أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ














المزيد.....

صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 19:18
المحور: الادب والفن
    


صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ.
شعر ناصر ثابت

صباحاً،
يفضُّ الإلهُ المظاريفَ
يفتحُها.. ويقدِّمُها للوجودِ بكل الجمالِ الذي في الحياة.
صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ،
شيئاً فشيئاً
أرى بقعةَ الضوءِ في النافذة
أحرِّك جِلدَ الستائرِ
أقرأ سيرةَ هذا الزجاج
وأغرفُ بعض الهواءِ من العالمِ الخارجي.

صباحاً أحاولُ أن ألمسَ الهمس حين يزخُّ عليَّ من الشجرِ اللولبي
أحاول أن أتمرنَ كيف أردُّ على صورةِ الريحِ
أن أفتحَ الصدر للوهم، أن أتدرج في رغبات الحُلُم.

صباحاً أُعدُّ القصيدة للإنسيابِ، كأنَّ الحنينَ سيحملُني في المسافاتِ بين الهوى والفضاء. أقبِّلُ هذا الجمالَ بشيءٍ من الإنبهارِ، أعلِّق هذي الرؤى في مكان قصي على درجاتِ الأمل. وأسمعُ إسميَ ينطقه الزيزفون، ويحمله الآثمون، ويسقطُ في سلةٍ تتباهى بتفاحها المخملي.
صباحاً أردُّ على القادمين من الحلم الصعبِ، أسمعُ صوت الغناء الرحيبِ المعلق في جبل الأمنياتِ، أصفُّ العواطفَ صفّاً على ضفةِ النهرِ، أسرفُ في قلقٍ لا يليق بقلبي، وأسرقُ رؤياي من حيرةٍ في السماء.
صباحاً أعيد المدى للهواية بين صفوف الهواءِ، أقولُ: "لأن الوجود مدينتنا الواحدة، لأن الوجود مدينتنا الفاخرة، سأثقبُ ظل المدينة بالسيف، حتى أصير إلهاً."
صباحاً أرمم أغنيتي في تفاصيلها وأجوبُ الوجودَ الخطير، أعد الكلام لينزل عن عرشه، وأدوِّنه في كتابِ البساطة.
صباحاً أمارسُ كل الخيارات، أشربُ من قهوتي، وادلل إمرأتي، وأعيد التفاصيل للروح، أشرح وجه الجروح وأخذل ذاكرتي وأمارس فكرَ التناسي اللذيذ.
صباحاً أرد المقادير للسِّحْرِ، أشرح أحزاني المستحيلةَ للنار، أختار ذكرى الطفولة، أنوي: "بلفظٍ بسيط سخيفٍ سأصفع وجه الورق." وأنساه حتى يصير مغامرةً في الحلم.
صباحاً أرتِّلُ شعري في الأبد الحيِّ، أقرأ بعض القصائد في حضرة النورِ، أشربُ من قهوة للحضورِ، أرى ما يراه الحزانى، وأسمعُ قلب الملائكة الكاذبين، يعيدون سرد الحديثِ الخبيث عن الشمسِ، يفتعلون الخلافات بين الكواكبِ عندِ سطورِ الهواءِ الندي.
صباحاً أحمِّل قلبي في سلة للمدى، وأعطيه للشعر، حتى يحوله لسنونوة قد تطير هناك إلى ذكرياتي القديمة. ليكتب منها وعنها قليلا. ويصفح عن أبدٍ لا يحبُّ حضوري في المرحلة. وأشكر همَّ الفؤاد الذي يوقظ الكلمات الجديدة في داخلي، وأكتبُ، ما كان داهمني في المنام، وأتركُه ليعود إلى حاضري، فالنصوصُ التي تتنازل عن عرشها ترعوى، بعد أن يحسمَ الربُّ أمر الوجود.
صباحاً أحاول نفض الندى عن ظروف الكلام ولكنْ بشيء من الوثنيةِ، أفتحُها، وأعلِّقُها فوق غصنِ الحقيقة، أختصرُ الكون في لحظةٍ، وأقولُ: "سأسرقُ قلب السماء، وأسحقُه في الرمال الجريئة." فلا رأي لي بالنصوصِ الجديدةِ لكنني أتعلمُ كيف أحاورُ وحيَ الجنونِ، كمثل النبي الذي يتوهم أن السرابَ الذي جاءه في المنام، هو الوحي من عند هذا الإله.
صباحاً أحاول تجريبَ غيمي، واخرج من موتي الصعبِ من أبدي المستحيل وأجرحُ صوت الخلود، ببعض الحقائق.

صباحاً أملُّ قليلاً، وأزرعُ في القلب حرية قد تزيد وقد تتردد في وهمها، وأقتحمُ الروعةَ الجاثمة، على صدر بلوطةٍ في الحديقة. وأغرف من بئر وحيي الخصوصي بعض الرؤى. أحبذ أن يسقط القمر الحي في سلتي كي أدرِّبه أن يعودَ إلى ذكريات الطفولة.
أجالس قلب الموسيقى أغير غيم المكان، وأغسل وجه الهواء، وأصبغ شَعر الشجر، وأحرق هذا الهواء الجديدَ، وأوقظ قلب المدينةِ، عند السفوح الحزينة. لتخرج من نومها، مثلما حدث الآن لي!

28-5-2015



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقبال
- ورقةٌ بيضاءُ ناصعةُ التحدي
- البندول
- غيمة الغلو
- ضد الحرب.. ولكن!
- الواقعُ يحلمُني أيضاً
- يومياتٌ على هامش المطر
- دونَ أن أنظرَ إلى الخلف
- أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ
- ألم في الذائقة
- لم يحدث هذا معي
- أهي العصبية القبلية أم ماذا؟
- قصيدتان عن النوم
- لفظتان متعانقتان
- من سيرة الرجل الذي خذل المدينة
- ارتباك
- شارع فارغ - نص ناصر ثابت
- لا
- -عاشقٌ فوضويٌ- - للشاعر ناصر ثابت
- أسمعُ صوتكِ


المزيد.....




- إسبانيا: اعتقال الراهبة لورا غارسيا بتهمة تهريب الأعمال الفن ...
- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ