أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح6














المزيد.....

حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح6


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 03:12
المحور: الادب والفن
    


حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح6


تواصلت الكتابات بين كريم وسميرة حتى أدركت الأم إن أبنها الذي كانت تتمنى له عروسا من طراز خاص لم يعد مأمولا له أن يحقق رغبتها، نقلت إليه في أول الحوار حديث الناس عن سميرة..
_إنها يا وليدي نذير شؤم فقد ضاع زوجها نتيجة مشاكلها مع الوظيفة، يوميا في مكان ... لا أريد أن أدفعك ثمنا لحماقاتها فأنت وحيدي والناس تتكلم.
_عن ماذا تتكلم أمي عن امرأة تكافح من أجل أن تعيش بشرف دون أن يمن عليها أحد أو تستجدي من أحد؟...
_ولكن يا ولدي لا تنسى أنها لا تليق بك فهي أرملة وأنت حتى لم تأخذ نصيبك الطبيعي.
_وما هو نصيبي الطبيعي أيها الوالدة الحنونة.
_فتاة بكر.
_وماذا يعني بكر؟
_لم يمسسها أحدا من قبلك....
_طيب وما الفرق طالما أن الله هو من أعطاها وأخذ فهذا فعل الله وليس فعلها.
_ولكن يا ولدي إنها أرملة وقد كان لديها ولد.
_ والرسول تزوج مثلها وأمثالها فإذا كان عيبا فمن الأولى بالمعاتبة أنا أم هو.
لم يرق الكلام للوالدة وقد أدمعت عيناها حزنا على حلم يكاد يكون هو الوحيد الذي تنتظره بشغف، إحساس كان في عقل كريم ألا يدعها تحزن أكثر فقال....
_ولكن يا أمي الإنسانة هذه لا تفكر الآن حتى بالأرتباط بأي رجل إنها تنتظر أمرا ما.
_ولكن الناس يرونكم مع بعض في أكثر من مكان وهذا يعني أنكم تخططون لشيء.
_أطمئني يا أمي لو كان هناك مما في خيالك ستكونين أول من يعلم وقبل كل الناس.
سميرة الغريبة عن مجتمع العمل ليس لديها هذ التحفظ المفرط ولا تعان إلا من نظرات الأخرين الذين يرون فيها فريسة محتملة لأي وقت، والدتها السيدة العجوز الذي ترافقها دوما كظلها في أي مكان تنقل له وظيفيا، تعرف وتدرك تماما أن ما تعرفه عن أبنتها يجعلها مطمئنة تماما ألا أحد يجرؤ أن يفكر ولو فقط تفكير أن ينال منها ما يشتهي، الأم أكثر الناس إحساسا بنبض المولود لها حتى لو كانت هناك فوارق في التفكير أو في الطبيعة، أم سميرة واحدة من النماذج الفدائية التي يمكنها أن تتخلى عن كل شيء في لحظة إلا عن مبدأها وفكرتها الخاصة، لذا جاءت سميرة من طراز محدث لهذه الأم.
في لقاء كان حاضرا في ذهن الثلاثة سميرة وأمها وكريم في مكان قرب أحد المزارات التي تحيط بمدينة كربلاء، وأبتعادا عن ضجيج المدينة في يوم الخميس الذي يشهد عادة توافد الكثير من الناس، جلس الثلاثة تحت شجرة سدر كبيرة ليستمع كريم لقصة نضال السيدة الكبيرة وما عانت من أجل أن تفلح بوصول أبنتها لمرحلة الماجستير، خاصة وأن عائلة زوجها قد تخلت عنها ولفظتها لأنها أبت أن تمنح موافقتها لتكون أبنتها عروسا لأحدهم بعنوان (بنت العم)، الظلم يكون أعظم حين يأت من جاهل بعنوان الشفقة أو الحق المطلق.
دافعت الأم بشراسة حتى عن فكرة أنها لم تعد واحدة منهم، في الوقت الذي عانت فيه الجوع والحرمان والتعب الذي جعلها تواصل الليل والنهار وهي تمارس بيع الفواكه والخضر في سوق شعبي، تكافح من أجل أن ترى نفسها في أبنتها الوحيدة، بعيدة عن عيون الذئاب، تتذكر أنها أحيانا تنسى وجبات الطعام الطبيعي من شدة الإرهاق حتى بدأت وكأنها واحدة من ضحايا المجاعة، لكنها لم تستسلم وخاصة في السنتين الأخيرتين من الدراسة الجامعية لبنتها، المرض كان يطحنها من تحت دون أن تخبر سميرة أنها تعاني، تبكي بصمت وتغرق في نحيب ليس له أول ولا أخر في ليلها القصير دوما.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محذور ...... من أن تحب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح5
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (2)
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح4
- وكل شيء أحصيناه ..... تراب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح3
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح2
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح 3 (راهنية التجربة في الواقع ...
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح1
- إختلاجات الموت في موسم الحياة _قصة قصيرة
- غناء للموت والحياة والمطر
- الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح6