أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان - الثانية /4-12















المزيد.....

خطايا حميد عثمان - الثانية /4-12


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطايا حميد عثمان-الثانية/ 4-12

(الحياة ليست ما يعيشه أحدنا، وإنما هي ما يتذكره، وكيف يتذكره ليرويه.) غابريل غارسيا ماركيز في رواية عشت لأروي
ظهرت أولى بوادر الشجاعة والدفاع عن الكرامة عندما أقدم حميد عثمان على الرد العنيف على السركال الذي كان يحاسب والده، بصورة علنية، بسبب غيابه عن أعمال السخرة التي كانت مفروضة على الفلاحيين الكورد الى جانب العديد من الضرائب والأتاوات تنفيذاً لأوامر الأغا (الحلقة الثانية/4-7)، وكذلك الجرأة عندما قال وداعاً للخلو والجلو في الجامع بعد أن رأى بأم عينيه كيفية إستقبال الشيخ للزائر البريطاني في محراب الجامع (الحلقة الثانية/4-10). و قدرة الثبات على الهوية وعدم الإستعداد لتقديم التنازلات في مسائل إعتبرها جوهرية حتى وإن كان التوازن العددي لم يكن لصالحه (الحلقة الثانية/4-11).
تَحُول مثل هذه الصفاة الشخصية استحالة تستُر حاملها وراء الأقنعة أو الركون الى تصرفات انتهازية اومواقف متخاذلة لتحقيق رغباته الشخصية.
كانت مدرسة أربيل الأولى للبنين التي فُتحت من قبل الحكومة العراقية في أوائل العقد الثالث من القرن الماضي ميداناً اخر لصراعات مختلفة، حيث كانت أول مدرسة رسمية نظامية في أربيل يتعلم فيها الأطفال من مختلف الشرائح الإجتماعية مجاناً، كبديل للمدارس الدينية وحسب إختيار ولى أمر الطالب، وعلى مقاعدها أو في ساحتها التقى حميد بكل من صالح الحيدري، جمال الحيدري،عزيز محمد وأخرون.
لم تمضي وقت طويل على إفتتاحها إلا وتحولت الى مركز استقطاب للنشطاء من الطلبة ذوي الميول اليسارية والقومية الكوردية، خصوصا بعد افتتاح مدرسة أربيل الثانية للبنين التي استقطبت بدورها ابناء المسؤوليين والذوات وأبناءالطبقة الأستقراطية والمتأثرين أو المرتبطين بهم من عامة الناس. كانت لغة التعليم فيها العربية حسبما ذكره كريم أحمد الداود في سياق مذكراته، حيث أكمل دراسته الابتدائية فيها.
إما بالنسبة للغة التعليم في مدرسة اربيل الأولى، رغم انني لم أجد من خلال المصادر التي تمكنت الوصول اليها معلومة تذكر فيها بأية لغة كان التعليم جارياً، وقتئذ، إلا أن ما يمكن استنتاجه بأنها كانت الكوردية وذلك بالإعتماد على قرينتين:
القرينة الأولى: يذكر عزيز محمد في سياق مقابلته مع الدكتور سيف أرحيم القيسى ما يلى:( وبالرغم من انتمائي لصفوف الحزب الشيوعي، إلا ّ أنني لم أكن أجيد غير اللغة الكردية. أما بالنسبة للغة العربية فقد تعلمتها عن طريق الدراسة في صفوف الحزب الشيوعي، حيث كان السجن "مدرستي الأولى في تعلمها"، وبذلك قضى الحزب الشيوعي على "أميتي".)
القرينة الثاني: سمعت من حميد عثمان بأنه نشر كتاباً في اواسط العقد الرابع من القرن الماضي باللغة الكوردية عن طريق مكتبة شيخ محمد المعروف ب(شيخة شه ل)، تحت عنوان: ( استعمار چيه؟ -ما هو الاستعمار؟ ). فلا بد من تعلمه اللغة الكوردية في المدرسة وإلا لما كان ذلك ممكنا.
بالإضافة الى هاتين القرينتين، قد تكون الحكومة العراقية سمحت بأن تكون الدراسة في مدرسة أربيل الأولى بالكوردية كإسقاط فرض، فليس خافياً على كل من اطلع على تفاصيل المساجلات التي كانت قائمة بين سلطة الانتداب البريطاني والحكومة العراقية قبل اعلان الاستقلال عام 1932 بسبب تلكوء السلطات العراقية في تحقيق حتى جزء من المطالب التي كان الكورد يطالبون بها مما نتج عنها إصدار قانون اللغات المحلية عام 1930 الذي لم تنفذه السلطات العراقية كما يجب.
كانت للمدرسة دوراً مؤثراً وكبيراً على الاتجاه الفكري لدي حميد عثمان، وكان الفضل في ذلك يعود للمعلم الشيخ حسن الشيخ صبغة الله المعروف ب(شيخ حسن البرزنجي) الذي ورد اسمه في ذكريات محسن دزه ئي حول انقلاب رشيد عالي الگيلاني(ص34 و 35 - ج 1 من كتاب أحداث عاصرتها) ستكون لنا وقفة مع المعلم الجليل الشيخ حسن البرزنجي في الحلقة القادمة.
قبل ذلك لنقف قليلاً ونتأمل في ما يتذكره محسن دزه ئي عن احداث حركة مايس 1941 عندما كان طالباً في مدرسة أربيل الأولى للبنين :
كنت حينذاك في الصف الثـالث الابتدائي أبلغ التاسعـة من عمري وكنـا في أواخـــــر ايام العـــــام الدراسـي 1941 أي كــــان ذلك قـــــبل اداء الامـتـحـانات النهــائيـة بأيام قـلائل وقـد فـوجـئنا ذات يوم بـأحـد مـعلمي مدرسـتنا- ولا أتذكر من الذي كان- وهو يخـبرنا بأن حركة قـد قامت في بغـداد ضـد الانـكليـز وهرب الوصي الامــيـر عـبـدالاله وان الملك الصــغـيـر فيصل الثاني ووالدته الملكة عاليـة قد التجئا الى دار الملا ابو بكر افندي في قرية باداوه بـضواحي مدينة أربيل وان رشـيد عالـي الگيلاني قد سـيطر على الاوضاع العـامـة في البلاد وان العـراق سيـكون حليفـاً للألمان الذين هم أصدقاء الكُرد!! هذا ما سمعناه من معلمنا ولا أدري ولا أتذكر
ماذا كان رد فعلنا ازاء ذلك ونحن تلاميذ صغار!؟
وفي اليـوم التالي طلب منـا التهـيوء للمـشاركـة في مـسيـرة تأييد تقـام بهذه المناسبـة وقد تجمعنا بشكل منظم حيـث وقف تلاميذ كل صف على حـدة في باحة المدرسـة ثم بدأنا السـيـر في الشارع الرئـيسي المار من امـام بناية مـدرستنا بـاتجاه قلعـة المدينة وفي السـاحة الصـغـيرة الواقـعة اسـفل بوابة القلعـة توقـفنا عن السـيـر ولاقينا طـلبة المدررسـة المتـوسطة والثـانوية الذين كــانوا يرتدون مـلابس الفــتـوة ثم ألقى أحــد الاشـخـاص كلـمـة في التــجـمع الحــاشــد الذي انضم اليــه بعض الاهالـي ولا أدري من هو الذي ألقى الكلمـة المذكورة وماذا كـان مضـمونهـا وكل ما أتذكره هـو أن طلبة المدرســة المتـوسطـة والثـانويـة بدأوا يرددون الاناشـيــد القــومـيــة الكردية واتذكر من بين تـلك الوجوه السيـد حيـدر عثمـان الذي كان يلقب بـ(حـيدر شـيــرزاد) حـيث بدأ يـردد بصـوت عـال انـشـودة »ئه ي كوردستان«
وكان هو الباديء أولاً ثم تبعه الاخرون بترديدها.. ..
وبعـد ذلك التجـمع سمعـنا بأن سيـارة متصـرف (محـافظ) اربيل انذاك المرحوم صالح زكي صاحبقران قد اشعلت فيها النيران خلال تجمع آخر أقيم امـام بناية ديوان المتصـرفية وفـي اليوم التالي أو بعـده بأيام تحلقت في الصباح الباكـر طائرتان حربيتان في سماء المدينة قـيل بانهما طائرتان بريطـانيـتــان وتم حــفــر الخنادق داخل حــديقــة نادي الموظفينأمـام بـناية مـدرســتنا وبدأنا نحن التــلامـيـذ بدخــول هذه الخنادق وكنا صــغـاراً في السن لدرجــة اننا عند دخـولـنا الخنادق لم نكن نســتطيع الخـروج مـنهـا الا من خـــلال مـــســـاعـــدتنـا من قـــبل الاخـــرين.. ثـم تكرر تحـليق الطـائرات البريطانية في سماء المدينة وحصل بعض حالات رمي الاطلاقات النارية في الثكنة العـسكرية التي كـانت تجثم فـيهـا الطائرات العراقـية واتذكـر ان احــدى الطائرات المغـيــرة ألقت قـنبلة ســقطت بـ مـدينـة اربيل وقــرية باداوه وأخـيـر ًا تقـرر تعطيـل الدراسـة في المدارس دون اداء الامـتـحـانات ولاأعرف تفـاصيل مـاجرى بعد ذلك وكـل ماأتذكره اني سـمعت بان حـركة رشيد عالي الگيلاني قد فشلت وان الكثيرين من الناس قد أعتقلوا.
وبعـد انتهـاء العطلة الصـيفـيـة عدت من قـريتنا الى مـدينة اربيل لاداء الامـتحـانات وقد سـاعدنـي في تلقي الدروس والتهـيـؤ للامتـحان المرحـوم خـــضــر مـــولود امين الذي كـــان طالبـــاً في الصـف الاخــيـــر بدار المعلـمين الابتـدائيـة انذاك وعـندمـا عُـدنا الى المدرسـة لمواصـلة الدراسـة في أواخـر شــهــر ايلول العــام 1941 بعــد اداء الامــتــحــانات وبـدء العــام الدراسي الجــديد وجـدنـا ان بعض المعلمـين وكـذلك بـعض الطلبــة قـد غــابوا حــيث كانوا قد أعتقلوا و ارسالهم الى المعـتقلات بتهمة النازية وأذكر من بين اولئك المعلمين كل مـن المرحوم علـي حــسين كــســرة ومــجـــيــد فــتــاح والطالب اسـمـاعـيل حـسن الذي كـان من طلبـة الصف السـادس الابتـدائي ومن لاعـبي كرة القـدم الممـتازين وسـمعـت بأن المحامي عـوني يوسف والشـيخ حـسن الشيخ نـعمـةالله الذي كـان مـديراً أو معلمـاً انذاك وفـائق نادر ومعـروف العارف قد أعتـقلوا أيضاً.. هذا كل ما اتذكـره عن احداث العــام 1941.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطايا حميد عثمان -الثانية/4-11
- خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10
- بحثوا.... وماذاكانت النتيجة؟
- على هامش المقال المعنون - ملاحظات مختصرة على مقال ...-
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-9
- ملاحظات مختصرة على مقال فاضل عباس البدراوي المطوَلْ
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-8
- خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7
- خطايا حميد عثمان- الثانية/4-6
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-5
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-4
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-3
- خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3
- - خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان - الثانية /4-12