أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول الى قلب المدينة ح8














المزيد.....

الدخول الى قلب المدينة ح8


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 06:38
المحور: الادب والفن
    


أدركنا المساء وتأخر بنا الوقت والمسافة قد تبدو قصيرة على خارطة غوغل ولكن الواقع يقول أننا بحاجة إلى ساعة ونصف حتى نصل منطقة الهرم وتحديدا عند بداية طريق مصر الإسكندرية الصحراوي حيث نسكن في الفندق، أبى الدكتور عبد الحميد عبد المعطي أن يتركنا نستأجر سيارة بل لم يتوقف أصلا برغم توسلنا له فهو متعب ومرهق أيضا منذ صباح اليوم ولا أظنه قادرا على المواصلة، كانت لغته المفهومة هي الضحك والإنشراح والحديث عن بغداد والعراق وهموم الوطنين، لم يفرق في حديثه بين مصر والعراق فهو يقول أن أصوله عربية وأنه هاشمي محمدي من سلالة إبراهيم الخليل كما يسمون في مصر بالنجباء.
الغريب بعد هذا الكلام سرحت في خيالي عن دور مصر والعراق في تأريخ الأديان والمرسلين والصديقين والصديقات، ما من رسالة إلا كان للعراق ومصر دورا محوريا فيها وإن جنح البعض لتزوير الكثير من الحقائق ولكن المنطق العقلي والتأريخي يقول تبدأ الديانة حملها في العراق وتكتمل نموها في مصر لتولد في مكان أخر مهيأة لنفسها كل أسباب الحمل والولادة الجيدة، إبراهيم الخليل كما في موسى وعيسى ومريم وغيرهم كانت مصر محطة مفصلية ومحطة تكوين وليس كما يزعم مؤرخو الكهنة والسلطان أن الأعراب القادمين من نجد وضواحيها هم من علم المصرين الدين، بل الدين كل الدين في العراق ومصر وبهما يكبر وبهما يتجدد الفكر في كل لحظة، أما أهل نجد والحجاز فهم طفيليون على الفكر وقريبون جدا من حجر الأساس دون أن يتحركوا مع كل إنجاز.
ودعنا صديقنا وشكرنا كل الجهد المبذول الذي لم يبخل بمثلها إلا من كان صديقا صدوقا يعرف قيمة وقداسة العلاقة ويحترم إنسانية الإنسان، ليس غريبا علينا أن نعاشر هكذا نماذج إنسانية همها أن تقدم الخدمة لمن يرتبط به لا لمنفعة أو مثوبة، عادت بي الأفكار وأنا أتأمل حال الدنيا وكيف كانت مصر وأرض الرافدين وشام المجد في ما كانت بقية الناس مجرد بدو أو امتداد لوجود أصحاب الحضارات الأولى وكيف تحولت هذه الأمم إلى واقعها الحالي، هل كان الإنسان هو السبب وهل حدثت له طفرات وراثية مثلا جعلت منه إنسانا مختلفا أم أن هناك عوامل خارجية أعادة برمجة ذات الإنسان، بالتأكيد لو أبتعدنا عن التبريرات السريعة والأقوال المأثورة دون أن نفحصها وندقق علتها بالتأكيد سنصل لجواب.
الدارس لعلم التأريخ الاجتماعي يدرك للوهلة الأولى أن الشعوب يمكنها أن تتراجع وتسترخي وتفقد الكثير من رغبتها بالتجديد تحت مؤثرات خارجية، ولكن لا يمكن أن تنقرض في حيثيات ذاتيتها أصالة الوجود فيها ولا تتغير الخارطة الجنية الفطرية فيها ولو بعد العديد من الأجيال المتعاقبة، ولا بد من نهضة طالما أن الشعوب تملك الجذوة المؤججة للتطور، قد يكون تسلط الأديان وفرض نمط من أفكار معرفية دينية أو نتيجة سقوط أمبراطوريات ونشوء قوى على أنقاضها تحت وطأة الجور وأنتهاك قيم العدل أو الرضوخ لنمط تفكير منحرف سبب هذه الأنهيارات في المنظومة الحضارية لشعوب العالم القديم، قد سبب لها إحباطا ممنهجا ومختار من قبل القوى المهيمنة والتي لا ترى في وجودها فرصة بقاء إلا بتغييب الوعي الحضاري لهذه الأمم العظيمة وقد نجحت فعلا هذه الحيل والمناهج والأساليب في ترسيخ ما لا يمكن أن يدوم.
من الأفضل أن يبحث الناس عن حقيقة هذا التحول بدل أن يعيشوا التخبط بين نظرية المؤامرة وبين نظرية القسمة والنصيب، الله الذي جعل الوجود والحياة سلسلة من العلل الحكيمة لا يمكن أن يقبل من الإنسان هذا التسطيح في التفكير ولا يمكن أيضا أن يرضى لنا هذا الهوان، ما يمكن أن نكتشفه من خلال التعمق بالتأريخ كمنقبين وباحثين عن الجواهر واللؤلؤ هو مصارحة العقل ونقده بقساوة وبلا تردد، أيضا علينا كبشر أن نفهم حقيقة واحدة أن الحضارة لا تبنى مع فكر يعود في كل تقريراته للتأريخ ويسوق ما فيه على أنه الأمل، أيضا يجب أن لا ننسى قيمة الزمن وسرعة حركة الوجود في رسم رؤيتنا، مصر قد تكون تقدمت على كل بلداننا في هذا المجال ولكن في كل مرة نجد الكوابح توضع أمام عجلات أحفاد الفراعنة في محاولتهم تجديد النظرة وتنشيط الذاكرة ومع الأسف كل مرة يأت السبب من سكنة قبور التأريخ ومدمني قراءة الصفحات الصفراء من فكر الصحراء.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدخول الى قلب المدينة ح7
- الدخول الى قلب المدينة ح6
- الدخول إلى قلب المدينة ح5
- الدخول إلى قلب المدينة ح4
- الدخول إلى قلب المدينة ح3
- الدخول إلى قلب المدينة ح2
- الدخول إلى قلب المدينة ح1
- أزمة الهوية الدينية ... الألحاد والتكفير
- رسالة من الفرات إلى النيل النبيل
- الخوف والتردد في نقد التابو (المحرم المقدس) ودوره في تحرير ا ...
- حوار صامت 33 الأخير
- حوار صامت 32
- بين الحرية السياسية وحقوق الإنسان نقتل مرتين
- صوت الصمت العالي
- حوار صامت 31
- حوار صامت 30
- حوار صامت 29
- حوار 28
- حوار صامت 27
- زهرة مدائن النور


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الدخول الى قلب المدينة ح8