أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1














المزيد.....

علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5356 - 2016 / 11 / 29 - 03:44
المحور: الادب والفن
    


علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1


للشاعر الندة تأريخ مع التصوف يمتد من أولى تجاربه مع الذات حين أكتشف أنه طائر مغرد خارج سرب الواقع المعاش، فأتجه لدراسة الدين على يد أساتذته ممن يعرفون طريق الله هو طريق الدين ولا طريق أخر يمكن أن يصل بالإنسان إلى فهم الله غيره، فأنكب على الدراسة الحوزوية ونال درجة فيها وتعمم ومضى في الطريق، لكن الروح التي ما فتئت تبحث عن الله تضعه يوميا في المحاسبة، هل أكتشفت الطريق؟، هل وجدت الله الذي تبحث عنه؟، هل هناك في نهاية المشوار من علامة أو آية ستدلك على الله؟، كان في كل مرة يطلب منها أن تصبر فالطريق صعب مستصعب لا ينبئ بشيه حتى يمضي بعيدا.
الشاعر الندة يعيش عالمه الروحي العرفاني جنبا إلى جنب الدراسة الدينية وكان يظن في نفسه أنه لا يمكنه الوثوق بالطريق الثاني، فكلما أقتربت روحه من أهدافها كان عقله يرفض منطق الدراسة الدينية، لأنها تتعارض مع القيم التي تكبر يوما بعد يوم مع إنسانيته الروحانية، حاول أن يكتشف سر هذا التناقض فوجد أن ما تعلمه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصل به إلى ما يريد، إنها لحظة القرار عندما نزع العمامة وقدمها لمعلمه وقال (دينكم هذا ومنهجكم لم يقربني من الله ، إن الله محض محبة) وخلع ثوبه الكهنوتي وخرج يبحث عن الحب والحرية والسلام في أرض الله ، إنه أخر الدراويش التي أنجبتهم بغداد.
اعتقد ان ميزان الله
كفتين فقط
حرية وانسانية.....
هذه العقيدة التي أكتشفها الشاعر حين عرف طريقه الجديد القديم، إن دين الله محض حرية محب وسلام العدل، قاده هذا التحول لينتقل من صورة طالب العلم الديني الذي خرج منها كما دخل ليواجه بحروفه المملؤة عشقا قساوة الحياة في ظل ظلم مترادف وجور متراكم وضياع في تيه العالم اللا يعي، عالم فقد البوصلة وهو يجري في كل الأتجاهات دونما دليل أو رجل رشيد..
الطغاة في الاسلام فرض
والعبودية في الاسلام
سادس الاركان...
نعم أكتشف شاعرنا العيب والخلل الذي ينخر منظومتنا الأخلاقية والدينية التي تحتقر الإنسان والذي لا يجرؤ أحد منا أن يقول أن سدنة الكهنوت بدلوا وغيروا وحرفوا وباعوا دين لله للشيطان قبال دراهم معدودة..
وجوه الكهنوت ناعمة
وثيابهم بيضاء
فوجوههم
تعتاش على دم الفقراء
وتحت ثيابهم
تختبا العتمة
ها هم
يقفون خلف كل حرب
ينثرون عليها
القداسة...
غير أن التحول الأكبر كان أثر مشاهد الدم والموت والفجيعة التي حطت يدها على أرض العراق فأنتقل الشاعر من صوفيته وعرفانيته ليداوي الجراح ويضمد تلك الأرواح الجريحة بنشر رسالة الإسلام السلام، لقد حمل حروفه لينتقل كالمسيح السائح من قرية لقرية ومن بلد لبلد عسى من يسمه له نشيد......
كانت قبلاتنا
مصافحتنا
افكارنا
محبتنا
قصائد
في باحة القشلة
وتواشيح بغدادية
في ساحة الميدان...
لقد أبدع الشاعر على الندة في كشف جماليات الحب وجماليات العلاقة الإنسانية بين المحبين وعبر عن ذلك بمنظومات رائعة تقطر وردا وياسمين، وأستغل سماحة الحرف حينما يلبس ثوب القداسة ان يعبر عن كل بهاء ونقاء وطهر الحب....
قالت اذن خذني اليك
ولون
لو تشاء
بريشة فستاني
فانا انتظرتك
من زمان طفولتي
غيرتني
وقلبت كل كياني
خبأت اشيائي اليك
انوثتي
واناقتي
وخواتمي
والقرط في اذاني
حتى وجدتك
في ظلال مدينتي
رجلا ...ملكت حشاشتي
وكياني....
الحب إذن قدر مكتوب على كل إنسان قد نلتقي فيه أو نموت دونه ويبقى قدرا جميلا لأنه من طبيعة الإنسان حين يكون كاملا في مواجهة نزعة الشيطان لأن يسرق منه هذا الضامن الوجودي كي يشعر بكيانه المقدي، كيان الإنسان الحر الذي ولد وفي جيناته الحب شيء بدي وحتمي.
قالت انا ربما اهواك يوما يا صديقي
فقلت ان الحب شيطان رجيم
أخشى عليك ضياع عرشك حلوتي
ان المحبة هاجس جدا عظيم
اتباع جنات النعيم بهاجس
لكنما من غير هذا الحب يحكمنا الجحيم



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح1
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح2
- أنا في ذاكرة الرب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح16
- حافية القديم وعارية
- الطفولة العراقية وتحديات البقاء
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس
- عباءة البرد المخرقة في بلاد الله أكبر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح15
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح14
- بين الإعلام والسياسة المطبخ هو الطائفية
- المتخيل والمدرك والمتوهم في السياسة العراقية
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح13
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح12
- السلام والمصالحة هدف الشعوب وحقها الأساسي وليس لعبة الساسة و ...
- أحلام السلام والمطر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح11
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح4


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1