أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1














المزيد.....

حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5335 - 2016 / 11 / 6 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1



لقد ناقش كل الخيارات المحتملة ولم يبقى له سوى الأختيار النهائي للتنفيذ، كانت فكرة الحرية التي يؤمن بها في مقدمة كل العناوين، لا يهم أن يكون القرار عاقلا بقدر ما كان يحرص أن يكون حرا ومقنعا لنفسه، صباحات شهر آب ليس ككل الصباحات بالنسبة له، لذا ترك كل شيء وبدأ بتنفيذ قراره الذي سكن عقله منذ أن جعل النهاية عنوانا للخطوة القادمة، لقد أمسك الفكرة بقوة المؤمن وعشقها... لا بد لها من أن تكون النهاية مميزة لرجل مميز لديه ميول للجنون أكثر من العقلنة، ها هو الآن يمتحن حريته وينفذ جنونه ويبدأ المشوار منذ النهاية ، ضحك مع نفسه وقال....
_ سيقولون عني كافر وأمامه حفر من النيران الموقودة لمن مثله.....
_ من قال إن غير النار أشرف منها، سيكون بوسعي أفكر وأنا تحت لظى لا يصهر لي عقلي المجنون، هناك سأكون أكثر تعقلا.... بل أشد عقلانية لو حولت طاقة النار إلى مادة، سأنافس كل الذين وردوها من قبلي من الكفار.... هههه جميل أن تكون كافرا في مجتمع كله خالي من ذوي العاهات العقلية.
_ الغريب أنني متحمس اليوم لقراري وحدي لا شريك لي في قرار سيعيد بناء تأريخ أمة أسمها أنا.
_ أيضا سأكتب لهم في مدخل الجحيم يافطة بعنوان (ممنوع دخول الأغبياء، ممنوع دخول العقلاء المتعقلين وغير المتعقلين).
أختار مجموعة من الأربطة الأنيقة التي أعد بعضها للأحتفال بعيد ميلاده الذي مضى دون أن يتمكن من تذكره، ومجموعة أخرى أقدم منها لتكون الحبل الذي سيتدلى منه بعد قليل، الشرفة الخشبية المطلة على باحة الدار، لونها الأزرق الأثير عائليا كان علامة لصد العين عنه كما تزعم والدته، فهو المصاب دوما بداء الحسد.
فوق الشرفة أو (الرازونة) كما يحب أن يتذكرها مذ كانت جدته الزايره تسكنها، وتجلس هنا على الدوام وهي تطل على الحوش وتصدر أوامرها للجميع، فوق الرازونة هناك نهاية خشبة منفردة عن بقية السقف علق فيها بلبل بقفص يزعمون أنه يغرد صباحا كأنه يقرأ القرآن.
تماما على يمين الرازونة التي تشكل نافذة الغرفة كطبقة ثانية فوق السرداب الصيفي بدرجاته السبع نحو الأسفل، ودرجات سبع صغار ترفعك للأعلى حيث تتخذ القرارات الأن دون ضجيج، فقط عيون تبحث عن كل شاردة وواردة ليترجمها إلى معنى ما، وهو يسجل تفاصيل ما سيحدث بعد قليل، في نهاية غير متوقعة لأحد حتى له هو قبل مساء الأمس، لم يكن يفكر بأكثر من البحث عن حزمة من الحلول لحزمة من الإشكاليات التي تراود مخيلته في كل الأحيان، يضحك عندما ينزل من غرفة ظهر كل يوم قائض لينام في السرداب أو حين يحتاج قليلا من الهدوء.
كتب في أحد قصائده النثرية مره أنه يعشق النزول من السماء السابعة إلى أسفل الأرض السابعة ليجد الحلول.
حين تهبط الألهة تبحث عن ماء قراح
تشربه من قاع المحيط
يخبرها كبير الأرباب الجالس فوق الأريكة
أنه أخفى الفرات الجميل
عن عيون المتطفلين الأغبياء
تحت بطون المحيطات
كي لا يدنسه الإنسان..............
شكرا لك أيها الرب
فقد علمتني كيف أحتال
حتى على رفاقي
حين أهبط السرداب أبحث عن وظيفة.
الباحة المواجهة للغرفة المعلقة عبارة عن أمتار مربعة تشكل ما يشبه الحشر له ولوالدته ووالده ومن يأت ضيفا، المكان لا يكاد يتسع لأكثر من بعض الأجساد الصغيرة التي تتحرك برشاقة كي لا تصطدم ببعضها، أيضا على اليمين هناك درج متضايق بشكل غير هندسي يصل بهم للسطح حيث يتحول مع كل مساء صيفي إلى شاطئ بحر جميل بخيالاته الممتدة نحو بحر السماء.
عرف أيضا في بعض نوبات جنونه كرهه للصعود إلى سطح الدار مع عائلته أو حين يكون هناك من يحل ضيفا على أهل الدار، يمثل له الجلوس والتأمل فرصة بشرط ألا يشاركه أحد في الوجود، أما مع اجترار الحديث اليومي بين من يكون يتحول المكان إلى ما يشبه سيرك لا يعنيه ما يدور، يظن أن الجلوس فوق تعبيرا عن حلم الإنسان للتخلص من أرضيته والتقرب الموهوم له إلى سماء خالية إلا من مجرات ونجوم متناثرة....
_ الله ليس في السماء ولن يكون في مكان أخر.
_ أعتقد أننا جميعا في مكان ما في فكرة الله أو في جزء منها، أعجب كيف يعقل هؤلاء السادة أن السماء وحدها مسكن الألهة.
_ ألا يخافوا على ألهتهم من أن تصطدم بها بعض النيازك والشهب مثلا فتكسر لها عظامها أو تخرب لها تلك الإشراقة الجميلة للوجوه المحاطة بهالة من النور.
_ سيبقى هؤلاء أكثر غباء من ألهتهم التي أخبرتهم أنها تسكن في زاوية ما من سماء تشبه صحراء الربع الخالي...
تتعجب أحيانا والدته عندما تراه يبتسم وبعمق وأحيانا يضحك مع نفسه حين يبسط بعض عقائد الإنسان عما حوله، أو ما يظنه جزء من العقلانية الموجه من فوق، تصر الوالدة على أن ولدها أعتراه بعض المس من الجنون خاصة مع أدمانه الجلوس تحت في السرداب، لذا فكثيرا ما تقرأ المعوذات وتحرق البخور والحرمل كي تطرد تلك الأشباح الملعونة التي تسرق ولدها منها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح 3 (راهنية التجربة في الواقع ...
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح1
- إختلاجات الموت في موسم الحياة _قصة قصيرة
- غناء للموت والحياة والمطر
- الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.
- الطريق إلى الوعي الطريق إلى الديمقراطية والمدنية.
- وأنا المجنون زماني
- صراع الماضي على أطلال الحاضر(تركيا الحاضر والعصملية المتجذرة ...
- تأزيم المأزوم وسياسة تشتيت الوعي
- ليس بالخمر وحده يموت الإنسان.
- وهم الظل المتعافي
- المشرع العراقي بين وهم ثوابت الإسلام ومبدأ الحرية الشخصية وح ...
- شبهة الردة وحكم النص القرآني في إبطالها
- جواد الشلال .... شاعر يركب صهوة الحب بهدوء


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1