أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - دون رتوش(1)















المزيد.....

دون رتوش(1)


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



• في لحظة تجلٍ طوباوية كتبتُ على صفحتي في الفيسبوك " أقسم أن الوطن قد انتصر" انطلاقاً من رفض الشعب السوري للتمايز العنصري بكل صوره، وليس انطلاقا من خروج المعارضة المسلحة من هذه القرية أو تلك المدينة، أو انطلاقا من توقف الحرب في هذه البقعة أو تلك. البعض سخر من ذلك لأنه لم يدرك أني أردت روح الشعب السوري في الوحدة والسلام وليس الانتصار الشعاري لطرف من الأطراف. والبعض فرح لتفاؤلي، على اعتبار أن الواقع الممزق والمدمَّر، على جميع المستويات، لا يفسح للعقل موطنا للأمل ولكلمة الانتصار. وكتبت يوما عن حلم طوباوي يتعلق بدستور الدولة المدنية، فعلّق الأصدقاء بأن ذلك حقيقة قادمة، والحق لا يكون طوباوياً، ومحادثات السلام تدفع أيضا بذاك الاتجاه. ولكن في هذا المساء المعتم جافاني النوم، وبدأت أتقلب يمينا على الجنبين وبكل الاتجاهات، مع صور خوفي ونوازعي التي نبتت مثل أفاعٍ شيطانية تلدغ في كل مكان وفي كل الاتجاهات. وسأسردها عليكم عبر أسئلة ملحة وصريحة، تعبّر عن وجع مواطن سوري أصيب بالهذيان بعيداً عن الساسة والمخططات الاستراتيجية، وبعيدا عن الأحلام الطوباوية والشعارات الوطنية، وبعيدا أيضا عن المحاذير والخوف من الاتهامات والانكسارات، وأخيرا بعيدا عن التصنيفات الطائشة التي تجبرك على أن تكون مع طرف من أطراف الصراع، وتحت سقف الوطن الذي باعه الجميع، عن حسن نية أو سوء تدبير أو خيانة، ومازال يتحدث باسمه الجميع.
• لماذا تم تجميع المعارضة المسلحة في إدلب وريفها؟ فكّر الكثير أن ذلك يساعد في استهدافهم بضربة قاضية وماحقة قادمة بعد الانتهاء من حلب، على أساس أن سورية واحدة، وهي مراحل وصعاب فقط. ولكن مفاوضات الترحيل والتجميع أدخلت سكان الفوعة وكفريا على خطّ المحادثات في الترحيل والتجميع ، ولكن دون أن يمثل ذلك هدفا جادا لأحد، لأن المهم هو الأرض وليس البشر، ومدينة إدلب خارج تلك الاستراتيجية ولن تكون مستهدفة بعد ذلك. وإذا ربطنا ذلك بأن الضربة القاضية والماحقة لم يتحدث بها أحد، وأن مباحاثات، تبدو جادة، ستبدأ قريبا ليس بناء على انتصار نهائي لأحد الأطراف وإنما بناء على هوامش جغرافية وحدود بدأت تتوضع على الأرض، فإن ذلك يثير الريبة، وينقل همّ المواطن من التفاصيل اليومية للصراع إلى مستوى استراتيجي دولي، بمعنى ماذا تريد روسيا إذاً؟ لماذا لم تكمل "تحرير سورية من الإرهاب "وكيف حدث التقارب المفاجئ بينها وبين تركيا العدو اللدود للنظام السوري؟ إن من يريد سورية موحدة ويعمل للقضاء على الإرهاب وقرر أن الحل العسكري هو الأنجع عليه أن يجيب عن تلك الأسئلة! كيف ستخرج تركيا من الأراضي السورية، هل قبل توحيدها أم بعد ذلك؟ ومن سيخرجها؟
• لماذا بدأ الحديث يتناثر عن مصالح متضاربة بين القوى المتصارعة على الأرض السورية؟ فإذا كان الجميع يدعي أنه جاء للقضاء على " الإرهاب" ويريد سورية موحدة، فلماذا نجد تضارباً في المصالح. فأمريكا ومعها الغرب تريد رأس البغددي، ولكنها وضعت قواعدها العسكرية في الجغرافية السورية دون موافقة الحكومة السورية، بغض النظر الآن عن موقفي أو موقفك من النظام في دمشق، ولم تقض على داعش بل شجعت مكونا عرقيا في النسيج السوري على الانفصال، وهذا منافٍ للتصريحات التي تحضّ على الوحدة السورية، وإذا تم القضاء على داعش من سيتولى نزع شوكة الانفصال تلك والعودة إلى الحضن السوري الشامل؟ ومن سيُخرج أيضا القواعد العسكرية الغربية من الشمال السوري؟ ويضاف إلى ذلك مواقفها المتناقضة والهزيلة والملتوية والكاذبة من المعارضة المسلحة. وأظن أن الأمر لا يتعلق بمعارضة معتدلة أو متطرفة وإنما في غاية في نفس يعقوب، خاصة بعد أن توضّح وجود تفاهمات عميقة بينها وبين روسيا حول التحركات على الأرض والأدوار المطلوبة من كل طرف والمخطط المخفي تحت الطاولة.
• في ظل التجاذبات الدولية، صحيح أنه لا يمكن التفكير في الصراع الداخلي في سورية بمعزل عن الصراع الدولي العام، ولكن هل علينا أن نعتقد أن الصراع الدولي هو بين قوتي الخير والشر الواضحتين والمتمايزَتيْن ؟ وبالتالي علينا أن نثق بأن روسيا تريد الخير لنا وقاتلت بكل تلك الشراسة والعنف من أجل وحدة سورية وإبعادها عن الإرهاب الذي جاء كعادته من فعل الغرب؟ إذا كان الجواب بنعم بناء على التحالف مع دول البركس فلماذا تعمل الآن على خلق محادثات جادة بتفاهمات مخفية مع تركيا وأمريكا وهي لم تنه بعد موضوع " الإرهاب" في سورية؛ إن كان ناتجا من جماعات المعارضة المسلحة أو داعش؟ فأكثر من نصف الجغرافية السورية خارج سيطرة النظام الذي يمثل بالنسبة لروسيا الوحدة السورية، فهل توقف القتال للتفاهم على الجغرافية الجديدة مع تركيا وأمريكا؟ إذا حصل التفاهم سيكون إذاً بناء على توزيعات وتقسيمات تنسجم مع تفاهمات استراتيجية خلقتها الحرب السورية وظروف الصراع الدولي، ولكن ليس بناء على أن الطرفين يمثلان؛ الخير والشر، خاصة إذا تذكرنا أن تحالف دول البركس هو تجمع اقتصادي بالدرجة الأولى ولا تحكم دوله أنظمة سياسية متشابهة حد تشكيل جبهة سياسية عقدية، يمكن أن تذكرنا بالحرب الباردة بين نظامين متناقضين، رأسمالي واشتراكي. ولذلك فإن فكرة أن روسيا تدافع عن سورية انطلاقا من تمثيلها للخير في ظل الصراع بين القطبين الجديدين في العالم؛ تجمع دول البركس والعالم الغربي وهمٌ يغطي حقيقة أن روسيا تريد أن تأخذ حصتها من الكعكة السورية في ظل الصراع الاقتصادي العالمي، وهنا يمكن أن نفهم علاقة ذلك بتجمع دول البركس حينها، ولذلك ستتوقف الحرب في سورية، بصورتها الأولية (معارضة مسلحة×نظام ) ولكنها ستبقى بصورتها التي أنشأتها الأطراف المتصارعة الداخلية والدولية. وذاك التوقف وما سينشأ بعده من تفاهمات سيكون منسجما مع تحقيق كل من روسيا وتركيا وإيران وأمريكا لمكسب على الأرض يشكل جزءا داعما في المشروع الاقتصادي لهذه الدولة أو تلك، وهنا فقط يمكن أن نفهم معنى أن تقف البرازيل ضد المعارضة السورية، فذلك ليس حبا في النظم السوري وليس كرها في المعارضة السورية وهي القابعة هناك في أمريكا الجنوبية، كما أنه ليس خوفا على سورية بمجملها ، وإنما لأن الصراع الاقتصادي العالمي يتطلب ذلك، وستتوقف الشعارات الأخلاقية عن العويل والبندقية عن إطلاق الرصاص حين تتحقق منافذ المكاسب الاقتصادية على الأرض في ظل الصراع الدولي الجديد بين الدول النامية اقتصاديا ( البركس) والدول المهيمنة اقتصاديا ، خاصة إذا علمنا أن التوقعات تقول: إنه في عام 2050 ستنافس اقتصادات بركس أغنى اقتصادات الدول في العالم حالياً.
• بناء على ذلك كيف سيكون مصير الوطن السوري إذاً؟ ستكون فيه مناطق هادئة ومناطق مشتعلة، مناطق سيطرة النظام هادئة لأن الوحدة فيها ستتحقق بحكم القيادة السياسية الواحدة ورغبتها في الأمن والأمان والراحة والنمو الاقتصادي( على قد الحال ) بالتحالف مع دول البركس ، ولكن طبعا بشروط ذلك التجمع لأنها غير مؤهلة من حيث الإمكانيات الاقتصادية والبشرية لمنافسة، كعضو فاعل ، الهند أو الصين أو روسيا أو جنوب إفريقيا أو البرازيل ، وبالتالي فإن دورها سيُختصر بمنفذها على المتوسط ليس أكثر؟! أما مناطق المعارضة المسلحة والمعتّرين المدنيين فيها سيبقون ضحية أمراء الحرب والشعارات الدينية وأحلام الخلافة الذهبية، مع حرص الأطراف الأخرى، كالنظام السوري أو تركيا، أو الانفصاليين الأكراد، على القضم من هذا الجيب أوذاك حين تحين الفرصة ليس حبا في الوحدة وإنما بنزوع توسعي هيمن على أوروبا في القرون الوسطى.
• وأخيرا، ستكون الصحوة من الحلم الطوباوي الآنف الذكر في الدولة السورية المدنية العلمانية يا صديقي سعد وعبد الله وعمر..لأن الشعوب تحلم، ولكن الواقع يشكله الساسة الكاذبون والقادة غير المخلصين لنسيجهم الوطني و الأمراء الأغبياء والطامعون والسماسرة ، وتشكله الصراعات الاقتصادية الدولية العالمية بغض النظر عن الحس الوطني للشعوب ، وتوهماً نقول: إن جدار برلين سقط بإرادة الشعب الألماني! هو في الحقيقة بُني بإرادة الصراعات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية ، وسقط أيضا بإرادة تلك الصراعات، أما الشعب فهو يحصد النتائج، إنْ كانت سلبية أو إيجابية، و(هو وحظه)؟!








#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة استنكارية
- البيئة الاجتماعية الحاضنة
- التصنيف العشوائي
- الخراب والأسئلة
- أمراء الحرب والسلطان المتحوّل
- تشويه الآخر تحت سقف الوطن
- مثقف السلطةومثقف المعارضة
- الانتصار للحرية
- الطابور الوطني الساذج
- النظام الجمهوري العربي
- الوطنية شراكة إنسانية
- حلب تحترق 2
- حلب تحترق
- البوكر والعيش المشترك
- مواطن بأوراق ناقصة
- وطن بلا حرافيش
- سرود قصرة (10 )
- سرود قصيرة (9)
- سرود قصيرة(8)
- سرود قصيرة (7 )


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - دون رتوش(1)