أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - عفى المجتمع عن من اغتصب














المزيد.....

عفى المجتمع عن من اغتصب


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما سيطر قصي الجد الأكبر للنبي محمد على مكة و أنهى بذلك سيطرة خزاعة على الكعبة مركز مكة الروحي و الإقتصادي أرسى سنة جديدة هي "درع" البنات عند البلوغ (الدرع لباس من حرير) و اختار لهذا الطقس الإجتماعي و الثقافي دار الندوة من أجل ترميز فعل التزام القبيلة المكون الوظيفي الذي يشكل المجتمع العريي اذ ذاك بعذرية المرأة ..

موضوعة الجنس في مجتمعات ما قبل الحداثة مطابقة للدين ؛لا في وجه كونها "طابوه" و محرم و إنما لكونه عنصر أساسي في سياقات توزيع الهيمنة .هذه هي معضلة تناول المجتمع قيميا و سياسيا لموضوعة الجنس .. أي الإستماتة التي يبديها المجتمع متراص جدران التقليد لجعل الدين موضوعا عاما لا ممارسة تتحدد ضمن الخيارات الشخصية و الممارسة الفردية ..مقولة الشرف و العفة و العذرية في مقابل الداعر و القحبة و المومس ..كلها مقولات أخلاقية يستعملها المجتمع كآليات ردع ثقافي ضد كل محاولة لخرق "الجنس العام" و صناعة خيارات و مواقف جنسية حرة مستقلة عن القيم المجتمعية ..

الدولة الكيان المسيطر مجتمعيا من مهامه صناعة انعكاس قانوني و سياسي و حقوقي للقيم السائدة باعتبارها قيم المسيطرين طبقيا . بالتالي حتى لو صبغت السلطة السياسية بشعارات ليبيرالية في مستوى خطابها فهي في نهاية المطاف تمثل لمصالح القوى المحافظة المسيطرة و بالتالي قيمها الأخلاقية التي هي في ذاتها توزيع لعلاقات السيطرة في جانبها الأفقي ..
حداثة بورقيبة الحمقاء على شجاعتها بقيت معزولة في مناخ نخبوي صغير جدا مرتبط بالمدينة و عجزت على مد يدها نحو العمق الريفي المتخلف الذي تسيطر عليه الأيدلوجيا التقليدية و مصالح حامليها الطبقية .بالتالي بقيت الحداثة و موقفها من المرأة خصوصا عاجزة على منح مساواة حقيقية رغم قوننة هذه الحقوق .

مع كل حادثة انتهاك جنسي يطال المرأة يتكلم الإعلام داخل حقل دلالي في خطابه يتحدث عن كون المرأة خسرت شرفها و عذريتها . هذا معطى واقعي قذر يتحرك بانسجام مع القيم المجتمعية الفاسدة الذي لا يرى في فعل الانتهاك سوى ما يمس بقيمه الأخلاقية فقط بالتالي يقفز مباشرة و يشهر أسلحته للدفاع عنها بالمعايير التي تحدثنا عنها سابقا ..
نعود للدولة فنقول أن هذا الإنسجام البنيوي يجب أن يجد في القانون تعبيره الحقوقي .. فعل الانتهاك للمرأة عن طريق الإغتصاب لا يتحول الى جناية متى تزوج المجرم الضحية المغتصبة ! هذا يقول أن الدولة مهمتها ردع الفعل الإغتصابي عبر إحلال توازن جديد تقليدي و فض الخلاف ضمن مؤسسة تقليدية هي النواة الجنسية للمجتمع في صيغته الحالية ألا و هو الزواج ..

في الاجمال ؛ مهمة قانون تزويج المغتصبات هو تقنين فعل الانتهاك الجنسي من أجل ارضاء المجتمع و رده نحو الزواج كممارسة جنسية "منظمة " و مقبولة . هكذا تمسح المرأة المنتهكة "عارها" كونها خسرت غذريتها المقدسة و تصمت و تقبل المجرم المغتصب.. مجتمع شريك في الإغتصاب ..



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموساد ضيفا في تونس
- إلى روح الزعيم فرحات حشاد
- المراهقة الرسطمية و الشيخ الستيني المشهور
- يسار مهلل -للترامبية-
- الخيار الديمقراطي في المغرب
- -جمنة غراد- و غزالة الشيبانية ..
- المرأة -المفهوم - على منصة الإعدام : إعلام شريك في الإغتصاب
- كمونة بمتاريس من ورق : جمنة و تنميط السياسة
- ثنائية السيد و العبد مقلوبة : تضامنا مع الفتاة السمراء صبرين
- إعادة صناعة التوحش
- فكرة الله الثوري و الربيع العربي
- أن نقرأ عبد الناصر لآن
- جبهة الضدّ ضدّ نظام الضدّ : أي جبهة شعبية نريد
- حكومة يوسف الشاهد : توحيد الفشل و تفتيت المعارضات
- شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية
- عن سؤال ماذا بعد؟
- عندما يطبّع العرب ..تحيا الجزائر
- حكومة السيدة كرستين لاجارد
- مبادرة حكومة الوحدة الوطنية و كرنفال توزيع الفشل الحكومي
- ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - عفى المجتمع عن من اغتصب