أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها















المزيد.....

-تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


تُعدّ تجربة الشاعر ناصر البدري في ديوانه الأخير"تماثيل خشب" ذات مستويات ابداعية متعددة؛ فالنص الشعري ليس مجرد صعقات وجدانية تعكس لنا على مرآة الشعر تجربته الذاتية، وفقط، بل هو ناتج عن حزمة من التفاعلات الموضوعية بكل سياقاتها التاريخية والمعرفية وقبل ذلك الإنسانية، متفاعلا مع الذات الشاعرة التي انصهرت مع هذا البناء الشعري لتكوّن منظومات معرفية بتحويل التجربة الذاتية للشاعر إلى تجربة تأملية.

أول ما لفت نظري في هذا الديوان هو ولع مؤلفه بإلتقاط التفاصيل، لتنتمي بذلك هوية القصيدة بشاعريتها إلى التجربة التي انبثقت منها. وتجعل من فعل القراءة وتلقي النص الشعري تفاعلاً بين ذات الشاعر وذات المتلقي من خلال حزمة من المشتركات التي شكلت مساحات تودد مألوفة في النّص، بدءًا من اختيار عناوين قصائده، إلى الانصهار الكلي للشاعر مع معاصريه من وعي انساني غني بالإشارات الدلالية ومحمل بإرث ثقافي مهول.

وعطفا على ذلك وقبل أن تقرأ نص البدري الأول "يوم الحساب" ضمن نصوص ديوانه الأخير "تماثيل خشب".. إياك أن تطمئن إليها.


(يوم الحساب (


بطول سنين عمره اللي عدت
وحلمه اللي عشش من زمان جواه
لكنه متحققش
رايح
لها
فارد إيديه الاتنين
في واحدة شايل روح
وفي واحدة شايل كفن
هو دا يوم الحساب؟



حيرجع البيت النهاردة إزي؟
بيحارب الفوبيا في زحمة المترو
لحد باب الحديد
ويكمل بالمكروباص الكئيب
لحد زنازنة حياته؟
ولا حتطلقه من بين إيديها
عصفور وطاير من الفرحة
يرفرف في ليل القاهرة
صاحبه القديم
يحلق فوق كنايس مصر القديمة
وشارع الكورنيش
ويعدي على زحمة ميدان رمسيس
يشوف من أعلي نقطة ممكنة
مشاهد قديمة من ذكريات غربته
وقبل ما يحط ع الأسفلت في شارع بورسعيد
يستغرب الدنيا اللي داخلها فيرد يرجعلها


عصفور وطاير
زي ما كان بيحلم من زمان؟
ولا حترجعه مقتول
بينزف دنيته
وبيتجه للغياب
نايم على ضهره
وعنيه مفتوحين ع الفاضي
وفي لحظة انهيار عقله الأخيرة
يسترجع في مشهد طويل بدون مونتاج
كل ذكريات وحدته
ويشاهد دفعة واحدة
كل أوجاعه القديمة
وللمرة الوحيدة
الدنيا بتوسعله علشان يعدي بسرعة
وهو راكب
سيارة الإسعاف.


فاضل شوية وقت
الساعة اللي في الصالة انتابها حالة تردد
بترسم نص دايرة
وترجع تعيد عليها
علشان ماتخلق شعور جديد بالزمن
وحالة من التوتر
غصون الورد اللي مرسوم على قماش الكراسي
في الأنتريه
م الصبح عمالة تطرح شوك
وحيطان الأوض قربت من بعضها أكتر من اللازم
فؤاد إيقاعه بطيء أوي النهاردة
وصوت فيروز بيعجل بحالة الأسى
وكورساكوف أصبح مثير للتوتر
والإندرال مبقاش يجيب نتيجة
والذكريات القديمة بتدفعك للانتحار
وحتى صلاح جاهين
أحيانا بيقول كلام فارغ
***
الوقت قرب شوية
ياترى
حتقدر تقف قدام عنيها؟
تقدم اعترافك
وتجاوب على الأسئلة
تشرح صفات اسمها
علشان تتلقى اسمك
وتدخل في عالم الملكوت؟
الركعتين خلصوا بدون ما انتبه
ومش فاكر
إذا كنت سجدت سجدتين السهو ولا نسيت
الشارع مفهش حاجة تلفت الانتباه
وطعم الشاي بيكرس لحالة القلق
ولسه فاضل وقت


حوار المذيعة اللي بتعجبه في قناة النيل
سخيف جدا
وطالبان كسبت مواقع جديدة
ومستشهدي رام الله الطيبين
بيموتوا من غير مايسببوا خساير لحد
والفارس القديم في مشهد الفينال
دفن حصانه العجوز
وعلق بقايا سيفه على فرع شجرة
ومشي
لا درع ولاحربة
وبصدر مكشوف تماما
رايح يحارب معركته الأخيرة
***

الوقت قرب
...........
حتقدر تقف قدام عنيها؟
وتعترف بكل الذنوب اللي معملتهاش
وتشرح دوافعك في ارتكاب الحلم
وتتحاسب علي إن قلبك عاش وحيد
حتقدر تجاهد رعشتك
وتحكيلها عن حياتك معاها
قبل ما تشوفها
وعن غربتك عنها
من بعد ما شوفتها
حتقدر تفتحلها صدرك
وتنزع بلاستر خوفك
وتفك شاش الصبر من على الجرح القديم
علشان تشوف الخضار اللي ضارب في دمك
من لون عنيها
تشم ريحة الوجع
وتقرا اسمها في الخلايا؟
حتقدر تكون بطل بجد
وتمنع نفسك من إنك تكون إنسان طبيعي
وتسيب في عنيها وانت بتودعها
صورة زي صورة البطاقة؟
حتقدر تحبس دموعك وانت بتقول الشهادة
وتقرا أخر آيات من سورة الفجر؟
***

يادوب تقوم تجهز
ماكنة حلاقة جديدة
قميص نضيف
إزازة البرفان اللي لسه متفتحتش
حاول تكون جميل
زي عريس في ليلة دخلته
أو ميت بيتجهز لرحلة المجهول
***

يادوب تلحق ميعادك
بس تفتكر
إن حبة جراءة
وحبتين كالميبام
كفاية
علشان تروح
تواجه
مصيرك؟؟ "القاهرة 1999"

ناصر البدري قاص وشاعر مصري، عضو اتحاد كتاب مصر ( منتسب )، عضو جماعة الفنانين والكتاب (آتيليه القاهرة)، مدرس الصحافة ( الإعلام التربوي ) بوزارة التربية والتعليم
حاصل علي بكالوريوس الإعلام جامعة القاهرة، حاصل علي تمهيدي ماجستير قسم صحافة جامعة القاهرة
كما انه أسس وشارك في العديد من نوادي الأدب والجمعيات الأدبية التابعة لوزارتي الثقافة والشئون الاجتماعية بمصر كما شارك في تأسيس العديد من الروابط الأدبية مثل ( رابطة عطارد الأدبية ) ورابطة ( شروق الأدبية ) ترأس وشارك في مجالس إدارات العديد من نوادي الأدب بقصور الثقافة مثل ( نادى أدب قصر ثقافة الريحاني -نادى أدب قصر ثقافة مصر الجديدة -نادى أدب قصر ثقافة روض الفرج ). كما قام في المشاركة والمساهمة في إصدار العديد من المجلات والنشرات الأدبية من خلال هذه النوادي والروابط الأدبية مثل مجلة عطارد الأدبية ومجلة إيقاعات, كما شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية مثل مؤتمر أدباء الأقاليم بمحافظات مصر . كتبت عن أعماله العديد من الدراسات والمتابعات بمختلف الصفحات الأدبية بالجرائد والمجلات الدورية ونشرات المؤتمرات الأدبية , كما شارك في عمل العديد من الملفات الأدبية وكذلك أقيمت معه مجموعة من الحوارات في مختلف الصحف المصرية والعربية وشارك في العديد من الحوارات الأدبية عبر المواقع الأدبية بشبكة الإنترنت .
إصداراته
1- ( العبور في الأسود) مجموعة قصصية (جزء من كتاب مشترك ) – إصدارات رابطة عطارد الأدبيةسبتمبر 1989 2
2- (خطف الروح ) مجموعة قصصية - سلسلة إبداعات – العدد23 - الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة سبتمبر 1996
3ـ ــــ ( تماثيل خشب ) قصائد بالعامية المصرية – دار العلوم العربية للنشر والتوزيع 2016


كاتب مصري



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)
- سلسلة مقالات منشوره (4)
- سلسلة مقالات منشوره (3)
- سلسلة مقالات منشوره (2)
- سلسلة مقالات منشوره (1)
- من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء
- تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب
- الخطاب الشعري عند نجيب سرور.. الشاعرية المتوحشة
- -قلق غزالة- إنعكاسات على مرآة الشعر
- خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-
- التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية
- تحريض
- حواري مع الأديب عمار علي حسن
- تذويب الثورة 2
- حواري مع الدكتور شاكر عبد الحميد
- خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى
- تذويب الثورة -1-
- الدراكولا ترامب و موت السياسة The Darakula Trump and the dea ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها