أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر ثابت - مؤتمر آخر لفتح، المزيد من الضبابية والتشرذم














المزيد.....

مؤتمر آخر لفتح، المزيد من الضبابية والتشرذم


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر آخر لفتح، المزيد من الضبابية والتشرذم.
بقلم: ناصر ثابت
القول إن حركة فتح في أزمة، هو قول فيه تقليل من حجم المشكلة، ومن حدتها. هو قول يفشل في وصف المرحلة، حتى لو أردنا أن نجدَ وصفاً عاماً بعيداً عن الدقة. الصحيح أن نقول إن الحركة في ورطة، وتحتاج إلى عملية جراحية صعبة ومعقدة لإنقاذها.
في الحركة انقسامات حادة، وفيها ضياع للبوصلة، وفيها شلل وضعف وجمود، وترهلٌ تنظيمي واضح، وفيها انسلاخ عن الأجيال الجديدة، هذا فقط إذا أردنا أن نلخص مشاكلها الأساسية، دون إغراق في التفاصيل.
وكعادة الحركة فإنها تضيِّع وقتها وجهدها ومالها وطاقتها من أجل عقد مؤتمرات حركية، تفشل في الإتيان بشيء جديد. من المعروف أن هذه المؤتمرات يتوجب عليها، بناءً على تعريف الأدبيات الحركية، أن تناقش المشاكل الداخلية والخارجية وأن تحلها، وأن تتبنى السياسات المناسبة للمرحلة، وأن تنتخب قيادة جديدة. لكن الحقيقة أن الحركة تفشل في إنجاز أي شيء من هذه الخطوط العريضة، فيما عدا الانتخابات، التي لا تؤدي إلا إلى زيادة الانقسامات في جسدها، وإلى تجديد الولاءات لنفس القيادات القديمة، وإلى إقصاء الكثير من الكفاءات المهمة التي تفشل في النزول إلى المستويات الأخلاقية المتدنية "للكولسات" الانتخابية.
حركة كبيرة الحجم مثل فتح، نتفهم صعوبة إعادة إحيائها وإطلاقها من جديد، ولكن هذا ليس حجة، لأنها حركة تضم تحت لوائها هذا العدد الكبير من الأعضاء ويتوجب عليها أن تفعل شيئاً، أن تنجز الحد الأدنى من العمل أو أن تحرز ولو قدراً ضئيلاً من التقدم.
لكن الحقيقة أنها ما زالت تعيش أزمة تمنعها من الفعل. والحقيقة أيضاً أن مشاكلها تأتي من انعدام الإنجاز، ومن عدم الوضوح في الرؤيا والسياسات، ومن تبني هيكل تنظيمي قديم يسهل على الأعضاء أن يعبثوا به كيفما يشاؤون، وهم في غالبيتهم بعيدون عن الانضباط والالتزام بالقانون.
لستُ متفائلاً أن الحركة قادرة على أن تنجز مؤتمراً مختلفاً هذه المرة، ولكنني مؤمن أنني يتوجب عليَّ أن أضع شيئاً جديداً على الطاولة، وليس فقط أن انتقد وأن اعبر عن تشاؤمي.
البداية تكون من هنا: برأيي أن على الحركة أن تتبنى السياسات الواضحة، المبنية على الرؤيا المحددة لا الضبابية. عليها أن تتبنى العمل السلمي اللاعنفي، وذلك استمراراً لطريق السلام الذي بدأته في تسعينيات القرن الماضي بتوجيه من كبار قادتها التاريخيين. يجب على كل أعضاء الحركة أن يفهموا هذا الأمر جيداً، وأن يعرفوا أن الضبابية والتأرجح في المواقف بين العسكرة واللاعنف، وبين الكفاح السلمي والكفاح المسلح لا تفيد شيئاً إلا أن تتسبب في زيادة الإشكاليات الداخلية والخارجية، وانغماس الأعضاء في تناقضات فكرية لا تنفع في الحفاظ على الحركة وعلى صحتها العامة. أعرف أن هذا الأمر شائكٌ ويحتاج إلى الكثير من الحوار، لكنني أورده هنا في محاولة للقول إن مشاكل الحركة تبدأ بهذا الفهم الملتبس للواقع الإقليمي والدولي. خاصة على مستويات القاعدة.
ومن هذا أيضاً أن تكون الحركة واضحة في علمانيتها، وفي خطها الليبيرالي البعيد عن تبني أساليب الأحزاب الدينية، التي يتوجب عليها أن تتوقف عن منافستها في الشعبوية التي لا تنفع في شيء.
آن الأوان لتحويل فتح إلى حزب سياسي، بل تحويل كل الفصائل الفلسطينية إلى أحزاب سياسية. آن الأوان لتحجيم هذه الفصائل وإدخالها في النظام السياسي بحيث تكون هي المنطوية تحته وليست هي التي تشرف عليه وتتحكم فيه. لم يعد هناك حاجة للفصائل بالمفهوم القائم، نحن لسنا مقبلين على مواجهة عسكرية وما ينبغي لنا أن ندخل في أي مواجهة عسكرية مع اسرائيل.
الأحزاب السياسية يحدد نسبة تمثيلها ويضع قواعد عملها الشعب نفسه. هي لا تقود الشعب إنما هو الذي يتحكم بها ويقيِّمُها ويحاسبُها، وهذا ما نحتاجه في الفترة المقبلة. العمل السياسي الفلسطيني يجب أن يتجه إلى مسارات الحياة المدنية المحكومة بالقانون. وإلا علقنا في دوامة العبث إلى مالا نهاية.
ومن زاوية أخرى، يتوجب على فتح أن تجدد علاقتَها بالأجيال الجديدة. إن هذه الأجيال التي تتواصل عبر الإنترنت وتجوب العالم كله في لحظات، لم يعد يناسبُها أن تحدِّثها عن الانطلاقة وعن معركة الكرامة وبيروت وغيرها من المحطات التاريخية. يجب علينا أن نروي التاريخَ للأجيال بتجرد واعتراف بالأخطاء قبل التباهي بالإنجازات، ولكن في نفس الوقت علينا أن نضع أمامها إنجازات جديدة، وأفكاراً حديثة ومبتكرة.
إن اجترار الماضي، الذي يقع فيه الكثير من الفتحويين، صار منفراً، ولم يعد يهم أجيال الإنترنت والتابلت والهاتف الذكي.
أعرف، بل أنا متأكدٌ تماماً، أن الفتحويين سيتجاهلون كل مشاكلهم ومشاكل حركتهم، وسيضيعون وقتَهم في تمجيد هذا وإقصاء ذاك، وفي تعميق الشرخ والانقسامات، لكنهم يجب أن يعرفوا أن الصدفة فقط هي التي ما زالت تعطيهم بعض السيطرة على مراكز صنع القرار الخاصة بالشعب الفلسطيني، وأن أية محاولة لتجديد الشرعيات بالرجوع إلى الشعب ستؤدي إلى هزائم كبيرة جداً لم يعهدوها من قبل. ولكنهم سواءٌ كانوا يعرفون ذلك أم لا فإنهم ماضون في طريقهم الذي لا يوصلهم إلى شيء، في هذه المرحلة التي تتميز بضياع البوصلة وتبديد الطاقات.



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التطبيع- - ديكتاتورية اللغة ودورها في قمع الأفكار.
- تصحيح المسار، فلسطينيا. كيف يكون؟
- لستُ صوت أي شيء
- التعارض بين العقل والإيمان، إلى أين يقودنا؟
- حجر على جنب الطريق
- الخط الفاصل بين الموج الأزرق والرمل
- آلان كردي، ومأساة ضميرنا الجمعي
- تعذيب الساعدي القذافي، على طريقة الربيع العربي.
- المدينة هي الزمان، والصباح هو المكان
- قهوة خفيفة السُّكَّر
- أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ
- عن تفجيرات الكويت، وجولة سريعة مع الانتحاري القاتل!
- صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ
- اقبال
- ورقةٌ بيضاءُ ناصعةُ التحدي
- البندول
- غيمة الغلو
- ضد الحرب.. ولكن!
- الواقعُ يحلمُني أيضاً
- يومياتٌ على هامش المطر


المزيد.....




- أستراليا تتهم إيران بشن هجمات معادية للسامية لديها وتطرد سفي ...
- محكمة أمريكية توقف مؤقتاً ترحيل مهاجر سلفادوري تصدّرت قصته ا ...
- من بينها -سفينة السلحفاة-.. ما الهدايا التي منحها رئيس كوريا ...
- سوريا: الشرع يستقبل وفدًا أميركيًا رفيع المستوى بالتزامن مع ...
- ترمب قد يزور الصين العام الحالي
- حكومة فرنسا تواجه خطر الانهيار الشهر المقبل
- كندا: نشعر بالفزع من القصف الإسرائيلي على مستشفى في غزة
- لأول مرة في العالم.. زراعة رئة خنزير في جسد إنسان
- مفاوضات شائكة بين دمشق وتل أبيب.. ترتيبات أمنية على الطاولة ...
- القبض على شخص أمام البيت الأبيض لإحراقه العلم الأمريكي بعد ت ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر ثابت - مؤتمر آخر لفتح، المزيد من الضبابية والتشرذم