أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - المعارضة السورية , بصحونها الفارغة , على أبواب السلطة















المزيد.....

المعارضة السورية , بصحونها الفارغة , على أبواب السلطة


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 07:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كنت قد بدأت بكتابة مقال يتناول حالة التهلهل والكيدية التي تعيشها المعارضة السورية . واخترت عنوانا ً للمقال ( المعارضة السورية / من الإسقاط إلى الاستجداء ) غير أنني عدلت عنه لما يتضمنه من مزج بين الميكانيكي , الذي يستحضر نيوتن , والوجداني البائس الذي يستحضر العشّاق الخائبين . ورأيت أن عنوانا ً يقدّم مشهدا ً بصريا ً هو الأجدى فكان ( المعارضة السورية , بصحونها الفارغة , على أبواب السلطة . ) . وكان لهذا المقال أن ينتهي إلى فكرة بسيطة تفيد بأن الحقوق لا تعطى بل تؤخَذ , وأظن بأن بين الحالتين فرق كبير .
لكنّني يوم الخميس 17 – 11 – 2005 استمعت إلى محاضرة ألقاها الدكتور يوسف سلامة في مقرّ جمعية العاديات بمدينة جبلة , وجاءت المحاضرة تحت عنوان ( مستقبل الثقافة العربية )

حقيقة , وقبل الاستماع إلى المحاضرة , أثار العنوان مجموعة من التساؤلات لدي : ما معنى ثقافة عربية . وهل هناك ثقافة أمريكية أو صينية أو فرنسية ؟ وحتى إن وجد مثل هذا الأمر , فهل يمكن لمحاضرة أن تستشرف آفاق ثقافة ما في حيّز زمني محدود ؟
وجاءت المحاضرة معتمدة على التعريف الأنتربولوجي للثقافة باعتبارها المجموع المتشابك للعادات والتقاليد والأعراف ... الخ . ورأى د . سلامة بأن كلّ ثقافة تتمحور حول ( فكرة حضارية ) أو تتجسد في تلك الفكرة .
وفي الحديث عن الثقافة العربية الإسلامية خلص د . سلامة إلى أنّ فكرتها الحضارية قد تمثّلت بفلسفة ( الجوهر والأعراض ) دون خروج عنها أبدا ً . حيث أن الوجود يتمثّل بجوهر متعال ٍ , أزلي , ثابت . وبأعراض لهذا الجوهر , يكون دورها الوحيد والأوحد تعريفه والدلالة عليه . ولأنه جوهر ثابت لا يتبدل ولا يتغيّر فقد أنجزت الأعراض , والإنسان واحد منها , تعبيرها عنه في الإنجاز الحضاري العربي الإسلامي , مرّة والى الأبد .
وفي الانتقال إلى الراهن العربي يجد د . سلامة أن
في الساحة ثلاث فِكر تتصارع للكون الفكرة الحضارية التي تخرج المجتمعات العربية من حالة الفقر والتخلف والانحطاط وهي : الفِكر التي تمثل التيارات الدينية , والقومية , من جهة . والتيارات الليبرالية والماركسية , من جهة أخرى .
إن الفكرة الحضارية الدينية قد استنفذت فعاليتها عند حد معين وذلك باستعبادها للفرد ( أحد عوارض الجوهر ) وذلك بجعله ذاتا ً لا تتعرف بذاتها , يل باعتبارها عارضا ً للجوهر , أو لذاتها , بل باعتبارها تابعا ً للجوهر .
والفكرة الحضارية القومية لا تختلف في العمق عن سابقتها إلا في إبدال الجوهر , وأما العلاقة بين الجوهر والأعراض فقد بقيت ذاتها , وبقي الفرد عبدا ً .
وحدها الفكرة الحضارية التي ترى في الفرد جوهرا ً وعرضا معا ًً هي القادرة اليوم على جعل الإنسان العربي , وبالتالي المجتمعات العربية , جزءا ً فاعلا ً في هذا الكون .
إن عمق الفكرة الفلسفية التي أوصلنا إليها الدكتور يوسف سلامة تجعلني أتوقف طويلا ً , وأنا أعاين الوضع الكارثي للمعارضة السورية , والمعارضات العربية جميعا ً , التي تنطلق في أغلبها من فكرة حضارية لا تختلف كثيرا ً عن فكرة الجوهر والأعراض . وأعود لمتابعة ما كنت قد بدأت بكتابته , بعد توجيه التحيّة إلى القائمين على النشاط الثقافي في جمعية العاديات في جبلة وأخصّ بالذكر رئيس الجمعيّة الأستاذ جهاد جديد .




المتابع لخطاب المعارضة السورية , في السنوات القليلة الماضية , لا بد أن يلمس الارتباك المؤسف والاتّكال المحزن كسمتين أساسيتين لهذا الخطاب , يضاف اليهما بعض ( الفهمنة ) المضحكة .
فهذا الخطاب لا يسند لأصحابه أيّة مهمّات إجرائية , كما أنّه لا يطرح أيّة خطط تشير إلى آليات تخصّ المعارضة في التعاطي مع الراهن . إلا إذا كان الانتظار هو المهمّة , وتلقين السلطة طرق اعتزالها الحكم هو الآليات .
ومنذ محاضرة برهان غليون الذائعة الصيت , والتي ضمّنها وصاياه للسلطة الحاكمة في سوريا
عن أفضل السبل لقيامها بعزل ذاتها وتنصيب المعارضة مكانها , إلى وصفة رياض الترك التي لا تختلف كثيرا ً عن سابقتها , وصولا ً إلى إعلان دمشق العجيب , ما زالت هذه المعارضة تأتي بما يؤكد أنها في مهب الريح , أو كما يقال ( لا شوكة ولا دبّاحة ) وأن لا أرض لها إلا في سطور كتّاب بياناتها , الذين باتوا يصدّقون ما يكتبونه .
لماذا لا تبادر هذه المعارضة ( أحزابا ً وأفرادا ً ) إلى التحضير لعصيان مدني مستمر حتى تحقيق أهدافها . ؟ سؤال لا أجد حرجا ً في طرحه . لأن الأمر يتعلق بمعارضة .
أو على الأقل . لماذا لا تبادر هذه المعارضة , كما يطالب الصديق – مروان عبد الرزاق – ( بالعمل على تشكيل – لجان مبادرة – في كافة المحافظات السورية , للعمل على التحضير للقاء وطني ديموقراطي – خلال فترة قصيرة – لوضع برنامج عمل مرحلي , والبحث في الآليات والوسائل لتنفيذ هذا البرنامج , والعمل على انتزاع الحريات من خلال الاعتماد على المجتمع , ورافضا ً لكلّ التدخلات الخارجية , عبر صيرورة سلمية وتدريجية لبناء الدولة الديموقراطية العلمانية . – الحوار المتمدن – 11 – 11 – 2005 ) . سؤال آخر أجيز طرحه لنفسي .
وفي البحث عن إجابات , أجد أنّ الاستعراض كاف ٍ وواف ٍ , استعراض المحاولات التي قامت بها هذه المعارضة , أو جزء منها , لممارسة حقها في تأكيد الوجود كفعالية . حيث أظهرت اعتصاماتها وتجمعاتها درجة العزلة الشعبية التي تعانيها , كما أكّدت مظاهر الاعتصام تلك بأن الشأن العام هو اختصاص نخبوي بامتياز . وفي استعراض الخطاب المعارضاتي يتّضح’ غياب أي معنى ل ( المعادلة ) في السلوك السياسي . والحاضر دوما ً هم الأبناء الذين يصمّون آذان آبائهم بالمطالب . أو المتسولون بصحونهم الفارغة على أبواب فعّال الخير . وكأنما قد غاب عن الجميع بأن عليهم أن يقدّموا ما يجعل السلطة السورية تتنازل عن شيء أو أشياء حفاظا ً على الذي سيبقى لديها إلى حين .
والى صديقي ( مروان عبد الرزاق ) أقول بأن أحدا ً لن يبادر إلى القيام بما طلبته في مقالك آنف الذكر , ليس لأنّه مطلب مستحيل , أو لأنّه ليس إجراء ً صحيحا ً في حال حدوثه , بل لأن الجميع يريدونها على طبق من ذهب .
والى المثقّفين السوريين , وأخصّ بالذكر ياسين الحاج صالح , حسين عجيب , لقمان ديركي ,,
أظنّكم الأكثر فعلا ً فيما يخصّ التأسيس لثقافة إنسانية يتّخذ فيها الفرد موقع الجوهر لأعراضه .

جبلة – 19 – 11 - 2005



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرارات
- سوريا .. ميليس ... الأبهق* تحت شمس الظهيرة
- أظنّكَ تفهمني
- سنن العابر
- هبوط الحواسّ
- الديموقراطية : بين هشاشة المفهوم والواقع المتخلّف
- .....كأنما أصابعك ِ
- قصائد أندروميدا - اعادة انتاج البدء تأسيسا ً على عناصر الوعي
- - الحياة اذ تتعرف على نفسها في كتاب - شكرا ً للموت
- أحوال’ ميزان الذهب
- في غيابها
- املاء الغائب
- ليس لأنها روبي
- الديموقراطية بين الحاجة والضرورة
- إعادة إنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 4 - 4
- إعادة إنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 3-4
- إعادةإنتاج التخلّف - نزار قباني نموذجاً / 2-4
- (إعادة إنتاج التخلّف-نزار قباني نموذجاً(1-4
- الممارسة المدنية / حكاية مدينة ومشغل ثقافي
- حكاياالجدات التي أطاحت برأس التوثيق / حسن علي يوّثق لتجربة ل ...


المزيد.....




- وزارة الخارجية الهندية: نيودلهي مارست حقها في منع الهجمات ال ...
- كتائب -القسام- تعلن تنفيذ كمين بقوة إسرائيلية شرق خان يونس
- قناة هندية: مقتل 70 مسلحا على الأقل في غارات هندية على باكست ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح ترامب بشأن الدور الأمريكي في الحرب ا ...
- مراسلنا: 16 قتيلا وعشرات الإصابات بقصف إسرائيلي على قطاع غزة ...
- مصر تعلق على وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين
- تعليق الرحلات بمطار صنعاء عقب الهجوم الإسرائيلي
- هكذا يطوّع الأميركيون القوانين لمكافحة مقاطعة إسرائيل
- فيتنام وغزة.. مقارنة بين مقاومتين
- إسرائيل تدعم الهند وتحذير عالمي من تداعيات الاشتباكات مع باك ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - المعارضة السورية , بصحونها الفارغة , على أبواب السلطة