أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 31














المزيد.....

حوار صامت 31


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 19:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال _ كيف نبني المستقبل بخطوات علمية وليس بكلام إنشائي يمكن ان يكون أدبا أكثر مما هو رؤية حل؟
أنا _ المستقبل يبنى حقيقيا عندما نصلح القاعدة الأساسية له وهو الحاضر الذي نتعامل بمفرداته، وهذا الحاضر الراهن يعاني من جملة أختلالات إن لم نبادر على إعادة ترتيب الواقع الحالي وفقا تدرجات المهم والأهم ونصحح مساراته، لا يمكن الحديث عن مستقبل ممكن أن يكون خطوة أنتقالية لحياة حرة كريمة، وحتى لا نضيع بالتنظير هناك جملة من الخطوات الضرورية لإعادة مسيرة الراهنية الواقعية تتمثل بما يلي:
• بدون ممارسة النقد الذاتي والموضوعي لطريقة تعاملنا مع الواقع وأختلالاته لا يمكنا تشخيص الخلل بصورة جدية، النقد أولا ثم أستخراج أسس كلية لملامح جوهر المشكلة وتحديد البواعث والعلل ثانيا.
• بناء رؤية نظرية ملحقة بدراسة منهجية للتطبيق تستند في بنائها وتركيبها نتائج عملية النقد الذاتي والموضوعي تتولى صياغة أسس الحل والتوقعات والصور المادية والعملية لها.
• التخلص من فكرة أن الزمن كفيل بتصحيح الخطأ التأريخي، فكل الأخطاء التاريخية تبقى تعمل على تحريف حياة ووجود المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر وإن حاول الإنسان تجنبها أو إهمالها، فالخطأ والأنحراف لا يصحح بالإهمال وإنما بالعودة عنه وتجنب أثاره القادمة.
• إعادة علمنة العقل وتفعيل المنطقيات التفصيلية وتعويده على أن الظاهر لا يمكن أن يكون حقيقيا دوما، فكثيرا من الظواهر لا تشكل إلا ظلا لقضايا أعمق وما يمكن أن نلمسه منها إلا السطحي المحسوس، فكل ظاهرة لها علل وأسباب وحيثيات يجب أن تدرس وتفهم قبل أن نقرر بشأنها أو نبني على نتائجها الواقعية.
• أحترام العمل والفكر وتقديس حق الإنسان بهما وأعتبار أن الوجود الحقيقي مبني على حرية العمل وحرية الفكر وتهيئة أسبابهما دون خضوعها لأشتراطات وضوابط خارج مفهوم الحرية الطبيعية لكل أفراد الإنسانية.
• النقطة الأخيرة محاولة الفصل بين المستقبل والأيديولوجيا مهما كان مصدرها أو شكلها وعزل مفهوم القداسة في حدود ما هو مقدس تخصيصي فعلا، والعبور من المثالية التأريخية إلى الواقعية المتحركة بهدفها التأملي، والنهوض بقدرة الإنسان على ملاحقة الزمن وليس تشجيعه على الأنتظار والصبر بناء على إخباريات غيبية أو طوباوية مغلفة بهامش القداسة.
مت متابعة هذه الخطوات يمكننا أن نبني ما نسميه خريطة عمل للمستقبل وتحديد مدارات المنهج وفلكيات حركة الإنسان داخلها، أقول وأكرر لا مستقبل حقيقي وواضح في ظل حاضر مشوش ومضطرب وغير قادر على النهوض بنفسه وتصحيح خطواته الراهنة.
سؤال _ هل من الممكن تطبيق خارطة المستقبل هذه بشكليته المعروضة دون أن نواجه المزيد من التحديات؟
أنا _ التحديات موجودة ولا يمكن إغفالها أو إهمالها ولا أقول إن عملية التصحيح يمكن أن تمر بسلام، لأن هناك أفكار ورؤى ونظريات يهمها بشكل أساسي وملح على بقاء الحال على ما هو عليه، إن لم يكن سعيها بالعودة بها إلى الوراء، ولا يمكن أفتراض سلامة نية هذه القوى والتحركات أبدا وحرصها على المستقبل، لحقيقة واحدة أن المستقبل الواضح والمحدد والفاعل في العقل البشري يعني نهايتها هي وتلاشي مشروعها الفكري والعملي.
سؤال _ما هو دور المثقف العربي عامة والوطني خاصة في مسألة بيان حدود الرؤية الكونية الحداثية القادرة على نقل المجتمع من راهنيته المشوشة إلى ما هو أفضل بحدود الرؤية المنهجية التي قدمتها قبل قليل؟
أنا _ المثقف قبل أن يكون مطالبا منه أن يصنع المستقبل علينا أولا الأعتراف بأنه جزء من هذا المجتمع، ما بالمجتمع من أمراض وأنحرافات وأضطراب هو قد نال جزء منها من حيث يعلم أو من حيث لا يعلم، لكنه كمثقف ويملك حس معرفي وفكري قادر طبيعيا أن يعالج ذاته ويحاول الترفع عما في واقعه من أهتزاز وعدم توازن، وحتى نمنح المثقف دورا مهما وأساسيا في تنفيذ مشروع المستقبل على المجتمع منحه الثقة اللازمة التي تؤكد قدرته على أن يعمل ضمن هدف كبير، المشكلة الأساسية هنا وخاصة في مجتمعاتنا الموبوءة بالأزمة هناك مسألة عدم ثقة بين المجتمع والمثقف، وبين المجتمع والفكر وبين المجتمع والتغيير، أضافة إلى عدم منح المثقف لنفسه حق التقدم على الأخرين وهذا واجب لأنه يعلم أنه سيصطدم بالتشكيك واللا مبالاة، ومع ذلك أكرر مسألة كثيرا ما أثرتها أن الشجاعة الفكرية التي هي من شروط أستحقاق الفرد لكلمة مثقف تبدو منخفضة جدا في واقعنا الثقافي والفكري وهذا يعود لتأريخ ملئ بالقهر والأستلاب السلطوي والتعسف الأجتماعي والأستبداد الديني.
سؤال _ ما دور المؤسسة الأكاديمية العلمية والمعرفية الناهضة في عملية إعداد للمرحلة الأنتقالية بين واقع بحاجة للتغيير وبين تغيير بحاجة إلى واقعية فعالة؟
أنا _ هذا الجانب المهمل دائما والمغيب عن دائرة التشخيص والأهتمام، فكثيرا ما يلام المثقف والمفكر والنخبوي المعرفي في تقصير ما تجاه عملية التغيير دون أن نوجه نفس النقد للمؤسسة الأهم والتي تعتبر مهد وجذر حالة التغيير بما تمتلك من مؤهلات فاعلة وواقعية وقادرة على الفعل، لذلك أنتبهت القوى الساعية لعرقلة الأنتقال وتأخير عمليات التحول وحتى الحيلولة دون حصولها، على التركيز على هذه المؤسسة وزجها في أتون صراع وإنشغالات لا تمت لمهمتها ووظيفتها الأساسية في إعداد وتقديم وتجهيز ودراسة رؤى التغيير، تغييب المؤسسة الأكاديمية يتخذ صيغا عديدة منها مثلا تسليمها كقيادة إلى عناصر طارئة غير قادرة على السير بها أو زج مناهج وأفكار قد لا تكون أساسا سليما لبناء جيل مسئول وأحيانا حتى محاربتها بشكل مباشر وعبر قنوات رسمية وقانونية لجعلها تنفذ أجندة سلطوية حريصة على تثبيت الواقع الراهن وتغييب العقل الأكاديمي عن الفعل، لا تنج أمة ولا يتغير مجتمع مع مؤسسة أكاديمية غير معترف بأستقلالها وحقها في القيادة الذاتية لمشروعها العلمي والمهني الأكاديمي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور
- حوار صامت 25
- حوار صامت 26
- حوار صامت 24
- حوار صامت 23
- نستنسخ خيبتنا لنموت
- حوار صامت22
- حوار صامت21
- حوار صامت 20
- حوار صامت 19
- حوار صامت 18
- حوار صامت 17
- حوار صامت 16
- حوار صامت 15
- حوار صامت 14
- حوار صامت 13


المزيد.....




- بعد -الكروكس- الأصفر..بروك شيلدز تطل بهذه الحقيبة على السجاد ...
- بيونسيه تشكر بول مكارتني وابنته لإلهامهما بأغنية -Blackbiird ...
- كيناز حكيم ومحمد خاشقجي يحتفلان بزفاف أسطوري في قلب إسطنبول ...
- دعوات قلب نظام إيران.. أمريكا فعلتها سابقا ولكن هذا ما حصل و ...
- مجزرة المساعدات.. مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظار الغذاء ...
- كابوس إغلاق مضيق هُرمز وما سيحصل مع احتدام صراع إيران وإسرائ ...
- إيران.. الحرس الثوري يعلق على إطلاق صواريخ -فتاح- على إسرائي ...
- تحليل.. ما أهمية -فوردو- وما مخاطر تدميرها من قبل الولايات ا ...
- القوات المسلحة الروسية تغيّر تكتيكاتها الإنسانية
- تقرير الفجوة العالمية 2025: مصر ضمن أسوأ عشر دول عالميًا في ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت 31