أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (11)















المزيد.....

آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (11)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(لكي يتوصل المرء إلى الحقيقة، ينبغي عليه مرة واحدة في حياته ان يتخلص نهائياً من كل الآراء الشائعة التي تربى عليها وتلقاها من محيطه، ويعيد بناء أفكاره بشكل جذري من الأساس) رينيه ديكارت
كثيراً ما تستوقفني بعض الأرقام أو الكتابات لدرجة كل ما تأملت فيها تزداد دهشتي وتنقلب الكثير من حساباتي التي تكونت بمؤثرات دعائية الطابع، ويتعمق شعوري بضرورة البحث الدؤوب والتمحيص بتأني وحذر لفهم مدلولات مثل هذه الارقام والكتابات وما تفرزها من أسئلة مستعصية، إشكالات، لدرجة لا تجدي لحلها الاعتماد على الثوابت التي تسربت الى فكري، بتأثير البروباغاند والديماغوغيا، وتحولت، عند الكثيرين، الى بديهيات لا تحتاج الى مضيعة الوقت لإثبات ولا يجوز الشك في صحتها أوإثارة الاسئلة حولها
لكي أكون أكثر تحديداً، لنعد بخيالنا، معاً، الى الماضي ونقف عند يوم 21 / 2/ 1954 الذي ذكرناه في الحلقة الماضية (العاشرة)، ونقف لنرى ما حدث في ذلك اليوم"المفصلي" بنظري.
نرى بأن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي نصير عبود وقع تحت قبضة الشرطة وصودرت معه القوائم الخاصة بتنظيمات الحزب الشيوعي في بغداد، ولو أكمالنا قراءتنا نجد بأن القوائم الخاصة بتنظيمات الحزب في المحافظات سبق وان وقعت بأيدي الشرطة أيضا، أثناء اعتقال بهاءالدين نوري، السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي يوم 13نيسان 1953. بذلك انكشف جميع الأعضاء العاملين لهذا الحزب السري، عددهم بموجب هذه القوائم 507 عضواً، للدوائر الامنية العراقية . يُضاف اليهم حوالى 312 شيوعياً كانوا رابضين خلف قضبان السجون، بينهم "النواة الصلب للحزب"، في ثلاثة سجون رئيسية منهم: 164في سجن بغداد المركزي، 123 في سجن الكوت، و 25 في نقرة السلمان. (حنا بطاطو،الكتاب الثاني ص357).
لقد قام حنا بطاطو، الإمريكي الجنسية والذي كان مخولاً بالاطلاع على السجلات والاضابير في جميع دوائر الدولة العراقية وحتى مقابلة السجناء، بتبويب المعلومات التي حصلت الشرطة من القائمتين، موضوعة البحث، ضمن الجداول بكتابه الموسوم (العراق-الكتاب الثاني) في الملحق رقم 2 -جداول اضافية. ولكي نخرج من إطار العموميات اخترنا عدد منها ليتوضح لناتركيبة الحزب الشيوعي العراق خلال النصف الأول من العقد الخامس للقرن الماضي:
الجدول أ-35، ص447(التنظيم العسكري للحزب الشيوعي العراقي (1953-1954):الرتبة في القوات المسلحة:
ضباط (المجموع6)؛ رائد ركن 1، ملازم ثاني 3، ضباط 2 /ضباط صف (المجموع 18)؛مساعد 4، رقيب 7، عريف أول 3، عريف 4/ جنود (المجموع66)؛ جندي ممرض 1، جندي حرفي 15، جندي كاتب 4، جندي عادي 46/طالب في المدرسة الطبية العسكرية (1)/طبيب عسكري (1). المجموع =92.
الجدول أ-39، ص451 (الحزب الشيوعي العراقي (1953-1954): التنظيم المدني ، مكان النشاط:
كربلاء48، المنتفق35، الحلة 21، الديوانية15، العمارة11، الكوت11، الدليم2، أربيل36، السليمانية10، بغداد139، البصرة48، الموصل 16، ديالى12، كركوك11. المجموع =415عضو.(ملاحظة: يكون المجموع الكلي للعسكرين والمدنيين بموجب هذين الجدولين 517 وليس 507 كما ورد سابقاً- خسرو).
الجدول أ-41، ص454(مجمل معلومات سيرة الحياة المتوفرة والمتعلقة باعضاء رابطة الدفاع عن حقوق المرأة المساعدة للحزب الشيوعي (1953):
طالبات 19، محاميات 1، معلمات 1، ربات منزل 3، عاطلات عن العمل 2 المجموع= 26.
الجدول أ-42، ص455 (إجمالي تفاصيل سير الحياة الواردة في طلبات العضوية التي عثر عليها مع بهاءالدين نوري، السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي يوم اعتقاله(13نيسان 1953) والمتعلقة بالعراقيين الذين ادخلوا الحزب في عام 1952 كان 37 وفي الربع الأول من 1953كان 29 المجموع= 66 (ذكور65، إناث1).
تضعنا هذه المعلومات المفصلة، بدون شك، أمام سؤالين قاتلين على الأقل:
1- الم يكن بمقدور السلطات الامنية العراقية عندئذالقضاء شبه النهائي على تنظيمات الحزب الشيوع كتنظيم ولا أقصد الفكر.
2-أو كان الإبقاء على تنظيم شيوعي تحت السيطرة قابل للنفخ فيه، كلما دعت الحاجة، كما حصل في "مؤتمر لندن للأحزاب الشيوعية لدول الكومنويلث" في21 /4 /1954 أي بعد شهرين فقط من إعتقال نصير عبود يوم 21 / 2/ 1954.
وتحويله من حزب قليل العدد باعضاءه( دون الألف ) ولكن كبير بتأثيره على الساحة السياسية، الى حزب عملاق بالحجم (ألاف العسكريين من اعلى المراتب والمراكز الى ادناه بالاضافة الى مئات الألوف أو أكثر من المدنيين من جميع شرائح المجتمع) ولكن عديم التأثير عند الحاجة، كما برهن الاختبار الحقيقي الذي بدأ يوم 8شباط 1963.
لقد ورد في صدر الجدول أ-40 ص 452(الحزب الشيوعي العراقي 1953-1954 وظائف الأعضاء المذكورين في اللوائح المصادرة) ملاحظة يستوجب التوقف عندها وقراءتها بإمعان :(أعضاء الحزب المدنيون الذين فشلت الشرطة في اعتقالهم او انها لم تحقق معهم وذوالوظائف المجهولة 159).ألا يُحتمل بأن قامت الشرطة العراقية أو الدوائر السرية البريطانية بإعادة زرع عدد من هؤلاء ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي لحسابات ومنافع إستراتيجية بعيدة المدى.
لنعود الى الكتاب الثاني لحنا بطاطو لنرى ماذا يكشف لنا:
في الصفحة 265* يكتب:
[- وفى لحظة ما،داعبت خيال بهجة عطية ، رئيس الشرطة، فكرة خلق حزب شيوعي مزيف. وكتب عطية يقول في مذكرة سرية:
"سيكون من المفيد، لمواجهة التنظيم الشيوعي القائم، إقامة حزب شيوعي منافس تكون له صحيفته السرية الخاصة به... ويُسير العملاء هذا الحزب بموجب خطوط محددة وبطريقة تخفي طبيعته الحقيقية... ويجب أن يجتذب الحزب إليه شيوعيين وأخرين لهم ميول مشابهة بحيث يمكن تقديمهم للعدالة... ويجب أن يتبنى موقفاً مناوئاً للحزب الشيوعي القائم ... وأن يدحض نظرياته وكتاباته باسم الماركسية“
وليس من الواضح ما إذا كان بهجت عطية قد وضع في ما بعد هذه الفكرة موضع التنفيذ- في منتصف 1949 كانت هناك أربعة تنظيمات تنافس الحزب الشيوعي في العمل السري ولكن بصدق- ولكنه عدل عنها في تلك الأيام على الأقل. ولقد علق ضابط الإستخبارات البريطاني پ. ب. راي على الفكرة قائلاً:
”إنه مشروع ممتاز، ولكن من الصعب جدا جدا ان يعمل. واستناداً إلى خبرة مكتسبة في مكان أخر، فإن الأفضل هو عدم المحاولة إلا إذا كنا متأكدين تماما من إمكانية الإبقاء على طبيعته الحقيقية سراً. ولن يؤدي الفشل إلا إلى زيادة الشيوعيين قوة. وبشكل عام، فإن من الأفضل الاعتماد على نظام تسريب عدد من العملاء المدربين والذين يمكن الاعتماد عليهم إلى داخل الحزب الشيوعي. فعندما تنجح الشرطة في القبض على عدد من الشيوعيين فإنّه يُنصح بمحاولة إستمالة واحد أو اثنين من بين الأقل شهرة منهم. ثم تجب محاكمتهم والحكم عليهم إلى جانب متهمين أخرين والسماح بقضاء مدة الحكم في السجن، وإعادة إدخالهم إلى الحزب بعد الإفراج عنهم. وقد تمر سنوات عدة بعد ذلك قبل أن يرتقي هؤلاء العملاء إلى قمة الحزب، ولكنهم لا بد وأن يصبحوا من مصادر المعلومات القّيمة جداً خلال ذلك“]
وفي الصفحة361*:
[كان خلال سنوات عدم الاستقرار التي تلت«وثبة » العام 1948 و«إنتفاضة» العام 1952 حاولت الطبقات الموجودة في السلطة أن تستفيد من الدين للإبقاء على الناس في قبضتها ولصد تقدم الشيوعية. ومن الأمور ذات المغزى في هذا المجال أن المبادرة بهذا الخصوص جاءت من ممثلي القوة الإنكليزية وليس من غيرهم. وكتب ضابط الاستخبارات البريطاني پ.ب.راي في رسالة مؤرخة في 20نيسان1949، موجهة إلى مدير الشرطة السرية العراقية . يقول:«لن تقتلع الشيوعية من جذورها بما يمكن أن نسميه "الطرق البوليسية" وحدها....ولن تفعل قوات الأمن، من عندها، إلا القليل لاجتثاث الشيوعية، ولن تستطيع اكثر من المراقبة وانتظار نموها، ثم تطبيق اجراءات تصحيحية »]
*العراق ـ الكتاب الثاني ـ الحزب الشيوعي/ تأليف حنا بطاطو، ترجمة عفيف الرزاز
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (10)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (9)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (8)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (7)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (6)
- آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(5)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (4)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (3)
- اَرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (2)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟
- لحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-4
- الحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-3
- الحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-2
- الحقيقة الضائعة بين الدكتور محمود عثمان وعيسى پژمان-1
- خطايا حميد عثمان -الحلقة الثانية- 15/4
- خطايا حميد عثمان- الثانية - 14/4
- خطايا حميد عثمان - الثانية 13/4
- خطايا حميد عثمان - الثانية /4-12
- حطايا حميد عثمان -الثانية/4-11
- خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (11)