أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - حكايا جدو أبو حيدر -29-














المزيد.....

حكايا جدو أبو حيدر -29-


كمال عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


الشيخ ونّوس المجنون .. هو مجنونُ القريةِ .. ألفتهُ طرقات القريةِ وأهلها ، في العقد الرابعِ من العمر، ألفناهُ نَحْنُ الأطفال بعد أن تلبّسنا الرعبُ مِنْهُ ..

مرّةً مشيتُ خلفهُ ، قلتُ لَهُ وأنا أرتجِفُ خوفاً: مرحبا ...
لم يردّ المجنون ...
تابعتهُ وقلتُ ثانيةً وأنا أقلُّ خوفاً : مرحبا ...
لم يردّ ...
وحين وصلنا دكان (السبيل ) على مفرق القرية ، جلس على صندوق خشبي وأشار إليّّ ، تقدّمتُ إليهِ مرتاحاً لوجود صاحب الدكان على مقعدٍ خشبيٍ آخر، مدّ المجنون يدهُ أخذ مني الدفتر والقلم وكتب بخطٍ جميلٍ : المجنون .. لا يَقْتُل!

كان الوقت صيفاً ... عمّي ( عبد الجليل) أمام دكانه في مفرق ( العوّا) ، وأنا وراء الشيخ ونّوس المجنون لأرى ماذا سيفعل ؟
دخل الشيخ ونوّس أخذ حبّة بندورة وخياره وخرج قائلاً : المجنون لا يسرق .. وتقدم هامِساً في أذنِ عمّي : ولا يزني ..

كنتُ في العاشرةِ من عمري .. وكنتُ أراقبُ نساء الحيّ وهُنّ يخبِزن على التّنور حين ظهر الشيخ ونّوس ، أخذ بعض الأرغفةِ من المئزر وراح الى بيتِ الأرملة ( فاطمة) أم الخمسةِ أطفال الذي توفّي زوجها منذ شهرٍ .. استدار راجعاً ، قال حين رأني : المجنون يعطي الخبز!

أذكُرُ مرّة أَنَّهُ كسر عوداً من شجرةِ تينِ ، مشى به خطواتٍ شكّهُ في الأرض وقال : المجنون يزرعُ التين!

ِالتقى بالحمقاء ( أم سمير ) وهي تضربُ بقسوةٍ ولدها الصغير وتجرُّه والولدُ يصرخُ ويستنجد ( أمان .. أمان .. دخيل الله ....) أفلت من يدِ أمهِ .. راح إلى الشيخ ونّوس الذي حملهُ .. وقبّلهُ وأشار بإصبعيه الى عيني الأم كأنّه يقول : أطفالُنا هم أعيننا!

من مأثرة الشيخ المجنون أنّ رجالاً كانوا ( تحت شجرة المشمش الكبيرة في المزرعه) يتجادلون: من المُخطئ ( الشماليون أم القبيليون) ؟
حين سألهُ أحدهم : شو رأيك يا شيخ ونّوس ؟
طلب كأس حليب .. فقدموا له .. ثمّ طلب كأس لبنٍ فاستغربوا وأعطوه ما طلب ... أخذ المجنون الكأسين وخلطهما مع بعض وقال : هذا من هذا ... الشيخ ونّوس لايفصُلْ!

سأحكي لكم كثيراً يا من تديرون هذه الحرب الكريهةِ ( مثلكم) عن الشيخ ونّوس المجنون الذي طبّق تعاليم الرسلِ ومنجزات الحضارة الأخلاقية ...

اعتبروا قليلاً بالشيخ ونّوس المجنون!



#كمال_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا جدو أبو حيدر -28-
- حكايا جدو أبو حيدر -27-
- حكايا جدو أبو حيدر -26-
- حكايا جدو أبو حيدر -25-
- حكايا جدو أبو حيدر -24-
- أوجاع
- حكايا جدو أبو حيدر -23-
- حكايا جدو أبو حيدر -22-
- حكايا جدو أبو حيدر -21-
- حكايا جدو أبو حيدر -20-
- حكايا جدو أبو حيدر -19-
- آمِنَة
- أوراقٌ خريفيَّة
- حكايا جدو أبو حيدر -18-
- دِلاءٌ ليستْ للبيع
- حكايا جدو أبو حيدر -17-
- من وحي العيد
- من وحي الحرب -1-
- عواطف
- حكايا جدو أبو حيدر -16-


المزيد.....




- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - حكايا جدو أبو حيدر -29-