أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية














المزيد.....

التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


إذا بدا أن بعض الأفعال المرتكبة ضد الإنساية تضع مقترفيها خارج دائرة الحوار، فيتعين علينا مع ذلك أن نتبنى مبدأ المساءلة، ونعني بذلك مساءلة الذات على وجه الخصوص، كيف أسهمنا نحن بدورنا في حدوث تلك اللحظة؟.
إن الفشل في تفحص ذاتنا يقلل من قوة تأثير استجابتنا على المدى البعيد، كما أن هذا الفشل يحصرنا في عقلية المتعصب، فالمتعصب شخص لا يسعى مطلقا للشفاء من دائه، بل قد يكون غير قادر على التعافي، وتتلاشى أمامه لحظة شك ساورته، أو خيارات ممكنة كانت متاحة له، أو الإمكانات المفقودة مع طريق لم يسلكه.
جاءت تلك الفقرة تحت أول عنوان جانبي"التفكير فيما لا يتصوره الفكر" بالكتاب الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان "التحدي رؤية لمجابهة التطرف والعنف" من تأليف إسماعيل سراج الدين، لتؤكد فكرة أن الذات التي يقع عليها فعل غير إنساني هي شريكة بشكل أو بآخر في تكوين تلك الإشكالية التي تتصور على شكل قهر إنساني تسبب فيه آخر، عدة سطور كتبها الكاتب "وول سونيكا" لخص فيها الإشكالية الإنسانية وحدد فيها ركيزة الأنطلاق.
يتحدى الكاتب إسماعيل سراج الدين الفكر المتطرف بكتابة "التحدي رؤية ثقافية لمجابهة التطرف والعنف" ويراهن على ضعف الأفكار المتطرفة حين تحارب بأفكار ثقافية معاصرة مؤسسة لحضارة إنسانية هي الأقوى بحضورها ونظرتها للمستقبل الإنساني.
مرتكزا الكاتب على بعض الآليات الثقافية من خلالها يمكن حصر كل ما هو فكر متطرف في بؤرة واحدة ومن ثم تفكيكها أمام قوة استدعاء تراثنا الثقافي المستقر في تاريخ البشرية، والذي يتم استغلاله سياسيا لمصلحة هؤلاء المتطرفين والإستفادة منه إلى أبعد حد.
تتصدر فكرة الهوية العربية الجزء الأول من كتاب "التحدي رؤية ثقافية لمجابهة التطرف والعنف" لإسماعيل سراج الدين لكن بتناول موضوعي يراعي فكرة الإختلاف والتنوع بين الشعوب العربية بل بالأحرى يؤكد مدى التباين الواضح على المستوى الإقتصادي والسياسي والثقافي على مستوى الفرد والمجتمع والذي لا يمنع التعامل مع قضية محاربة الفكر المتطرف لوجود لغة مشتركة بين تلك الشعوب.
وما يجعل الهدف في القضاء على الفكر المتطرف مشترك، وله ضرورة عميقة ليس فقط وجود اللغة الواحدة بينما الظروف المأساوية التي تمر بالعالم هي أيضا تعد أرض مشتركة ودافع لإزاحة هذا التطرف.
يوضح "سراج" عدة عوامل أساسية رغم أنها سلبية لكنها تؤسس لمفهوم"القضية الواحدة" ومن ثم معالجتها ثقافية منها "الإنعزال الثقافي، الحروب الأهلية، ووصولا للأشكال الجديدة من الهمجية والعنف".
فمن خلال فهم مفهوم "هويات متعددة، أمة واحدة" يحي مصطلح القومية العربية بالإرتكاز إلى مفهوم عريض للهوية يقوم على فكرة الإنتماء المفتوح، بمعنى أن كل من يحتضن ثقافتنا ولغتنا وخطابنا منتميا إلى مجتمعنا وبالتالي هي فكرة تنبذ التمييز على أساس الجنس أو الدين أو العرق الأصلي وأي عنصر آخر يناقض فكرة الإنتماء المفتوح خصوصا أن الدول العربية المختلفة تمتلك تاريخا مختلفا ومن ثم فلها هويات متباينة ولكنها تمتلك هوية عربية كبرى تضمها جميعا.
يرى "سراج" ضرورة الإعتراف بأننا أصبحنا أمام منعطف تاريخي في علاقة البشر بعضهم ببعض وعلاقاتهم بالمعرفة التي ينتجونها، وأن هذا التغير النوعي يحدث بسرعة فائقة، بسبب الثورة المعلوماتية والإتصالاتية التي تحيط بالبشرية، حيث يضع الكاتب سبع خصائص تتصف بها الثورة المعرفية وهي"البنية والحياة والتنظيم، الصورة والنص، الإنسان والآلة، التعقيد والفوضى، الحوسبة والبحث العلمي، التقارب والتداخل والتحول، منهجية الدراسات البينية وصياغة السياسات المناسبة".
فإذا كان المستقبل العربي مرتبطا بالضرورة بثقافة المعرفة، فإنه من الضروري أن يهتم المثقفون العرب وصناع القرار في بلادنا بأبعاد الثورة المعرفية الجارفة بأعمدتها السبع وتداعياتها المتنوعة.
فمن الملفت أن أغلب ما يكتب في العالم العربي لا يعطي أي اهتمام لهذة التغيرات النوعية في وسائل التواصل مع المعرفة، تلك التغيرات كفيلة بأن تحدث ثورة حقيقية.
ولمصر دورا محوريا في الدوائر المتداخلة في العالم العربي والإسلامي والإفريقي والمتوسطي، وإن تأخرها في القيام بهذا الدور الثقافي يدفع ثمنه كل أبناء هذة العوالم المتداخلة، وإن كانت الظروف الحالية من ثراء البعض وفقر الآخرين، أو من التقدم التعليمي والمعرفي لقوم وتأخرغيرهم، قد تؤدي إلى شعور بعضهم بأنهم في غنى عن الإسهام المصري، ولا يريدون منه شيئا، بل ويذهب بعضهم إلى محاربة ظهور دور مصري قوى في هذة الساحة أو تلك، دون أن يعوا الثمن الباهظ الذي تدفعه الثقافات العربية والإسلامية والإفريقية والمتوسطية لغياب دور مصر الخلاق وإسهامها المبدع.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريض
- حواري مع الأديب عمار علي حسن
- تذويب الثورة 2
- حواري مع الدكتور شاكر عبد الحميد
- خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى
- تذويب الثورة -1-
- الدراكولا ترامب و موت السياسة The Darakula Trump and the dea ...
- الزمن = الماضي + المستقبل


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية