أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - الظلام في نهاية السُلّم














المزيد.....

الظلام في نهاية السُلّم


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 08:34
المحور: الادب والفن
    


في المبنى الشاهق حتى قدميّ الله

كان هنالك - بطبيعة الحال - سلالم

ومفاتيح كثيرة مركونة وراء الباب

وكان الشيخ استحوذ على اكبرها

وعلقهُ امانة في رقبة هوبسون

لانه الوحيد الذي يعرف

ما الذي يجري للعقل عند غياب العقل

قبل ان يغادر لدراسة الفلسفة في السوربون

وحينما عاد مكللا بالغار والغبار

راح يجثو عند كل قبر حديثٍ

ويقهقه عاليا

او يبكي بدمع غزير

لكي لاتفقد الزهور بهجة وعيها لعطرها

فيحني رقابها الذبول

ومذ يومها صار يؤمن بان الاحلام

حكايات بلهاء يتلوها الظلام

وبان الليل عشيق الوحشة الطويلة

لكنه توأم الومضة القصيرة بامتياز

فانهمك برؤيا فرويد الغارقة في انفاقهِ السرية

المفضية لقيعان قاراته السوداء

حالما ان يلتقي ذات بحرٍ بيونغ

لكن يونغ كان عاكفا عن يخته

يبحث في بيته الريفي عن الغريزة الملوثة

ببقايا الغبارعلى شطرنج البلاط

وبمجرد ان يفكر بالنوم يدهمهُ حلمُ يبتلع الليل

فيحس بان وسادته تعلو وتطفو

وبأن عليه ان يعبّ الماء لتستقر

ويعيد راسه اليها لا لكي ينام

وانما لكي يوقظ الليل في دهليز نفسهِ

لان الشخير سيستحيل نوماً معاندا

في حنجرة الهواء

ولان البحارة لايحلمون طوال الوقت

بغير نوم عميق في الماء

وليل في اندياح الليل

وسماء تسلمهم لسماء

وغيوم يابسة تتطاير من حبال السنوات

وسلالم معتمة في اعالي الابراج

مذ تعرف الشيخ الى امرأة سوداء

بعجيزة رجراجة

وبثيابٍ سوداءَ بزنابق سود

بالصدفة كانت توبخ رجلاً فيما هي تعبر الشارع

وتتمتم مع نفسها

بانها ليست التعيسة الوحيدة في حياتها

وإن تساقطت اوراق خريفها الخمسين

تحت عصف رياح الوحدة

وتركتها تخشى حتى النسائم

لئلا تزكم انفها برائحة الرجال

ولذا فابواب قلبها مقفلة دوما

ومناخرها المفلطحة ايضا

واكبر المفاتيح معلق برقبة الشيخ

وفتحة القفل محكمة بالتعاليم

لايخترمها ضوء السراج

الذي كان عليها ان تطفئه

وتذهب كالعادة وحيدة للنوم

حالمة برجل يؤمن بعجلة الغريزة تطحن عظامها

ولا يؤمن بالمجموعة الشمسية

ولا بكروية الارض

كيف لا وقد لوحّتها الشمس بما فيه الكفاية

واتخمت تعاويذ الحاجب بطنها الخاوية

فاحالتها الى منطاد

يحلق فيه عاليا نحو ربهِ

وبصحبته ابنهُ الذي لايشبهه

إلاّ في الظلام .





#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبرأ منك ِ وانتمي اليكِ
- ليس بعيداً يرسو قاربُ العبيد
- منفىً آخر
- طيورٌ عمياء في بلادٍ بيضاء / أو رجال الزمهرير
- دفقة دم في جسد اليسار
- إمرأة بمبعدةٍ كما غيمة تذرف نفسها
- تعداد للسكان وليس للطوائف والقوميات والاديان
- القصة وما فيها
- هشاشة الدهشة /2 شعائر القرمطي الأخير
- هناك حيث الطفولة فردوس القصيدة المَفقود المُستعاد
- التكتم على العدد الحقيقي للضحايا
- الفارسُ المصاب ُ في كاحلهِ
- طائرُ الحرف المسماري مقتولاً يغرد
- دمٌ على الجبين وعلى الشفاهِ نبيذُ الوجد
- برقيات من اطفال غزة
- بريان دي بالما : أنا صانع أفلام سياسية وإعلامنا تمت عسكرته
- بالدمعِ صعوداً حتى نضوب السحاب
- ويحدثونكَ عن السيادةِ والتوافق وأشياءَ أُخر !
- دروس وعِبر نصف القرن : خُذ الحكمةَ من أفواه المجانين
- هواءٌ ليس لطمأنينةِ الأجنحة


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - الظلام في نهاية السُلّم