أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من يحمي كرامة كبار السّن؟














المزيد.....

من يحمي كرامة كبار السّن؟


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


للحياة فصول. كلّ الفصول جميلة إلا فصل العجز.
أتى إلى مكتبي صديقي المسنّ وكان يحمل معه أوراق بيته الذي أنتهى من دفع أقساطه قبل وفاة زوجته بعام واحد . كان يفهم الحياة بطريقته، وربما كانت طريقة تعبّر عن دواخلنا ، لكنّنا لا نبوح بها للآخر. قال لي: أعيش في بيت ابنتي، والحقيقة أنّه ليس لي غيرها. قبل أن تموت زوجتي كانت تأتي مع زوجها للغداء، والعشاء، وتأخذ من أطايب الطّعام. هي ابنتنا الوحيدة ، وكانت حياتنا من أجلها.
عندما توفيت زوجتي طلب منّي صهري أن يعيش هو وابنتي عندي كي لا أبقى وحيداً، وبالتّدريج أقنعني أن أسجل المنزل باسم ابنتي. وقعت الكارثة بعد تسجيلي للبيت بيوم واحد. تغيّر ذلك الصّهر الذي اعتبرته ابني، وأصبح لا يلقي التّحية علي، وهو على خلاف دائم مع ابنتي يرغب أن تسجّل له نصف البيت، وقد فعلت.
تغيّر الأمر كثيراً. أصبح أحفادي يتذّمرون من وجودي، وعندما أطلب من ابنتي شيئاً تصرخ في وجهي، تعاتبني عن أمور لا أعلم بها ، وفي يوم من الأيّام قال لي صهري: أنّني متطّفل على حياتهم، ولم تنبث ابنتي ببنت شفة، وليس هذا فقط. بل إنّ أحفادي يسخرون منّي عندما أصلّي، وابنتي تتجاهل. أشعر أنّني لا أعرفها.
لا زلت قادراً على القيام بأموري الشخصيّة، لكنني أرغب باستعادة البيت، وسوف أذهب إلى الملجأ. هل يمكنك فعل ذلك؟ خذي الأوراق ادرسيها.
تمعّنت كثيراً في المستندات كي أجد طريقة ما . للأسف لا يمكنني فعل شيء. أحضرت له فنجاناً من القهوة ، وقطعة بسكويت. كان يمسح دمعه، وهو يحدّثني بينما يشرب القهوة: هل لو كان لديّ ولد ذكر لكان الوضع أفضل؟ ثم أجاب نفسه: أختي تعيش عند ابنها، وفي كلّ يوم تتمنى الموت. لا أعرف لماذا لا يوجد حياة للمسنين؟
استمرّ الرّجل في الحديث أكثر من ساعة، ثم أعطاني الأوراق: ارفعي الدّعوى حتى لو خسرتها، وأرسلي التبليغ باسم ابنتي لتعرف أنّني غاضب. على كلّ حال لن أعود إلى بيتي. لم يعد بيتي. سوف أمشي وأفكّر أين يمكنني الهروب.
مات الرّجل في الطّريق. لم أكن قد رفعت الدّعوى بعد. لم أذهب إلى واجب العزاء، لكنّ دمعي لم يجفّ لمدة طويلة. بدأت أبحث عن وضع المسنين، وكانت المفاجأة أكبر مما توقّعت. الدفء العائلي الذي يتحدثون عنه لم أجده، بل بالعكس هناك فنّانين، وموسيقيين يملكون بعض المال انتقلوا للعيش في الملاجئ مفضلين لها على بيوت أبنائهم. كان هذا في سورية عندما كنّا "عايشين "، ولا أدري كيف هو الوضع الآن ؟
لا شكّ أن حماية كبار السّن أمر هام. ليتنا نصبح دولة قانون. فيها قانون حماية المسن وحفظ كرامته.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة واحدة من أجل البكاء
- من أجل القضيّة
- عنّي وعنهم
- عودة إلى الحبّ
- تعالوا نعرّي الحبّ
- المجد، والخلود للوطن
- ينتابني شعور مبهم
- يقال أنّه الحبّ
- العضّ على أصابع النّدم
- التّحكّم بمصير النّساء
- كلام عبثيّ خارج الحدود
- ألبوم الصّور
- ثقافة الزّيف، والنّفاق
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم


المزيد.....




- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - من يحمي كرامة كبار السّن؟