أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق سعيد أحمد - خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-














المزيد.....

خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 09:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو أن للتاريخ أعوان لا تتوقف سطورهم في النمو، خصوصا حين يكونوا مخلصين لدورهم الذي بطبيعة الحال يحدد قواعد اللعبة، ويسحق مفهوم الحرب، وبكلماتهم النابضة برحلاتهم البسيطة وأسفارهم يخترقون حياتك دون استأذان، ومهما كان الحدث قد مر علية زمن بعيد أو قريب ستجده أمام عينك في أي لحظة.. كن مستعدا.
يسرد الكاتب والصحفي الإيطالي "تيتزيانوتيرتساني" في خطابه الأول الذي جاء تحت عنوان"10 سبتمبر 2001:اليوم المفقود" في الكتاب الصادر مؤخرا عن المركز القومي للترجمة والذي يحمل إسم" تيتزيانوتيرتساني خطابات ضد الحرب"، مجموعة من الحكايات الهامة في حياته الشخصية، مؤكدا أنه دفع الكثير حتى تكون حرة، لكنها في هذا الخطاب تتمركز حول يوم ما قبل حادث 11 سبتمبر الشهير، والذي تغيرت بعده خرائط للعلاقات بين الدول العربية وأمريكا، وبالأحرى خرائط دول مازالت ترسم حدودها الجغرافية الداخلية والخارجية حتى الآن.
يقول الكاتب الإيطالي المتقاعد والقابع في"الهيمالايا" حيث بياته الشتوي الطويل في إحدى فقرات الخطاب الأول"شعرت بالخوف من أمريكا، وفكرت في أن أعود لها لأقوم برحلة لعدة أشهر أعبر فيها البلد كله، رحلة شبيهة بالتي قمت بها مع زوجتي أنجيلا عندما كنت طالبا في جامعة كولومبيا، كانت رحلة يقوم بها، في الماضي، الصحفيون الأوروبيون، والذين يجلسون الآن في نيويورك ملتصقين بأجهزة الحاسوب الخاصة بهم، حيث يرون ويقرؤون ما تريد أمريكا لهم أن يروا وأن يقرؤوا ليتمكنوا من استنساخه".
نشر هذا الخطاب في صحيفة "الكوريري" في الثامن من أكتوبر، اليوم الذي كانت فيه الصحف تغطيها صورتا بوش وأسامة بن لادن، وكانت أمريكا قد بدأت قصف أفغانستان، ومن حسن حظ الإيطالي "تيتزيانوتيرتساني" أنه عثر على نسخة من الصحيفة في مطار فلورنسا، فجرا، وهو في طريقه إلى باريس ومنها إلى دلهي ثم باكستان.
في خطاب "تيتزيانوتيرتساني" الثاني والذي جاء بعنوان "أورزينا 14 سبتمبر 2001" يحكي عن تجربته أو مغامرته الصحفية في باكستان عام 1995 داخل معسكرات تدريب رجال بن لادن، حيث يقول"لم يستطع أي صحفي غربي قضاء وقت طويل مع بن لادن، وأن يراقبه عن قرب، ولكن البعض استطاع الاقتراب والاستماع لرجاله، حدث لي عام 1995، قضيت نصف يوم في أحد معسكرات التدريب والتي كان يمولها على الحدود بين باكستان وأفغانستان، خرجت من هناك مصابا بالفزع والرهبة، قضيت الفترة كلها في وسط الشيوخ، القساة والمبتسمين، وكثير من الشباب ذوي النظرات الباردة والإزدرائية، وشعرت كأنني مصاب بالطاعون، أو حامل لمرض ما لم أتعاطف معه قط، في نظرهم كان مرضي ببساطة هو أنني غربي، وأنني أمثل حضارة منحطة ومادية، استغلالية ولا تدرك شيئا عن القيم الكونية للإسلام".
لاشك في أن العالم قد تغير، ولم يعد ذلك الذي عرفناه في يوم ما، لقد تغيرت حياتنا بالتأكيد، وربما كانت هذة هي الفرصة لنفكر بطريقة مختلفة عما فعلنا حتى هذة اللحظة إنها الفرصة لكي نعيد اختراع المستقبل، وليس لنعيد صناعة المسار الذي قدنا نحو ما نحن فيه اليوم، والذي ربما يقودنا إلى لا شيء، لم يتعرض بقاء الإنسانية واستمرارها للخطر مثلما يحدث له في هذة اللحظة.
وجاء تحذير الكاتب الإيطالي العجوز في ذلك الوقت بمثابة نبوءة أشترك معه فيها الكثير من الكتاب والمفكرين وقت ذاك فقال في احدى الفقرات"نحن على وشك الدخول في واحدة من الحروب ينبغي أن نذكر أنه لا يوجد في الحرب شيء أخطر من أن يستهين المرء بقوة عدوه، ويتجاهل منطقه، ولمحاولة إنكار من أنه يمتلك أي عقل، وأن يصفه"بالجنون" إلا أن الجهاد الإسلامي، تلك الشبكة السرية والدولية والتي يرأسها في الوقت الحالي الشيخ أسامة بن لادن، والتي كانت بالتأكيد وراء الهجوم والتحدي الصادم على الولايات المتحدة، والتي هي بالتأكيد بعيدة تمام البعد عن ظواهر "الجنون"، وإذا أردنا بالفعل أن نجد طريقا للخروج من نفق مفزع وجدنا أنفسنا وقد ألقينا فيه، لابد أن نفهم، حسابنا مع من، ولماذا؟.
ولابد أن تتسع الرؤية للعالم، لأن ما يؤثر في جزء فيه يؤثر في الكل، وأن جماله الرائع يكمن في تنوعه، عندئذ فقط يمكننا أن نفهم من نحن وأين نحن، وإذا لم نفعل ذلك سنكون فقط مثل ضفدعة المثل الصيني، التي تنظر من قاع البئر غلى أعلى وتعتقد أنها ترى السماء كلها، منذ ألفين وخمسمائة عام قام أحد الهنود والذي أطلقوا عليه فيما بعد لقب المستنير "بوذا" بشرح شيء واضح وهي أن الكراهية لا يمكن هزيمتها إلا بالحب، قليل هم من استمعوا إليه وقتها، ولكن ربما جاءت اللحظة لنفعل هذا.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية
- تحريض
- حواري مع الأديب عمار علي حسن
- تذويب الثورة 2
- حواري مع الدكتور شاكر عبد الحميد
- خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى
- تذويب الثورة -1-
- الدراكولا ترامب و موت السياسة The Darakula Trump and the dea ...
- الزمن = الماضي + المستقبل


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق سعيد أحمد - خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-