أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار















المزيد.....

بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


بهم إلينا...

العدد الهائل من القتلى والمجانين

نبارك راياتهم الخافقة

كقفاطين الكهنة

الملفوفين بأساطير الحصون المنيعة

مومياءاتٍ تتصحّر على جلودها

طعنات التاريخ

بهم إلينا...

اصحاب القبعات المائلة على الاصداغ

هم وحدهم جديرون بهذا الدم المتعفن

والنظارات السوداء

والفداء الاخرس

متخثرا في قناني الاختبار

بهم إلينا...

السابحون في دخان اعذارهم

نعبر بهم غيبوبة الكواكب

نحو حفل الزعفران البكر

هالات لأيقونات

وجوهها تشحب في كراسي الاعتراف

بهم إلينا...

الفياضون في مشاعرهم القاتلة

ثعالب عولمية الذيول

يهشون بها لطرد الذباب

عن فضائحهم

وعن لزوجة الدم الفصيح

يحتكرون قوانين الهواء

ويبذخون في نفخ الجثث

بفحيح الشظايا

بهم إلينا...

الشاغرون من رؤوسهم

نُريهم مواقع العجلات

التي ستمرق عليها

حالَ انحراف البوصلة

ذات اليمين وذات الشمال

بهم إلينا...

اصدقاء الخوف والخجل

نزّوق لهم الرعشة

بين ساقي بلاد

تتمرغ في ذروة الصهيل

فتموء

وتروح كالقطط تاكل ابناءها

بهم إلينا...

بقايا السبي

يبسطون المائدة

ويطيلون الاظافر

حتى شغاف المنطق المهتوك

وانحناءة السياط على الاضلاع

بهم إلينا...

المتساقطون على مهل

نرفعهم من تلابيبهم بالملاقط

ونصفهّم كالاواني المستطرقة

فخلف طاحونات عشاءهم الاخير

تدور رحى الطوائف والاخلاط

نواعير من دمٍ وطني

بهم إلينا...

الصعاليك النبلاء

يتجذرون في مشاعية الطين

لتمتد أزقة الانين

حتى بيوتهم ارخبيلات الموت

الواقف بالمرصاد

لنا ولهم وللطارئين

بهم إلينا...

المغدقون على الينابيع

اصابعهم اغصانا

الباحثون في الدهاليز

عن جنية القول

نرتق جراح قمصانهم

بحكمة الورق الصقيل

تمائما لطقوس عامرة

او رسائلا لمحو الفراق

بهم إلينا...

المبعثرون بفعل الطيش

والمحتشدون لشدة الفزع

المتشظون باحتمالات المرايا

الداخلون من بوابات متباعدة

لانتحاراتهم المتوّجة

بهم إلينا...

الضحايا المدفونون في البريق

ينسربون من ثقوب الرصاص

يرتبون ازرار الجهات بعناية فائقة

ويرتقون اسمال الوطن

في رثاثة الملاجيء

بهم إلينا...

الاقزام المذعورون من اقدامهم

يتباهون بسراويل العمالقة المطأطأين

ريثما تشك اصابعهم سماوات المنفى

وتهطل القواميس على رؤوسهم

مطراً من الاحذية العسكرية

بهم إلينا...

فرسان المكائد والاباطيل

نخوزقهم ببهاء الحق

ونعمدهم بنداوة المهاميز

على اعجازهم الخاوية

فاجسادهم طعنات بور

واهدابهم محض شوك وعاقول

بهم إلينا...

العوادون المتراخية اصابعهم

يشنقون سباباتهم الماكرة

بعقابيل المسرات العابرة

وعازفو الكمنجات يفتلون لهم

اوتار الحرير

بأنات الضياء المخطوف

بعشرينَ دفترٍ كفدية

بهم إلينا...

سواق الشاحنات الحكومية

يقددون طرقاتهم الداجنة

ويهزأون ان الضباب يخرج للنزهة

بصحبة الغبار

وعلى الخطوط السريعة

بجوارب مثقوبة

يتدفأون على عوادم الغاز

بهم إلينا...

الفلكيون بنبؤاتهم الشاهقة

يتمتمون حيرتهم للمجرات

فيندلق الوميض قنابل

يختبأون وراء اكياس الفحم

يتلصلصون على من يفتض

بكارة النجوم

دون ان يحركوا سديماً ساكنا

بهم إلينا...

المبصرون العميان

يتصيدون في المنعطفات

غزالات منع التجول

ترتاد نبع الغواية

لتنزع مقلها على صفحة الماء

وتفر قبل ان يخرَّ القمر

مضرجا بنزيف الرصاص

... بهنّ الينا

المومسات الباذخات بالسهر

يستدرجن الثانية عشرة

من يقظة المعاطف

الى شقق عطنة

تتدحرج على سلالمها القناني

حتى هبوط الفجر مع الزبالين

وكنس شظايا الزجاج من الاحداق

بهم إلينا...

المخرجون الطليعيون

ينفثون اللهيب من غلايينهم

وبمجرد ان تلامس الهواء

تستحيل رؤاهم الى رماد

فتتمكيج الكوابيس في الساينس فكشن

وتكتحل عيون الديناصورات

بميلانكولية هوليوود

بهم إلينا...

الشعراء الغاوون

اصابعهم في مطفئة الحدس

تطبق على جمرة الهذيان

تحترق السبابات وهي تلهج

باعقاب المجزرة

فيدعمونها باصبع مجاورة

ويرفعون شارة انتصارهم V

بهنّ الينا...

اميرات الليل الماكرات

يبلورن اردافا من عظم العاج

تيجانا لرؤوس ملوك عميان

يتبولن على اعقابهم

فيما الملوك يغرقون في الشخير

يطلقون الرعية من مناخرهم

ويمنحونهم الحرية في العطاس

بهم إلينا...

الطائشون مثل رصاصة طازجة

متلفعة بشالها الاحمر الخفيف

بعدما انجزت واجباتها بأمانة

فراحت تبالغ في المراهقة

وتتحصن في مهبل البطولة

من زناتها ومن كيد الكائدين

بهم إلينا...

رفاق من الخوف

لايرفقون بهشاشة غاندي

ولا يفرقون بين مرعىً

كعصفٍ مأكول

ووطن لسلالات الماعز

او بين جثة قرصانٍ تطفو

وجزيرة تتوارى وتغرق

بهم إلينا...

الآباء حين يلعثمهم السكوت

فينسى الاطفال الكلام

سرقتهم القذائفُ مخارج الحروف

وزخرفتها على الابواب والحيطان :

رثاثة طائثة

بهنّ الينا...

العواصم افترست ناسها

فمن حجارة البيوت ذاكرة

وفي نبض الصلصال

اشواق للنسيان

وقد ألحقت الحرية مواعيدها

بمؤخرة المصادفة

على ظهر حصان هرمٍ يشيخ

بهم إلينا...

العاطلون عن غواية البنادق

المتأبطون حتوف غيرهم

قِرباً من النجيع

الموثقون بحِقب التسول الطويلة

المتصابون المسرفون

بالاصباغ السوداء

وبحموضة تلك الازمنة

نصعد بهم شرفات الملل

ونهيل التراب على تجاربهم

ندفنها وهي حية تتنفس

بهم إلينا جميعهم...

فالشوارع استحالت سلالم للعزلة

لا تفضي لوجه الله

الاشجار تبعثرت كاشلاء المواسم

والناس حصاد هشيم

وعلى طول الدم هنالك دم يسيل

وعلى طول الطريق سنابل

ماحلة

وعلى طول الهاوية انهار

عمياء

وعلى طول الخرائط سعف

محترق

وعلى طول الحكايا هنالك دمع

وعلى طول المدى هنالك اسلاك شائكة

وعلى قصر العمر هنالك

صبر طويل

وحروب مؤجلة

بهم إلينا جميعهم...

نلقي التحية عليهم

وربما نعانق بعضهم ببرودة موتنا

ونبصق في وجوه البعض الآخر

نمحضهم النصح بان يخلعوا الاقنعة

ويتركوا الوطن حاسرا

) ربي كما خلقتني(

إلا من قطيفة ذاكرة ملوثة بالدم

ليروا سيمائهم في جبينه النازف

سيان في مرايا الدمع

او في شظايا الانفجار



#سلام_صادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدةٌ واحدةٌ لصديقينِ اثنين شاعرٍ وناقد ، لكلٍ منهما نصفها ...
- وهكذا تجري الأمور
- لا أحدَ يجيء بزنبقهِ بغدا ...
- هشاشة الدهشة /4 ... عراقيامة ديموزي
- إنحناءةٌ للصعودِ الخَطِرِ
- ما فتأ الكبار يرحلون بصمت
- الازدواجية الاخلاقية وحقوق الانسان
- في زمن الفراشات
- رُبّ ضارةٍ نافعة
- بيان لاعلاقة له بالسياسة الوصايا العشر في كتابة الشعر او ار ...
- جيفارا عاد .. افتحوا الابواب
- الحوار المتمدن : خطوة واسعة نحو طموح اوسع
- سبع قصائد
- القمر في قاع البئر - شاعران من اليابان
- الادارة الامريكية تُجهض مساعي اصلاح الامم المتحدة
- إلهٌ يعشعشُ في رأسي ، لايقع عن عرشه ولا يطير
- لكنتُ وجدتُ آخرينَ من كوكبٍ بعيدٍ يحاولونَ خداعي
- الضبّاط بأكتافهم يُفسدون على نجوم السماء وميضها
- اليوم الثالث
- الذي تبقى من الاشتراكية ، الطريق اليها


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار