أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - الشاهد الملك - خدام يستيقظ متأخرا ً














المزيد.....

الشاهد الملك - خدام يستيقظ متأخرا ً


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن يتحدّث عبد الحليم خدام عن نصف الشعب السوري الذي يعيش تحت خط الفقر , والأربعين بالمئة الذي يعيش بموازاة ذلك الخط , أمر سبقه إليه الرئيس بشار الأسد , حينما أكد علمه ومعرفته , في واحد ٍ من خطاباته , بأنه ما من موظف , أو عامل , يكفيه راتبه الشهري لتأمين معيشته .
حقيقة الفقر السوري يعرفها الجميع , من يعيش ألمها , ومن صنعها . فما الذي يدفع بصنّاعها إلى التذكير بها ؟
أهي صحوة الضمير , كما في حالة خدام ؟ !!! أم طرح المشكلة كخطوة أولى للبحث في إمكانية حلّها , كما في حالة الرئيس ؟
يحقّ لأي رئيس أن يطرح مشكلة الفقر في بلاده , حينما تكون حاضرة كعامل يهدّد مستقبل البلاد , ويدخل هذا الطرح في باب الجرأة التي لا يتمتع بها الحكام غالبا ً .
وأما أن يتحدّث عبد الحليم خدّام عن هذه القضية ( من قصر باريسي يوصف بالخرافي ) فهذا أمر يدعو للريبة والتساؤل .
هل أن خدّام لم ير هذا الفقر حتى بات خارج المشهد ؟
أم أنه واحد من مظالم السوريين التي لا بدّ أن يقولها أي متحدّث عن مظالم سوريّة ؟
وهل يعتقد خدام فعلا ً , بأن الشعب السوري غبي لهذه الدرجة , حتى وهو بعيد عن المشهد , في منأى عمّ قد يسفر عنه غضب الفقراء السوريين , ولو من باب الافتراض . ؟

عبد الحليم خدّام في باريس , في قصر مسحور ٍ , حتى و إن كان هدية من الحريري أو غيره , فان كلّ حجر فيه هي أنّة سوري أو صرخته . ولدى عبد الحليم من معلومات وأسرار ما يقلب أي طاولة مهما ثقلت ويبقيه بعيدا ً عن أية مساءلة أو محاكمة .
فليصمت أعضاء مجلس الشعب السوري , إلا إذا كانوا يعتقدون فعلا ً بأن بيوت الجميع ليست من زجاج . وبأن اختلافهم , مع غيرهم , عن عبد الحليم ليس كميّا ً .
ينقل عبد الحليم خدّام عن الرئيس السوري قوله : لا نستطيع أن نحاسب أحدا ً الآن . وبحذف ظرف الزمان من القول السابق نستطيع أن نعرف مصدر الجرأة عند خدام . وأرجو أن يعرفها من سارع إلى المطالبة بمحاكمته .

وأن يتحدّث عبد الحليم خدام , وبمنتهى الشفقة والتعاطف , عن الشعب السوري وحريّته المسلوبة , فهذا ما يسبب الغثيان فعلا ً , ويوقف كلّ سوري أمام المتاهة المظلمة .
جزّار ربيع دمشق يبكي حريّة الشعب المسلوبة . ويقدّم الإجابة عن سؤاله لماذا احتفظ الرئيس ب( رستم غزالة ) وقدّم له الحماية .
والخائف من ( جزأرة ) سوريا يتكيء على كتف سعد الحريري ويرثي الديموقراطية الذبيحة .
إذا كنت لا تستحي فقل ما شئت , أو فافعل ما شئت . الآن أدرك تماما ظروف ولادة هذا المثل .
المتاهة المظلمة التي وضع خدام كل السوريين أمامها تتلخص في اللاأمل . اللاأمل في إمكانية حدوث أية إصلاحات , جذرية كانت أم سطحية , إلا بعد إزاحة رموز الفترة السابقة على رئاسة بشار الأسد . وهذا يستدعي بالدرجة الأولى , الإقرار بأن مرحلة جديدة , وليس ( على خطى ) , هو الذي يحدث , وبالتالي نزع القدسية عن المرحلة السابقة , تلك القدسية التي فرضها خدام وأشباهه , مورطين بها الرئيس من منطلق الوفاء لوالده .
لكن ما رشح من أقوال خدام , وما تخطّه التعيينات في مواقع المسؤولية , على أرض الواقع , تشير إلى الإمكانيات المحدودة , والمحكومة بشروط معقّدة , فيما يمتلك السيد الرئيس من سبل التغيير , وهو , وفي محاولة منه لتعزيز خطوط مساندته وحمايته , يلجأ إلى الاعتماد على ضحايا أفعالهم , بمزاوجة ٍ , الخاسر’ الوحيد فيها هو الوطن . وتبدو آلية المزاوجة هذه معكوس الآلية التي اعتمدها الراحل حافظ الأسد , تلك التي يمكن وصفها ب ( إطلاق اليد ) حيث ترك المجال لمن قرّر الاعتماد عليهم بأن يفعلوا ما يشاؤن حتى باتوا ضحايا أفعالهم . وباتت رقابهم رهن القبض .
إن عملية الاستبدال الممارَسة هذه ستعيد خلق َ شبكة من المرتكبين كأعمدة للسلطة ,
شبكة لاغنى لبعضها عن بعض , ستتوالد وتستمرّ بالتناسخ إلى ما شاء القدر, مادام المواطن السوري عاجز عن وضع إصبعه في عين أي مرتكب ٍ قائلا ً له : سأقيم دعوى ضدّك بتهمة كذا وكذا وكذا .. و ( سأجرجرك ) إلى المحاكم بسم الشعب السوري وبسم سورية الحبيبة .
أخيرا ً . لا يهمني ما قاله عبد الحليم خدام فيما يخص اغتيال الحريري . فالذي قاله لا يتعدى تأكيد ما سمعه كلّ مواطن سوري . وان كان يطمح لعرش الشاهد الملك , فهناك مئات الشهود الملوك , الذين سيتربعون على العرش , في محاكمته وأشباهه , على ما ارتكبوه بحق سوريا وشعب سوريا .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساحات للشبهة
- عابر كغريب مالح
- المعارضة السورية , بصحونها الفارغة , على أبواب السلطة
- مرارات
- سوريا .. ميليس ... الأبهق* تحت شمس الظهيرة
- أظنّكَ تفهمني
- سنن العابر
- هبوط الحواسّ
- الديموقراطية : بين هشاشة المفهوم والواقع المتخلّف
- .....كأنما أصابعك ِ
- قصائد أندروميدا - اعادة انتاج البدء تأسيسا ً على عناصر الوعي
- - الحياة اذ تتعرف على نفسها في كتاب - شكرا ً للموت
- أحوال’ ميزان الذهب
- في غيابها
- املاء الغائب
- ليس لأنها روبي
- الديموقراطية بين الحاجة والضرورة
- إعادة إنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 4 - 4
- إعادة إنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 3-4
- إعادةإنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 2-4


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - الشاهد الملك - خدام يستيقظ متأخرا ً