أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - دمٌ على الجبين وعلى الشفاهِ نبيذُ الوجد















المزيد.....

دمٌ على الجبين وعلى الشفاهِ نبيذُ الوجد


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:09
المحور: الادب والفن
    




((وبعد ان يفني جلدي هذا وبدون جسدي ارى الله ، الذي اراه انا لنفسي

وعيناي تنظران وليس آخر)) الاصحاح الثاني عشر

((لإمام المغنين على ذات الاوتار / لإمام المغنين على السوسن ))

المزمور 76 / المزمور 80



هيامي جحيم اوهامي
وهواي جناح احلامي
طفوت على جلدي
فصدني موج عزلتي
طفقتٌ على جناحيّ لذتي
فأعماني بريق غموضي
مسختُ جسدي صورة
وعلقته على حائط خوفي
سميتُ جرحي مرآة
وعيني منجم خيباتي
أضيع في اكتظاظ بداهتي
أحتجُ عليّ
فأنفي ذاكرتي
اهادن النهار يطفيء انواره في دمي
ليحنو الليل على اقمار سهري
افوح فتغدو رغباتي بلا اسماء
وبلا اسماء اوهمها بنعاس الورد
لئلا تتوه في حدائق الحرمان
يأسرني هواء شهواتي
فاعتكف في هودج ظلي
اضيع في اختلاف اصابعي
باحثا بين قيودي عن خاتم اسراري
اواجه طغيان ذاتي اعزلا
عاريا الا من نصاعتي
داكنة طعنات ضميري
شفافة سحابات انكساري
اردد وصاياي فيهجرها الظلام
وتجحدني الانوار فلا افيق
تنهض حيرتي تنادمني
تبلل بماء شهواتي
ملاءات ارقي
ووسائد وحدتي
حروفي خلايا جسدي تضج
لاتروضها غير سياط البعاد
غموضها في وضوح مقاصدي
وسرعة انعتاقها في تريث توقعاتي
اقارب روحي
فتنتفض في اصابعي الكتابة
وابتعد عن سخام جحيمي
فيتلقفني زمهرير جمجمتي
المحو احتراق القول في رابعة الكلام
وقليلاً من البياض في حدوس العتمة
أُغيّب الحواس في صوت استغاثتي
فيدلهم بصيص الضوء في عيني
اكون حاضرا في ميتتي
غائبا في حضوري
مؤجَلاً في نزواتي
عيناي نافذتا جسدي على المتاهة
واصابعي براعم الغياب
تسلقت ذبولي
لتكتبني وتمحو ماكان
اوزع اشلائي على المجازر
امنحها أسماءً وسمات
كي أدخّر موتي لعزلة مناسبة
فحين لا اعانق دمي
يتيبس نسغ أهوائي
وحين اغرق في نزيفي
اتنفس تحت جلد رغباتي كالزواحف
الوّن حواسي باطياف حنيني
أكون زهرة الالم في ريعان المعنى
تاخذني النوافذ للبحر
فتعود بي نفسي الى نفسي
ويسلمني المساء لمرآة الدمع
فيها جسدي في ذروة خافتة
وغيابي نعاس دبق تنثره رائحة الفراش
تجف شفاهي بين قبلة وقبلة
وتغرورق عيوني بين وسادة ووسادة
فاغلق نفسي بتؤدة على اجفاني
وافتح جرحي متهدجا عن آخره
ليحضن رعشة انبهاري به
ببرود تتساقط اوهام انعتاقي
وتملأ فناءات روحي
فادعو وحدتي للرقص
وقلبي لخفقان الخوف واغاني الريح
الوجد جرح صامت
ينزف الشبق النحيل
بينما الشهوة بئر الجسد
لاتسقي غير عوسج الغرائز
ونحن برعم مامضى بقشعريرته
وعطر ما سياتي بذبول بطيء
نوزع الرحيق بالتساوي على واحات النسيان
زهور بيضاء في زرقة الكتابة
ووهم اخضر يبهت بعيدا
فيغزو الرمل نسغ الحواس
تتقعر مرآة الكون كصحراءلامتناهية
وبذا اوصد الكوّة على احلامي
في دائرة من دهشة لاتذرني او تُبقيني
اوسع الدرب امام خطاياي
فهي خطاي مذعورة من شدة اقتفائي
تزوغ باتجاه قمر من رماد
وارض من صلصال القسوة
او تتلاشى معروقة في تجاعيد وجهي
او في فسحة من دخان بحجم ظلي
تقتنص الحكايا الرقطاء بشغاف مخيلتي
مساماتي نوافذ اللغات المحظورة
واسراري لاتبالي بالصمت كجراحي
وصمتي يغدو مدخلا لميتة الاسرار فيّ
وجسدي مزار هذه الاسرار المعصومة
من تقمصاتي وغيلان تغريري
سألتصق بنفسي كديناصور منقرض
او اتلاشى في حطامي
كي لا ابرح يباس دمي
الذي هو من بقايا ندمي
لأطل من وجهي على وجهي
واعاين آثار عثراتي وسراطي المعوّج منذ الخليقة
ظهري قنطرة لأسلاف سلالات المحدودبين تحت السياط
وجمجمتي عرين الزمن الفاسد
وخطاي الهلعة انا قدميّ
تاخذانني الى نفسي
لأنني لست جديرا بكل هذا الرحيل
فالمكان خراب برسم الخراب
والزمان غموض يكتنفه غموض
وانت ياوجهي يا ارتباك الطفولة
ولعثمة الدهشة
مرةًعلمتني خجلي
وحذر الفضائح مرات ومرات
فكيف تقرف من خوفي ؟
انا زهرة التعب
لاتترك ظلا على مراياك
كي لا يقطفها العابرون
دعني امر الى يقظتي في منامي
فالصبح ظن بعيد
وجسدي زنزانة تحبس الشفق
فبالله عليك لاتطأطأ جبينك
لترى ما أرى واضيع فيما تضيع
وتحجم عما يزوغ لتلقاني
تتناثر المرايا في زئبق التمني
فتغرورق الصورة في البكاء
ترمم الذكريات اصابعي
فيما يلتمع نصل النسيان
يجتث اعناق الوقت المشرئبة نحوي
فالذكرى ليست اكثر من احساس
والحيرة ضوء اعمى
والعزلة حياء الصمت
والجسد سخاء الاصداء
فهل تنسى العين كلام الشمس ؟
هل تجحد الشفاه همس الليل؟
هل يفنى الهواء على جدران الضجر ؟
الصمت اعمق من ان نراه قاعا
والموت اطول ما يعاش في ومضتهِ
واقصر ما يسعفه ذراعا الوقت
انهار التوقعات دم من دون لون
وقيعان الرغبة طعينة زرقاء
لاتُرى من السماء
من شدّة الانكفاء
هنالك تشغر ذاكرة العشب من الشطآن
ويتداعى عرش الندمان
فكيف نلتقي ؟
مملكة الجسد ذاكرة زمان مهجور
وانا طاقية الذعر اعتمر رأسي
لاخفاء نفسي من نفسي
ليل مشبع بسياط الخلجات
ونهار في رمقه الاخير
خلف اسوار من جثث الامنيات
حياة تبتديء بحياتين
وقد تنتهي في رمشة عين
كثمالة آخر الليل حين تنفلت
لتسلب السقوف استقرارها
وتطير بالاسرّة الى الحانات
المنفى قلق يورث العاهات
حيرة تذيب صقيع الاوقات
انقاض لو انتصبت لكانتني
اشلاء لو التأمت لشكلت ظلي الهارب
صور تعاقب الحاضر بسياط النسيان
والاخبار جرعة لاتكفِ الانتحار
وتشاؤم لايحتمل التأويل
والجسد ضئيل متهالك
كأنني في شرنقة او سبات
فذخيرتي لاتعرف فصلا مثمراً آخر
( لغير رؤوس قد اينعت وحان قطافها )
على أيةِ حالٍ
كأن دمي في آخر شتائه الغزير
مكتملا بقشعريرته او مندلقا على الجليد
يلملم انقاض متعته الدافئة
وحدتي تقرفص قبالتي
زهرة بيضاء ترتجف على الجدار
والليل لصوصية الضوء وراء الستائر
ورعشة الحرير تغتصب عذرية السرير
بينما لذائذي ارق عالق لايطير
ووخز عينين نصف مغمضتين
حتى كأنني مكيدة جسدي
متكورا كلصٍ في محجري
او كأنني لم ازل كما انا
منذ كبلتني قناعات الحنين
نزهة عابرة في رمال السنين
او ذكرى قيوظ لم يكتمل اوانها بعد
فكثيرا ما أجد نفسي
فيما حولي
كذكرى خربشة على جدار
او صورة من دون اطار
اصغي لصمتها الثقيل
آملاً ان تنطق عن هواي
وحين لاتفعل اسكن وجهي
فاطأ حدود الفراق
لساني مصيدتي لايوقع بسواي
وعيوني فخاخ الريح كجرار تصفر بالعطش
فماذا عساي افعل ؟
بل ماذا عساي اقول ؟
اكثر من ان
قدميّ دروب ارتباكي
وفضائي الاسوار
والاسئلة هذيان الجن
في كهوف الغبار
فكيف سأعدو وراء هوائي الاسير
والرمل يسفي اثري المفقود ؟
في تلك الصحراء
وفي تغضنات الوجوه
ما يعتريني يمحوني ويكتبني
والاقرب مني اليّ ظلي
فأثر الضوء على جبيني ليل
وعلى جسدي بعض بقاياي المنطفئة
وذبالات جحيمي لاتهادن احتراقي
فيّ شحة من شحّة الهواء
حيث يحتلني الفراغ
تتنفسني المسافة
اتعفن بالذي راح
فيقيئني اصطباري
ثم تغزوني الجراح
فترتوي حدائق الاقاح
ترتكبني برائتي
فألبد عن نصفي المضاء بحريقي
بنصفي المنطفيء برمادي
واروح افشي باسراري
لمن اذن وعلى من اتلوها ؟
فلا شيء تبقى مني
غير جسد رائحته الغياب
ومعناه في كل ماعداه من نسيان
نهايته في هنيهة حضوره
واغلاله من سبائك نواياه
فاعلق قدرتي على الاحتمال باهدابي
كي لاابكي
وابتني بيتي على ساعدين نحيفين
كي احضن طفولتي
او اروض ثقل طموحاتي
حتى اقارب الطيران
احس انامل حريتي
مهاميزا تداعب حنجرتي
تستنطق وجهي عن جسدي
كبرّية صاهرت عصف الانين
وبرد يتقصى هفهفة الأسمال
وهي تفضح عري الظلال .



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برقيات من اطفال غزة
- بريان دي بالما : أنا صانع أفلام سياسية وإعلامنا تمت عسكرته
- بالدمعِ صعوداً حتى نضوب السحاب
- ويحدثونكَ عن السيادةِ والتوافق وأشياءَ أُخر !
- دروس وعِبر نصف القرن : خُذ الحكمةَ من أفواه المجانين
- هواءٌ ليس لطمأنينةِ الأجنحة
- تاريخٌ من المفارقاتِ والاوهام
- معلقة 1 : دمنا على أستار الجنون
- تشذيب المكائد للخروج من شرانق الغواية
- سركون
- وردة دمٍ لوحش المدينة
- رحيل آخر الكبار
- الحرية صغيرة لاتفهم ما اقول
- دوماً على الحافّة القاطعة للطريق ، الحافّة القاطعة للسان ، ا ...
- بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار
- قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها ...
- وهكذا تجري الأمور
- لا أحدَ يجيء بزنبقهِ بغدا ...
- هشاشة الدهشة /4 ... عراقيامة ديموزي
- إنحناءةٌ للصعودِ الخَطِرِ


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - دمٌ على الجبين وعلى الشفاهِ نبيذُ الوجد