أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (17)















المزيد.....

آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (17)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أود أن أوضح بأن هدفي الأساسي من هذه السلسلة من المقالات هو البحث في العلاقات الجدلية بين المُستَعْمَرْ والمُستَعْمِرْ، إن صح التعبير، في الحالة العراقية بالتحديد، من خلال التأمل في الاحداث التي كنت قريباً منها، لسبب أو لأخر، والاستفادة من التسهيلات التي أتاحت لنا الشبكة العنكبوتية للوصول إلى المعلومات من مصادرها المختلفة، والتوقف عند كل رواية أو معلومة لإخضاعها الى المنطق ومقارنتها بروايات ومعلومات أخرى، من مصادر مختلفة، نُشرت خلال حقبات زمنية عديدة، والحقائق المُغيّبة التي بدأ الساحر المقتدر،الزمن ، برفع الاغطية عنها رويداً رويداً كذلك.
أود أن أؤكد بأنني لا أستهدف من خلال بحثي هذا تبرئة شخص أو توجيه إتهامٍ لأخر وإنما الإقتراب من حقيقة ماحدث، لكي نطلع على ما فعله المُسْتَعْمِرْ، الذي لم تقتصر أسلحته على أدوات الحرب ذات القدرة الهائلة على التدمير فقط، وإنما كان ضليعاً، ومازال، بعلوم النفس البشرية والأنثروبولوجيا والاجتماع والتأريخ وحتى القدرة على فك رموز اللغة المسمارية بالاضافة الى معرفته بأليات تغيير الوعاء الجيني للمخلوقات جميعاً، بالمُسْتَعْمَر الذي كان، وما زال، غارقاً في العموميات والأوهام والغيبيات ومنبهراً بالأمجاد الفارغة و"أبطالها". وفيما اذا كان من بين ما فعله المُستَعْمِرْ الماكر محاولة تغيير السلوك والمزاج العامين لساكني مستعمرته الغنية بالموارد الطبيعية وموقعها الستراتيجي الغاية في الأهمية، باتجاه ضمان مصالحه الى أمد غير منظور؟ وكيف؟
وخلال بحثي هذاحاولت جاداً، وسأستمر، الابتعاد عن الانتقائية أو اللجوء الى المستويات المتدنية لإستعمالات اللغة والاتهامات الكيدية أو التعميم رغم ما واجهت وستواجهني، بالتأكيد، من كتابات مستفزة لدرجة الإهانة بالنسبة لي في بعض الحالات. تأملت فيها كثيرا وحاولت الغوص في أعماق مسوَقي مثل هذه الكتابات وخلفياتهم ليتوضح لي فيما إذا كانوا صادقين أو مدعين لأكتشف الدوافع الحقيقية الكامنة وراء تسويقهم لأقاويل لم يكن لها أساس أو وجود في أرض الواقع، حسب قناعاتي، عندها أقول كلمتي عن طريق الكتابة بما معناها: إنتبه! من كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة.
عندما أشرت الى ماكتبه أكرم الجوراني في رثاءه لناصر عبود في الحلقتين 15و16، أردت أن أعبر، بشكل غير مباشر، عن دهشتي لمستوى تفكير ولياقة مرشح حزب"عريق" ناضل وجاهد لنيل عضوية برلمان غير عريق ومغشوش، ممثلاً لمدينة عريقة عاش فيها الجاحظ وابن المقفع قبل أكثر من إثنا عشر قرناً. لم يخطر بباله بأن الندرة من الرجال يهربون من السجون ويقتحمون الأسوار لكي يكون لهم وجود في ساحات المواجهة، والأخرون يهربون منها حال استشعارهم الخطر، الى حيث الأمان، وحتى وان كان مذلاً، تاركين من ورائهم الأبرياء ممن ورطوهم بسياساتهم الخاطئة ليلاقوا الويل والعذاب وبئس المصير، حالهم حال « طيور الغابة الذهبية المغردة» التي كلما تستشعر هبوب عاصفة هوجاء تترك بيضها في أماكن إحتضانها تحت رحمة العاصفة. رغم هذا فإن أكرم الجوراني كشف لنا من حيث يدري أو لا يدري، مشكوراً، السر الذي خبأه ناصر عبود وأخذه معه الى دار الأخرة بأنه كان ألة مطيعة بيد سيده حسين أحمد الرضى ـ سلام عادل لدرجة لم يتردد في تنفيذ مهمة لم يكن يتصدى لها حتى شقاوات بغداد المعروفين الذين كانت لهم أوزانهم وقيمهم أولاً وبرهن بأن ما صرح به ناصر عبود لتوفيق التميمي وما نُشر في مدونة حشع لم تكن الحقيقة كاملة!
لا ينفرد أكرم جوراني بمثل هذا النهج المبني على عدم الورع عن تسفيه الأخرين، لتعظيم ذاتهم ولإثبات صواب وجهة نظرهم وتصرفاتهم التي تَبَيَنَ للقاصي والداني فشلها الذريع، والاستخفاف بمشاعر الآخرين باللجؤ إلى إتهامات كيدية، وانما يشاركه في هذا الخصال العديد ممن سنحت لي الظروف للإطلاع على مذكراتهم المنشورة.
لنأخذ عميد المؤرخين للحركة الشيوعية في العراق عزيز سباهي كمثال، ولنذهب الى ص161-162 من الجزء الثاني لكتابه الموسوم "عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي" نجد بأنه كتب ما يلي:
[وكما يتحدث المؤلفان فإن أعضاء اللجنة المركزية الحاضرين تحدثوا جميعاً، وأن حميد عثمان ادّعى المرض وغادر الاجتماع للراحة بعد أن كلّف الرضي بقيادة الاجتماع. وحين لم يحضر حميد عثمان في اليوم التالي، ذهب ناصر عبود، عضو اللجنة المركزية، إلى داره فقيل له إنه غادر مع أحد الكوادر العمالية(زامل حاتم) إلى كركوك. فكلفت اللجنة المركزية ناصر عبود للحاق به إلى كركوك والعودة به. وفعلاً عاد الاثنان، وحوسب حميد عثمان على أخطائه وعلى تركه الاجتماع والسفر إلى كركوك. واستناداً الى ذلك قررت اللجنة المركزية تنحيته عن سكرتاريتها، وانتخاب حسين أحمد الرضي لها. لكنه، بدلاً من أن يتقبل قرار اللجنة المركزية بمبدئية ويضع مصلحة الحزب أولاً، راح كعادته يسعى للوقيعة وحاول أن يقيم من وراء ظهر الحزب علاقة بجماعة (راية الشغيلة)، وكانت هذه آنذاك تدخل في حوار مع الحزب للعودة إلى صفوفه، لكنها تجاهلت طلبه كما يبدو (24), فعاد ينتقد نفسه أمام الحزب لموقفه الجديد. فاتخذت اللجنة المركزية حينذاك قراراً بفصله من عضويتها، وأرسلته إلى كردستان للعمل في لجنة فرع الحزب الشيوعي في كردستان. وهناك شرع في عام 1957 يحرض لجنة الفرع للانضمام إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقبيل 14تموز تخلى عن عضويته في الحزب الشيوعي وانظم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني(25). لكنه لم يستقر هناك أيضاً وانتهى بعد سنوات ليتحول إلى داعية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ويكرس نفسه له في الصحافة باسم (سليم سلطان)، وأخيراً توفي بعد أن تعرض إلى لوثة في دماغه.
(24)أنظر ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد ، الجزء الأول، ص 100
(25) المصدر السابق ص101، وكذلك بهاءالدين نوري.المذكرات،ص186/185.]
لا أستطيع الحكم فيما اذا نقل عزيز سباهي النص السابق بأمانة أو أعاد صياغتها لأن النسخة الموجودة عندي من الطبعة الثانية (منقحة ومُزيدة 2004)، يبدو لي أنه إقتبس من الطبعة الأولى، رغم ذلك لا أستطيع التكهن بالسبب الذي أوقع عزيز سباهي بالخطأ الذي وقعت فيه ثمينة ناجي بأن حميد عثمان كان عضوا في لجنة فرع كردستان لحشع وحرض بالشراكة مع صالح الحيدري أعضاء الفرع للإنشقاق والإنضمام الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، لا أدري فيما إذا كان الحديث الذي دار بين موشى دايان والصحفي الهندي كارانجيا ينطبق على عزيز سباهي(نشرناه في الحلقة 13) أو أراد عزيز سباهي مسايرة التضليل الذي قامت به ثمينة ناجي بصدد هذا الموضوع حيث أنها تشير إلى كراس"رد على أفكار تصفوية الموجودة في نهاية الكتاب" مع العلم تتكرر ذكر الأسماء الحزبية لأعضاء هذا الفرع في الكراس مرات عديدة وهي:جابر/ شاكر/ قه لغان/ شريف/ قه لا، ويبدو أن عزيز سباهي لم يلاُحظ، أو تجاوز عمداً، ما وردت في "التوطئة" التي بدأت بها ثمينة ناجي يوسف الجزء الأول من كتابها(ص13-الطبعة الثانية) وفي أسفل قائمة المصطلحات المستعملة في الكتاب:
[(ص) الحزب الشيوعي الصيني. الا انه في بعض المحاضر المقصود به حميد عثمان(صابر)] نؤجل التعليق على موضوعي سبب إنضمامه الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني وطرده منه والذي عبر عنه عزيز سباهي بعبارة جميلة (لم يستقر هناك أيضاً)، وكذلك موضوع "لوثة في دماغه" الى مناسبة أخرى، لأعلق على العبارة التي ترددت كثيرا في كتابات فطاحل الشيوعيين: (وإنتهى بعد سنوات ليتحول إلى داعية لحزب البعث العربي الإشتراكي، ويكرس نفسه له في الصحافة باسم (سليم سلطان) من خلال ما كتبه صلاح مندلاوي يوم 8مايس2007 في PUKmedia-مكتب الإعلام المركزي للإتحاد الوطني الكوردستاني :
[ ذكريات صحفية ـ4
يوميات النور(روناكي)
1986 ـ 1970.
يذكرها: صلاح مندلاوي
[لقد كان للإجتماعات الدورية التي عقدها الأستاذ إبراهيم أحمد ومام جلال وكاك عمر مع القيادة القومية والقطرية أثر بالغ في أن تصدر جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث ( كيف السبيل الى حل المسألة الكردية ؟) والتي بدأت بالإعتراف بأن هناك أمة كردية الى جانب أمة عربية وإن من حقها أن تمتد من العراق الى حيث المناطق المسلوبة من كردستان الكبرى ومن الأهداف الاستراتيجية للأمة العربية إنماء الحركة القومية الكردية وصولا الى النظام السياسي الذى يقي الأمة العربية بأمة صديقة من شرور التصادم مع القوميتين الفارسية والتركية.
ولكن ميشيل عفلق قوض تلك الفكرة بتصريحاته التي دلت على ان المقالات المنشورة في الثورة كانت خليطا من حميد عثمان ( سكرتير سابق للحزب الشيوعي ) الذى كان يكتب تحت اسم سليم سلطان وعبدالخالق السامرائي وعبدالله سلوم السامرائي ومحمد محجوب اذ قال عفلق ( ان الأكراد كانوا عربا ومسلمين الى أن جاء الإستعمار فأوجد لهم الإختلافات الثقافية واللغوية ) طلبنا من الاستاذ الذبيحي إجابته فقال هذا الرجل يسمونه القائد المؤسس أي إنتهى دوره وهو ليس القائد الفيلسوف وليس له أية سلطة فصاحب السلطة صدام التكريتي ! ]
(يتبع)





#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (16)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (15)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (14)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (13)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (12)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (11)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (10)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (9)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (8)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (7)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (6)
- آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(5)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (3)
- اَرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (2)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟
- لحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-4
- الحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-3
- الحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-2
- الحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-1


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (17)