أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر ثابت - تصحيح المسار، فلسطينيا. كيف يكون؟















المزيد.....

تصحيح المسار، فلسطينيا. كيف يكون؟


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 29 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أنه بات من الضروري أن نراجع أنفسَنا. أعني الفلسطينيين.
أن يراجع الإنسان نفسه، وطريقَه وأسلوبَه، فهذا ليس عيباً. العيب أن يستمر في الطريق الخاطئ، الطريق التي تسبب له الآلام والخسائرَ دونَ أن يقف لحظةَ صدقٍ مع الذات، ويسأل: ماذا أنا فاعل بنفسي؟ وكيف لي أن أصلحَ ذاتي؟
الهدف: التحرير؟ أم الاستقلال؟ أم العودة؟ أم أن نوفر للشعب حياةً كريمة؟
كلها أهدافٌ جميلة.
ماذا نفعل بالآخر؟ ماذا نفعل باليهودي؟ بالإسرائيلي؟ بالصهيوني؟
- ننتقم منه؟ أم نطرده من فلسطين؟ أم نبقيه ونعلمه الأدب؟ أم نتعايش معه؟
لا يوجد بين أيدينا أي شيء. يوجد عندنا جمالية الأسئلة، وإعادة التفكير، ومراجعة الذات.
علينا أن نعترف بأمرين هامين:
أن نعترفَ بضعفنا، وبانقسامنا.
قوتنا تأتي من الشعارات، والأوهام، والاعتقادات الخاطئة والأماني بعيدة المنال. وهذه كلها ليست قوة. هي أحاسيس بالقوة لا يمكن ترجمتها على الأرض.
أما بخصوص الآخر، فيجب أن نعترف أنه قوي، متجانس، يعرف ما يريد، يعيش رفاهية أوروبية المستوى، يصنع العلم، والأسلحة.
العالم: في أحسن الأحوال ينظر إلينا بتساوٍ مع الآخر، إن لم يتعاطف معه. المعنى أننا بالنسبة له لسنا أصحاب الحق والأرض ولسنا مظلومين كما نقول، إنما نحن في صراع وأننا عندنا نصف الحق ونصف الحقيقة وفي أحسن الأحوال نصف الأرض.
هل العالم مهم؟
هل نظرته إلينا مهمة؟
الجواب قطعا نعم: لأننا لا نعيش في هذا الحاضر المعقد المتشابك وحدَنا. العالم لن يسمح لنا بأن نتمادى في انتزاع حقوقنا التي ندعيها، إن استطعنا. العالم يتدخل في الصراعات كلها. أحيانا نظنه ظالما وأحيانا عادلا، لكن هذا لا يهم. المهم أنه موجود وأنه يضع يدَه في كل شيء.
الفلسطينيون في كل مكان وفي كل الدول غربا وشرقاً يخرجون ويستصرخون الضمائر ويحاولون فضح الإسرائليين وممارساتهم. لذلك العالم مهم. نحن نريده إلى جانبنا. نحن نريده أن يقف معنا ويساعدنا.
لكن العالم، ولأنه ينظر إلينا بتساوٍ مع عدونا، لا يقبل منا أن نهاجم مدنييه، وهو يرى الأفعال الإرهابية المرتكبة هنا وهناك في باريس وبروكسل ولندن، ويدينها بأقوى الإدانات. وهذا يتطلب منا أن نحذر في أفعالنا، وأنا نراقب أنفسَنا.
مع كل ما تقدم: ما الذي يتوجب علينا أن نفعله مراجعة للذات؟
أولا أن نعترف أن الطريق لم توصلنا إلى الأهداف. هل اعترفنا؟ ما هي الطريق؟
المسار/الطريق: من 1965 إلى 1990 مقاومة عسكرية وعمليات بدون مفاوضات.
من 1990 حتى اليوم نصفنا يؤمن بالمفاوضات ويمارسُها، والنصف الآخر يؤمن بالعمل العسكري، ويمارسه.
المسار/الطريق: (حقيقة) هو الانقسام على الذات. وهنا لا ينفعنا العمل العسكري مهما كان قويا، ولا ينفعنا التفاوض مهما كان مكثفا.
تصحيح المسار/الطريق: أن نؤمن أن العمل العسكري لم يعد ينفع (فهو موجود من 65 حتى اليوم، بدون نتائج). ولأننا لم نجرب المقاومة السلمية البحتة، فلماذا لا تكون هي التصحيح المطلوب؟ وما الفائدة من نصب تمثال بطول 6 أمتار لزعيم أفريقي حقق أهداف شعبه بعد أن صحح مساره من العمل العسكري إلى النضال السلمي؟
هذا ما فعله مانديلا، وكذلك فعل غاندي وكذلك فعل مارتن لوثر كينج. بالمناسبة يتوجب علينا أن نضلع لكل منهما تمثالا في فلسطين!
أما عن التفاوض: السياسيون هم موظفون في الأساس. وكما أنك توظف عاملا في مصنع وتتوقع منه مثلا أن ينقل الصناديق من خط الإنتاج إلى الشحن، فإنك توظف السياسي وتتوقع منه أن يؤدي الوظيفة التالية: أن يفاوض. السياسي بدون مفاوضات هو موظف فاشل ولا يؤدي عمله. تماما كالعامل الذي تدفع له ولا ينقل الصناديق!
تصحيح المسار/الطريق: أن يكون هناك اشراف على المفاوضات، وأن نمدها بالمعلومات، وأن يكون لها مرجعية داخلية (مجلس وطني أو ما شابه) أن تتم مراجعتها وتصويبها بما يتعلق بالأهداف.
عودة إلى الأهداف: ماذا نريد؟ نريد أن نحقق الممكن دون أن نخسر الكثير من الأرواح. أن نخسر 200 فلسطيني منذ "هبة السكاكين" فهذا مرفوض تماماً. نريد لهذه الأرواح أن تظل بيننا وأن تعيش وأن تبقى وأن تكون جزءً من هذا الوطن وهذا الشعب. من حقها ذلك. ومن حقنا أن نطالبها بذلك.
تاريخياً، لا مشكلة في التعايش. فقط المطلوب هو العدل. ولذلك يجب أن نبقي النضال السلمي وألا نتراجع عنه. يجب ألا نفكر بالانتقام، ولا بطرد أحد من بلادنا، ولا بإطعامه لسمك البحر، بل يجب أن نطالب بالحقوق، وبالتعايش، وربما سلميا نستطيع أن نوضح للعالم أن هناك الكثير من الفلسطينيين يطالبون بحقهم في العودة إلى ديارهم، ونبين للعالم (سلميا) ظروفهم ونشرح له بالتفصيل قصة ما حدث، ونناضل حتى يُرفع الظلمُ عنهم وعنا جميعاً.
إن ناضلنا عسكرياً وقتلنا المدنيين، فإن العالم سيناقش أسلوبنا وسيشغل نفسَه برفض هذا الأسلوب. ولن يشغل نفسه بتحليل أسباب نضالنا (وأسباب انتهاجنا للعنف). ببساطة سيقول لنا مهما كانت الأسباب فنحن ندين ما تقومون به. أما إن ناضلنا سلمياً فإن العالم سيركز في مطالبنا وما نريد أن نقولَه، لأن أسلوبنا لا يسفك الدم ولا يسقط الضحايا (لا منا ولا من أعدائنا).
نناضل سلميا، ونفاوض، ونراقب المفاوضين حتى نتأكد أنهم يوصلون مطالبنا إلى الطرف الآخر وإلى كل العالم.
الفكرة: نحن لم نجرب هذا من قبل. ويجب ألا نتنبأ بفشله. وهو من الممكن أن يكون تصحيحاً لمسار طويل من العمل النضالي والسياسي الذي لم يعطِ النتائجَ المرجوة منه.
بشكل عام، الموضوع لا علاقة له بالأشخاص. سواء كان بالقيادة الحالية أم القيادة المستقبلية.
ويجب أن نعرف أن إسرائيل يطربُها سماع دعواتنا لتدميرها ولتحرير فلسطين من النهر إلى البحر... ولإلقاء اليهود في المتوسط. لأن هذا يمنحها المبرر الكافي لاستخدام القوة المفرطة، ويساعدها في فضحنا أمام العالم. ويجعل العالم يتعاطف معها ويصب في أحضانها المساعدات المالية والعسكرية والأسلحة، وكل شيء.
يطربُها لأنها تعرف أنه لا يؤذيها أبدا، بل هو يؤذينا ويؤكد أننا لا نسير في الطريق الصحيح نحو سلام وتعايش يجبرانها على العدل. والعدل يعني أن عليها أن تخسرَ كثيراً دون أن تستطيع التهرب من ذلك.
علينا أن نقف وقفة صادقة مع الذات، وأن نعيد تقييم الأساليب، وأن نصحح المسار.
فهل نفعل؟



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لستُ صوت أي شيء
- التعارض بين العقل والإيمان، إلى أين يقودنا؟
- حجر على جنب الطريق
- الخط الفاصل بين الموج الأزرق والرمل
- آلان كردي، ومأساة ضميرنا الجمعي
- تعذيب الساعدي القذافي، على طريقة الربيع العربي.
- المدينة هي الزمان، والصباح هو المكان
- قهوة خفيفة السُّكَّر
- أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ
- عن تفجيرات الكويت، وجولة سريعة مع الانتحاري القاتل!
- صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ
- اقبال
- ورقةٌ بيضاءُ ناصعةُ التحدي
- البندول
- غيمة الغلو
- ضد الحرب.. ولكن!
- الواقعُ يحلمُني أيضاً
- يومياتٌ على هامش المطر
- دونَ أن أنظرَ إلى الخلف
- أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر ثابت - تصحيح المسار، فلسطينيا. كيف يكون؟