أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - قلق الاسئلة في - تجليات العزلة - للشاعر قحطان جاسم














المزيد.....

قلق الاسئلة في - تجليات العزلة - للشاعر قحطان جاسم


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 5365 - 2016 / 12 / 8 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


تسلمت بفرح غامر المجموعة الشعرية الجديدة " تجليات العزلة " للصديق الشاعر قحطان جاسم ، الذي لم اقرأ له من قبلُ نصوصا عديدة رغم صداقتنا الوطيدة .
قرأتها قراءة اولى كمتذوق للشعر ، وكان هذا بحد ذاته ما شجعني على قرائتها قراءة ثانية متأنية من اجل تسجيل هذا الانطباع السريع عنها ، الذي قد يتخذ شكل قراءة اجتهادية احاول ان اتلمس من خلالها عوالم قحطان جاسم الشعرية .
تشكل القصيدة بالنسبة للشاعر هاجسا تعبيريا ووسيلة لاستعادة ذاكرة ثرة غنية بالتفاصيل والتجارب قبل ان تطالها يد النسيان في زمن التحولات السريعة والمفاجئة الذي نعيشه .. فنراه يعود الى طفولته – ماضيه – وطفولة الاشياء من حوله ليبحث فيهما عن ذاته التواقة لدهشة الاكتشاف من خلال تداعي الصور التي عايشها وعايشته :
مدن شحبت تواريخها
تضرب جذورها في ارقي
كشكوك الصبايا .
او : هي المحطات
حدائق للغرباء
ارتباكات مبهمة
تفاصيل طارئة
او ضحكة للتحايل
المحطات :
لِمَ بابُك مقفل اليها ؟
يحاول قحطان - مثل اغلبنا - صياغة آلامه وخساراته شعرا ، لكم مايميز قصيدته التي تتناول هذه الثيمة هو تنقيبه العميق في مغاور اللغة من اجل العثور على جوهرها الصقيل والمختلف والمختار بعناية فائقة ، والذي في نفس الوقت يجعلها تتمتع باكتفاء ذاتي يتراوح في حالة وسط بين الحدود القصوى للاسهاب غير الضروري او الاختزال المبتسر .
انا سكران
اريد ان امسك بجمرة الانفعال
ساحمي نفسي من زلزال الضيم
الغابة موحشة حين لاتكونين معي
الى اين سأذهب ؟
بالاضافة الى هذا فالكلمة لديه لها وقع خاص داخل النص لكي تعبر عن جملة من حالات وارهاصات مستمدة من ثنايا تلك الذاكرة الموغلة في الفقدان والتوق وتزودها بدلالات وتاويلات لا يصعب على القاريء الاتيان بها من مخياله الخاص، وان تعددت تلك الايحاءات او الايماءات المكتنزة بالدلالات، فسوف تتعدد القراءات حتما ، ويكون هذا في صالح النص بالمحصلة .
ليس وشاح الهزيمة مايقلقني
بل دعارة الصوت
وهو يهرب من نسغه
يكتب قحطان نصوصه بعفوية تامه ، لكنها عفوية منضبطة وغير سائبة ، منضبطة ليس بضوابط واملاءات أوشروط خارجية ، لكنها منضبطة وملتزمة بما تقتضيه جمالية النص وما تفرضه ضرورات الكتابة الشعرية وحرية الابداع فقط
لا افق لصدى النحيب المتأخر
والتجليات في مغارة الرب
غير محمية من حجارته السجّيل
عند فراقك
الاغنية المستعارة
نواحٌ عقيم .
فقلما نعثر في نصوصه على اسقاطات لما هو غير شعري ، رغم ان الاسقاط السياسي خاصة يتصدرالمشهد الثقافي الآن كما في السابق حيث مآسينا التي مازالت ماثلة ومستمرة ، لذا نرى ان قحطان يجبر اللغة على المطاوعة والسلاسة من خلال ما يمنحها من شحنات ايحائية وهذا بدوره يضفي عليها حصانة خاصة لتبقى بعيدة عن النبرة الوعظية والمؤدلجة والقرع الطبولي الزاعق الذي يقع فيه الكثيرين ، واكثر ماذهب اليه في هذا الاتجاه هو قوله :
لم يودع احداً
كانت الطريق الى بابل
معتمة كالمقبرة
" والبلادُ رفعت فخذها راية
للهزائم والمغانم "
يبقى قلق قحطان واثارته للاسئلة هو الهاجس الذي ينتظم معظم النصوص في كتابه " تجليات العزلة " وكانه يريد ان يختصر عزلته في نشيد لغوي واحد وزعهُ على 54 صفحة ، هذه المقاربة تكون اكثر واقعية سيما اذا عرفنا بان قحطان شاعر مناخات وطقوس وصور ، فلا بد ان ينتظمها خيط سري ما يشدها الى بعضها لايمكن الامساك بطرفيه بسهولة :
تلمُ شظاياك
في تلف المرآة
تٌبحر في فضتها
وتلقي السؤال ذاته
هل كان الوشاة هنا ؟
يكتب الشاعر عن الانسان ليعرضه كحالة خاصة متفردة و " نسيج وحدها " بعيدا عن التاطير في الزمان والمكان او السلوك وطريقة التفكير فالفردية لديه جوهر مقدس وان كان بالمحصلة يقود الى هم جماعي مشترك ، لكن يبقى الطريق الى هذا الاعتقاد سالكا لديه من خلال اصالة المعاناة" الفردية " الخاصة وما يجمعها من قواسم مشتركة او مماثلة مع الاخرين :
حين يذهب الاخرون الى النوم
او الى لعبة شبيهة
يرمم بتؤدة صارمة الالم
يشذب اسرارهُ كالازهار
ويبدأ كعادته حفلة العزلة
حيثُ لاباب للخديعة
او الهروب
الوليمةُ لهُ وحده !
كثيرة هي اشراقات قحطان في الحب ، والتي تكاد تقرب من صوفية " مستلبة" يحاول ترميمها بالشعر ،انه يتوسل الكشف بهذا الشغف الانساني عن اللا انسانية وتعريتها .
هل تسمعين ؟
نهاري كذبة وعقيم
والليل فجأة كالجثة
يتكوم غامضا في حقل وحدتي
.......
خذيني اليكِ
حين تطل لحظة الحصار
حيث...
ليس سوى الفراغ في الكلمات
وامنية مشنوقة
عند حافة سرير مهجور .
أو :
اني احبك
رغم جفاف السنوات
واحتضار راسي .
وفي مرة اخرى نراه يقترب بوجل من حدود الرومانسية التي سرعان ما تتخطى نفسها وكانها تتوارى خلف اللغة تاركة لنا اصداءً شفيفة مفعمة بهمٍ انساني اكبر .
حين لاتكونين معي
الى اين سأذهب
وكل اتجاهات اللحظة حرائق .
قحطان جاسم اذن شاعر له خصوصية ، واهمية نصوصه الشعرية تنبع من هذه الخصوصية .



#سلام_صادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبعُ قصص قصيرة
- الشاعر ناجي رحيم : شقيق العزلة وعزيز بودلير غير الممتعض
- حلاوة شباط السوداء
- في ثقافة الاعتراف والاعتذار : اعترافات السيرة الذاتية
- عشاؤهم الاخير
- بالدمعِ صعوداًَ حتى نضوب السَحاب
- أمطاري خائفةٌ والقِداحُ خجول
- الظلام في نهاية السُلّم
- أبرأ منك ِ وانتمي اليكِ
- ليس بعيداً يرسو قاربُ العبيد
- منفىً آخر
- طيورٌ عمياء في بلادٍ بيضاء / أو رجال الزمهرير
- دفقة دم في جسد اليسار
- إمرأة بمبعدةٍ كما غيمة تذرف نفسها
- تعداد للسكان وليس للطوائف والقوميات والاديان
- القصة وما فيها
- هشاشة الدهشة /2 شعائر القرمطي الأخير
- هناك حيث الطفولة فردوس القصيدة المَفقود المُستعاد
- التكتم على العدد الحقيقي للضحايا
- الفارسُ المصاب ُ في كاحلهِ


المزيد.....




- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل ...
- صدور نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 تجاري وصناعي وز ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - قلق الاسئلة في - تجليات العزلة - للشاعر قحطان جاسم