ليست مجرد منظومة من التفاعلات البينية لا يمكن الفصل بين أحداثها ولا بين شخوصها لأن قوانينها واحدة ونتائجها متراكمة، بل أكبر من كونها مؤسسة عامة إنها نتاج تأريخي متراكم ومحكوم بالسنة التاريخية التي لا تخرج عن ثوابتها بليبرالية أو تخضع للتغيرات خارج أصوليتها المعتادة، فيها لا يولد حدث من فراغ ولا ينشأ توجه سياسي أو فكري بمعزل عن هذه المنظومة، قد يكون هناك معلن من قوانين الحركة وتفاعلات صنع الحدث وهناك مضمر في العمل السياسي الدولي، ولكنه أيضا محكوم بفلسفة واضحة وممكن قرائتها وفك شفراتها من خلال ربط الأحداث بالعلل والأسباب، النظر في كيفية ميلاد الحدث ونشأته وتطوراته ممكن معرفة السيرورة فيه من خلال فهم ديناميكية العمل وسبر مجريات القديم والمعتاد في العمل السياسي وفهمها على أنها مجموعة قوانين منظمة ومنسقة، المقدمات دوما تصلك بالنتائج شرط أن تتابع الخطوط بدقة وأن لا تسقط ذاتياتك وقراءاتك الشخصية وتمنياتك على ما يدور.
المهم تابعنا أو لم نتابع فنحن الخاسرون حينما لا نكون جزأ مهمة من القضية السياسية العالمية ليس بصفتنا بضاعة تباع وتشترى ولكن بوصفنا جزء من الحركة ومن قانون صنع الحركة، وبوصفنا رقم مؤثر له قيمة وحساب ويجب أن يملك رؤية واضحة لدوره ووزنه في اللعبة السياسية العالمية، ونحن كعرب أقول بالتخصيص وعلى العموم فيما يخص المسلمين كوحدة تعريفية في تقسيم المجتمع الدولي علينا أن ندرك الحقيقة المرة، وحدهم الذين يملكون قرارهم ولديهم مجتمع منظم ومسئول وقيادات تحمل روح المجتمع هم من يخصص لهم من مقاعد الفائزين، أما الذين ينتظرون الريح المناسبة فقط كي تدفع بأشرعتهم والحظ شعارهم ولعل وعسى والذين ينفقون مصدر قوتهم على المعجزة الغيبية في أن تتغير سيرورة التاريخ لصالحهم، اولئك لا عزاء لهم في عالم السياسة والمال والاقتصاد والقوة المهيمنة ومقاعدهم لا تعد ولا تحسب لها حساب، العرب في جميع الأحوال لي أكثر من قيمة الصفر الكبير جدا على الشمال دوما.
الأن وقد هدأت الأصوات وأرتخت العضلات المشدودة التي كانت تراقب وتحلل وتقيس وتزن الأمور وفقا لمعطيات المنطق، طبعا لكل واحد منطق خاص ولديه معاييره الخاصة ويرسم الأحداث المقبلة وفقا لقراءات وتوقعات السيرورة والقانون السياسي، فقد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وأتضحت صورة القادم الجديد الذي لم يكن متوقعا له الوصول بناء على قراءات رسمت لنفسها منطق مغاير، منهم من ربط القادم بالرغبة الدولية في بقاء الديمقراطيين في السلطة لتثبيت الواقع السياسي العالمي على وجهه التقليدي، وأيضا خوفا من القادم الجمهوري الذي يعلن صباحا مساء تمرده على الصورة الجمهورية المعتادة، أيضا بنى أخرون قراءاتهم على فرضية أن المجتمع الأمريكي مجتمع مهووس بالقيم المحافظة وبالتالي فوز ترامب سيكون مغامرة غير محمودة بل وشبه مستحيلة في ظل العقلية الأمريكية المنطقية.
البعض كان يتمنى فوز كلينتون كونها تملك رصيدا سياسيا معتبرا وذو تجربة متراكمة تفهم المنطق السياسي العالمي لكونها زوجة رئيس سابق ومرشحة رئاسة سابقة ووزير خارجية تركت بصمات مهمة على واقع الحركة الدولية في شقيها السياسي والعسكري، ليس بالأمنيات والتمنيات يمكن بناء رؤية واقعية لسيرورة الحدث بمعزل عن قوة القانون المنطقي، مما تجاهله الإعلاميون خاصة والذي كانت أمنيتهم محصورة في فوز السيدة كلنتون، أن المجتمع الأمريكي ليس مجتمعا محافظا وأخلاقيا بالدرجة التي يصيغها الأعلام الأمريكي، بل المجتمع الأمريكي مجتمع تجريبي ذو ميول سرعان ما تتبدل مع تبدل الميول الأقتصادية التي تتحكم بعقل المؤسسة الأمريكية في صناعة الرفاهية الأمريكية، فمهما قدمت السياسة للأقتصاد فالشعب الأمريكي يتطلع للتجريب ويحاول دوما تغيير الطاقم في كل مرة، لأكتشاف ما هو أكثر ثراء في تجربته مع أقتصاد رفاهي وليس أقتصاد حر فقط.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح4
- وكل شيء أحصيناه ..... تراب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح3
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح2
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح 3 (راهنية التجربة في الواقع ...
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح1
- إختلاجات الموت في موسم الحياة _قصة قصيرة
- غناء للموت والحياة والمطر
- الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.
- الطريق إلى الوعي الطريق إلى الديمقراطية والمدنية.
- وأنا المجنون زماني
- صراع الماضي على أطلال الحاضر(تركيا الحاضر والعصملية المتجذرة ...
- تأزيم المأزوم وسياسة تشتيت الوعي


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)