سلسلة مقالات منشوره (1)

طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعبيرا عن امتناني لانضمامي مؤخرا إلى منصة كُتاب صحيفة "الحوار المتمدن"، ولثقتي في قارئ الصحيفة المتميز عميق الثقافة وكثير المطالعه قررت بعد سماح هيئة تحرير الصحيفة وإذن القارئ أن انشر مقالات لي قد نشرتها من قبل في العديد من الصحف "بالتوازي مع مقالي الذي اخص به الصحيفة دون غيرها"، وهذا ايمانا مني بأن صحيفة "الحوار المتمدن" ليست فقط منبرا حرا للإنسانية بينما أراها أيضا ذاكرة لهذه الحرية، لذلك سأنشر هذه المقدمة كلما نشرت مقالا في "سلسلة مقالات منشوره" واعتذر للقارئ عن التكرار.. طارق سعيد أحمد
قبل قراءة المقال: أود تصويب بعض النقاط
انقطاع البث التلفزيوني المباشر عن جلسات البرلمان المصري كانت ضرورة سياسية حتمية لخدمة اهداف النظام + لم ينتظر السيسي برلمان 2016.. أصلا + وجود البرلمان لن ولم يصنع معادلات سياسية + السيسي لم يتدخل تلفونيا + أغلب تشريعات البرلمان غير دستورية + يدار البرلمان بأفكار ورغبة النظام = برلمان وضعت هندسته مسبقا لتكون النسبة الكاسحة للأعضاء من رجالات النظام.
انقطاع البث.. هل هو قرار "السيسي"؟
12 ـ 1 ـ 2016 الثلاثاء م
للأسف.. انقطع البث المباشر من داخل برلمان 2016
تلك الجملة تداولتها ألسنة متابعين جلسات البرلمان من اللحظة الأولى، من ساسة ومحللين من كل انحاء العالم ومثقفين والشعب المصري الذي استشعر إنه ورط نفسه في مهزلة تجلت منذ انعقاد جلسات المجلس الأولى.
لكن هؤلاء من أتحدث عنهم من كانوا يعتبروا جلسات البرلمان فقرة كوميدية جديدة سوف يُعتمد عليها في ما بعد في الترفيه عن النفس..أليست كوميديا؟
منذ بدء بث القنوات الفضائية كل ما يدور تحت قبة البرلمان، وأصبح هذا البث معادلا للكوميديا لجمهور عريض.. أظنهم هجروا متابعة "مسرح مصر" في مقابل متابعة جلسات البرلمان.

"مشهد 1" خارجي / ميادين مصر
مطالبه بترشيح "وزير دفاع مصر المشير عبد الفتاح السيسي" لانتخابات رئاسة الجمهورية في مشهد مهيب بنزول أكثر من 30 مليون مواطن إلى الشارع، ثم يستجيب "السيسي" لمطلب شعبي في فترة حرجة للغاية من تارخ مصرويتحمل الرجل المسؤولية كاملة.
قطع
ـــ بعد مرور أكثر من عام
"مشهد 2" داخلي / مجلس النواب
تتقدم مطالبات من 40 عضو من أعضاء المجلس الذي جاء بعد ثورتين مجيدتين "الاستحقاق ألتزم به رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أمام شعبه"، بمنع البث المباشر لجلسات البرلمان دون إعلان حيثيات واضحة.
قطع

هامش: يبدو أنهم أرادوا أن تتوقف المهزلة، أو على الأقل يتم حجبها.

"مشهد3" داخلي / مجلس النواب
يعلن السيد علي عبد العال رئيس مجلس النواب عن استراحة لمدة 10 دقائق دون سبب.
هامش: من حق النواب تلك الاستراحة القصيرة بعد سلسلة من المشادات ومحاولات الإقناع والجذب والشد دون جدوى.

في تلك الدقائق لا بد من التخيل، الوضع أصبح مهين لشعب، التمزق الذي بدا عليه البرلمان يؤكد أنه "مولود مشوه" أو على الأقل لم يكتمل نُضجه.
لذلك تخيلت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تدخل في االلحظة الحاسمة بمكالمة تليفونية لرئيس البرلمان علي عبد العال يرجوه فيها بوقف البث المباشر للجلسات، ليحمي هيبة الدولة وشعب مصر من تلك الصورة السلبية شديدة القبح التي تلتئم أمام أعين العالم كلما استمر البث، عن برلمان 2016 المنتظر، ليصنع وجوده المعادلة السياسية الذي يأمل"السيسي" أن يصل لها وتساعده على دفع البلاد للأمام بتشريعات تقف في وجه كل فكرة متطرفة باحثة عن عقل لتستقر داخله، وترسانة من القوانين تُسن لمواجهة الإرهاب القذر الذي أخذ من رجال شعب مصر الكثير، ويحول بيننا وبين الإستقرار.

تخيلت هذا رغم أنه المستحيل بعينه، وكيف للرئيس الذي يُمثل السلطة التنفيذية العُليا أن يتدخل من قريب أو من بعيد في شأن السلطة التشريعية التي أنتجتها انتخابات شفافه ونزيهه.
رغم أن الوضع لا يحتمل في تقديري السكوت عن أي شيء من أي مواطن.. إنها مصر، والمسئولية تقع على كل مصري مهما كان دوره بسيط.

"مشهد 4" داخلي / مجلس النواب
بعد الاستراحة.. يعلن السيد على عبد العال رئيس البرلمان موافقه المجلس علي وقف البث المباشر لجلسات البرلمان، تصفيق حاد لكل أعضاء المجلس وهم في حالة من الفرحة "غير المبررة"
قطع

هامش: متناسين لهفة الشعب المصري لمتابعة أعضاء مجلس برلمانه، وهم يحددوا مصيره، ومهتمين فقط بحجب فشلهم في التواصل أمام عين من رشحوهم لممارسة هذا الدور الهام.
ثم انقطاع البث فعليا فور انتهاء هذا المشهد.
ما يترتب عليه رجوع جمهور "مسرح مصر" لمتابعته من جديد.
ملحوظة: نشر هذا المقال في موقع "انفراد"

#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل