أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - العولمة وتفكيكات العصر














المزيد.....

العولمة وتفكيكات العصر


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5398 - 2017 / 1 / 10 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تمثل «السوق» حقاً أحبولة العصر، فهي تنتج وتعيد إنتاج ما ظهر وما خفي، لتصنع ما يشتغل فيها وتشتغل فيه، لذلك يتعين علينا أن نقدم بعض التعريفات لـ«العولمة» مستقاة من مرجعيات عصرها، وتعريفاً آخر ذا بنية مركبة من عدة تعريفات.

إن التعرض لـ«العولمة» تعريفاً ووظائف ربما يفتح لنا أبواباً مغلقة قد تخفي الحقيقة أو عبقاً منها.


ما يحدث في العالم الغربي خصوصاً على صعيد مصائر العالم والشعوب، له حضور في ما نحن بصدده الآن. وهنا قد نجد نسباً مشتركاً بين العولمة وبين تنظيم إرهابي عابر للحدود مثل «داعش»، وهذا قد يلقي أضواءً ساطعة على الأمرين، وعلى مسار «القتل الطائفي» في سوريا خاصة. فالنظام الاقتصادي والتشريع المجتمعي للعلاقة بين المنتجين والمستهلكين قام على ملكية خاصة، أما الضبط الاقتصادي والاجتماعي النظري فانطلق من إلحاق طبقة كبرى بعالم العوز والحاجة، ما مثّل طريقاً لتحويل هؤلاء إلى سلع للاستهلاك، وكذا الأمر فيما يتصل بالمجتمعات التي أصبح للسلع دور تاريخي واقتصادي في توجيهها. وذلك ما شدد عليه ماركس بالقول: كلما ارتفعت قيمة الأشياء، أي السلع، هبطت قيمة الإنسان، ومن هنا يأتي الاستهتار بقيمة البشر. وإذا وضعنا على آلية الوجود الاقتصادي والمجتمعي والأخلاقي ما عُرفت به، وجدنا ذلك متساوقاً مع وجود البشر كماهية استُبيحت هوياتها البشرية، لصالح «السلعة السوقية»، أي أخطر ما مر في تاريخ العالم من مُنتجات وأموال.

ودون التوسع في ذلك نلاحظ أن «النظام العولمي» الراهن بحاجة للتدقيق في كثير من قضاياه، ليكتشف موقعها في بنية تعريفاته. ومن شأن ذلك طرح السؤال حول ما إذا كان في إحدى صيغه الراهنة ما يمثل موضع إشكال. هناك تعريفات مختلفة تفترض الاختلاف في النتائج المسحوبة منها، وهنا سنأخذ بالتعريف الذي قدمه الدكتور برهان غليون حول العولمة، حيث يقول: «عندما نقول إن العولمة تعني خضوع البشرية لتاريخية واحدة، فهذا يعني أنها تجري في مكانية ثقافية واجتماعية وسياسية موحدة، أو في طريقها إلى التوحيد».

ولعلنا نرى في الرأي المذكور ما قد يكون موضع خلاف، أما ذلك فيحيلنا إلى آراء تقف مع ما أعلنه غليون على نحو مخالف، ثم قد يكون أحد المنطلقات في النظر إلى ذلك ما أعلنه كارل ماركس في مخطوطاته: «كلما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان»، ونظراً لأهمية النزوع لإسقاط الخصوصيات التاريخية، فإن الأمر سيقود إلى نتائج تضع الجميع في الجميع، بالانتهاء إلى أن التطور العالمي الهائل الذي سيفضي إلى وضع الجميع في حلقة الجميع، وإلى الحكم بانتهاء الخصوصيات في التطورات المختلفة. ولو حدث ذلك لكان ما تحدث عنه بوغنون الأميركي في كتابه (أميركا التوتالتارية)، حيث وضع يده على «نظام العولمة» باعتباره «السوق المطلقة»، بعد أن أصبحت السلع والأموال سيد الموقف.

أن تكون العولمة هي «السوق المطلقة»، فذلك يعني إعادة النظر في كل التاريخ، وفي تعريف النظام العولمي، والقول بأنه نظام اقتصادي سياسي، يسعى إلى ابتلاع الطبيعة والبشر وهضمهم وإخراجهم سلعاً في السوق.

كما يمكن القول إن معارك سوريا هي تفكيك للتاريخ العربي الذي لم يخل من شعوب أخرى غير عربية ظلت لها حقوقها وواجباتها.. أما التفكيك الحالي فسلك مسلك التركيز على التشيع دون غيره أساساً، وهذا من معالم التوجهات العولمية التي تعني أن تكون كل الأشياء شيئاً واحداً يتمثل في تفكيك التكوين العروبي والإسلامي، وجعلهما مماثلين للمال والسلع في النظام العالمي الجديد.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة في حلب!
- جدل الهوية والتاريخ
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف
- مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟
- الوحشية القصوى والجريمة الدامية!
- سوريا ومأساة الاستعمار الجديد
- كُفوا عن عار الخطاب الطائفي
- الطوائف والأعراق.. والآخرون!
- المؤامرة الكبرى على سوريا
- الجرح السوري والنظام العالمي
- النظام العولمي وسيادة القوة
- الجيوش غير الوطنية والانقلابات العسكرية
- خطاب التنوير ضد الإرهاب
- النزيف السوري والتدخل الدولي
- الاستشراق بين الأنا والآخر
- «داعش» وتحديات التاريخ
- أما آن لليل أن ينجلي؟
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - العولمة وتفكيكات العصر