أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان















المزيد.....

هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان

تشكل قضية الأمن وحماية المجتمع من تأثيرات الفوضى الفكرية والسياسية المغلفة بطابع العنف والمتخذه قاعدتها التبشيرية من قضية الدفاع عن الدين أو الهوية القومية الفئوية واحدة من أهم إشكاليات عالم ما بعد أنتهاء الحرب الباردة وظهور المحورية الدولي للقطب الواحد، هذا القول لا يعني أن تشكيل هاجس الأمن حدث فجأة بعد أنهيار جدار برلين وما سبقه من تفاهمات أممية قطبية قادت بالفعل إلى تبريد وتجميد مفاعلات الحرب الباردة وظهور المشروع الكوني الجديد القائم على تركيز العمل على بناء عالمية الممارسة الديمقراطية كواحدة من أساسيات النظام الدولي الجديد وتحديدا فيما يتعلق بحماية الحقوق الفردية والدفاع الدولي عن حقوق الإنسان وحمايتها في الدول الأقل أحتراما أو تقديرا لها.
شكل إنكشاف الغطاء الدولي الذي كان تتستر به الكثير من الأنظمة القمعية التي تتخذ من نظرية الحكم الشمولي على أسس معلنة أما عقائدية أو حزبية وتستفيد من الحماية من المحاسبة وتلقي الدعم، أو الأنظمة الأخرى التي تمثل واجهة الصراع الدولي الثانية والمعسكر الأخر في القطبية المزدوجة في ظل الصراع الشرقي_ الغربي الدائر في القرن العشرين، ولم يعد ممكنا أن تستمر المعادلات الراهنة في حينها على نفس النسق الكلاسيكي القائم سابقا، كما لم يعد مقبولا تأهيل هذه الأنظمة مرة أخرى خارج الأسس التي قامت عليها من التبعية والأنحياز إلى أحد ركني اللعبة الدولية، ولكن المتضرر الأول كانت الدول الشيوعية التي يجمعها حلف وارشو أو ما يعرف بأوربا الشرقية سابقا، فسقطت واحدة بعد الأخرى أبتدأ من بولندا وأنتهاء بالأتحاد السوفيتي نفسه الذي تجزأ وتحول إلى مجموعة من الدول التي شهدت علاقات توتر وحروب أحيانا فيما بينها بعد أن كانت تجتمع تحت سلطة واحدة وقيادة مركزية شديدة التعقيد.
الأبرز في الأحداث التي تلت أنهيار المنظومية العالمية الشرقية بزعامة الأتحاد السوفيتي سابقا وظهور روسيا كدولة عاجزة حتى عن حماية مصالحها الذاتية وأمنها الأقليمي إلى ظاهرة القطب الأمريكي المتفرعن والذي يبشر كل يوم بضرورة بناء نظام عالمي جديد أحادي القيادة والتوجه، ولا يستثني من ذلك حتى أقرب الحلفاء إليه، طالما أن المصالح الأمريكية العليا تسير وفقا لأولويات القوة الذاتية وليس حماية أنظمة أو تشكيلات دولية، هذا التناقض أظهر في الأول نمطا خفيا كانت مثل الجمر تحت الرماد في المجتمعات المكبوتة والمقموعة بقوة السلطة والدعم الخارجي، ووجدت في هجرة الكثير من عناصرها للغرب الحر والتحرك العلني المحمي بالديمقراطيات الغربية ومصالح هذه المجتمعا بالتلويح بعصا التنظيمات الدينية تلك في وجه الأنظمة التي تقاوم ما يعرف بالعالم الجديد، وجدت هذه التنظيمات فرصة مقابلة تمنحها نوعا من الدعم اللا مباشر وأحيانا المباشر في أن تقاوم الأنظمة أو تستخدم كموطئ قدم لمرحلة قادمة ستشهد الكثير من التحولات القيمية والبنوية التي تحمي أهدافا أستراتيجية خارجية معلنة أو غير معلنة، ولكنها بالتأكيد لا تخدم مصالح المجتمعات والشعوب الرازحة تحت القهر والأستلاب والظلم السلطوي.
ظاهرة الأمن الأجتماعي المضطرب وبروز الثقافة العنفية وأعلان الجماعات الدينية عن أهداف سياسية ونمط من الحوكمة اللا تقليدية والتي تتناقض في منطقها مع التحولات البنيوية الثورية في العالم اليوم، لم تكن لتحصل لولا دعم ومساندة من جهات وأفكار هدفها تفكيك وتجزئة المجتمعات التي كانت أما تحت الحماية السوفيتية السابقة لتحطيم كل أمل لروسيا الناهضة من رماد السياسات الشيوعية السابقة وحلمها الأمبراطوري الذي لم ينقطع يوما في أن تكون وحدها أو مجموعة مساندة قطب منافس أو مؤثر في الحدث العالمي؟، ولا تلك المجتمعات التي عاشت بصورتها الراديكالية أو المحافظة على أسلوبية التحكم وتحت جنح الزعامة الأمريكية والغربية أيام الحرب الباردة ولأغراض متعددة وأهداف قد تتعلق بشكل أساسي في أعادة رسم عالم ما بعد العولمة والعالم الحر الجديد.
وفي ظل صراع إرادات دولية على الكثير من الأهداف التي تغري القوى المتحكمة في الأمن العالمي وتوزيعا للأدوار ظهر المفهوم الجهادي لصورة أكثر جوهرية مما جرى في دعم أمريكا للمجاهدين في أفغانستان أيام الوجود السوفيتي في هذا البلد، والذي تكلل بسيطرة مجموعات دينية في ظاهرها المعلن عداء لكل تدخل في شؤون المجتمعات والدول الإسلامية وحق شعوبها في التغيير عبر المنهج المطروح المتمثل في شعار الإسلام هو الحل، تحول هذا المنهج الجهادي بعد هزيمة السوفيت وتحلل المجتمع الذي حاربته وسيطرت على قطاعات واسعة داخله من خلال الجماعات الجهادية والعنفية التي وجدت في منهج الإسلام هو الحل شكلا من أشكال حماية وجودها الديني داخل المجتمع السوفيتي ككل ولاحقا الروسي وأنتقاما لمرحلة الشوعية التي حاربت ومسخت الهوية الدينية للشعوب والمجتمعات في أسيال الوسطى الإسلامية.
وأيضا ومع دعم لا محدود من مدرسة عنفية تكفيرية لا تؤمن بالحداثة السياسية ولا تعترف بنظم الحكم الأنتقالية ولا بالديمقراطية كنظام تداولي للسلطة مع وفرة مادية ساهمت في دعم كل المدارس السياسية والفكرية التي تشترك معها في الأس الفكري السابق، فلقد لعبت السعودية ومشيخات ومجتمعات الخليج العربي التي تتخذ من الوهابية أو قريبا منها منهج ديني وسياسي لنظمها الحاكمة دورا مهما في دعم وحماية وتأمين مصادر قوة لهذه المجموعات التكفيرية، لم يكن الدعم السعودي والخليجي لمجرد الإيمان بمنهج ديني ولكنه أيضا من سلسلة تدابير ورؤى وأفكار برغماتية قادت هذه الدول إلى أولا محاولة حماية أنظمتها من التطورات الدولية التي تكلمنا عنها سابقا خاصة في المطالبة بالديمقراطية وأحترام حقوق الإنسان، والثانية محاولة الأنخراط في المشروع الغربي المتمثل بوجود صراع أفتراضي بين محور الحرية ومحور الشر الذي تمثله الآن العراق وإيران وكوريا الشمالية، هذا المحور الذي يشكل الركيزة الأساسية في تشكيل بؤرة صراعات دولية أفترضتها الولايات المتحدة والمجموعة الغربية في محاولة منها في أشغال العالم عن مشاكله الأصلية المتمثلة في عدم التوازن بين الشمال والجنوب وأيضا في تثبيت الحاجة إلى خارطة عالم جديد يمثل ويتمثل للرؤية المحافظة المتزمتة للفكر المحافظ الجديد يميني التوجه عنصري في رؤيته للأخرين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات طائشة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح3
- وظيفة الكتابة في زمن اللا قراءة
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح1
- هل كان الإنسان الأول عاقلا كاملا؟ ح2
- السيد دونالد ترامب رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية المح ...
- مشروع عقلنة الوعي العربي بين حلم التحقيق وحالية الأضطراب
- المعرفة التأريخية المرموزية وإشكالات الأنتقال لمرحلة الحداثة ...
- إشكاليات العقل العربي من منظور ذاتي
- لا تلعن الريح ...... ولا تلعن الخطيئة
- سؤال وجواب
- الدخول إلى قلب المدينة ح 9
- الدخول الى قلب المدينة ح8
- الدخول الى قلب المدينة ح7
- الدخول الى قلب المدينة ح6
- الدخول إلى قلب المدينة ح5
- الدخول إلى قلب المدينة ح4
- الدخول إلى قلب المدينة ح3
- الدخول إلى قلب المدينة ح2
- الدخول إلى قلب المدينة ح1


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هاجس الأمن بين حاجة المجتمع وتقاطعات حماية حقوق الإنسان