أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ














المزيد.....

أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ
شعر ناصر ثابت

أجري في الشارعِ
أركضُ، أتدلَّى من خيطٍ في الغيمِ
أضيعُ سدى
في جوفِ المدنِ الكبرى
في جوفِ التاريخِ وجوفِ الوقتْ
أتلاشى
أتوارى خلفَ الخوفِ
أغذُّ السيرَ على سحبِ المعنى، وأضيعُ ضياعاً صُلْباً
كضياعِ اللون الفضي الخافتِ في الماء
أترددُ، أفقدُ أملي
أتراجعُ عن أملي الزائفِ
أنسى أن أستحضرَ ذاتيَ من خلفِ الظل
أكسرُ عظمَ نهوضي
تنزفُ كلُّ شرايينِ كياني الغائبِ عني
تنزفُ أحلامي
تنزفُ صوراً من ماضيَّ المتروكِ على هضباتِ العشقْ
لا أنهضُ،
أبقى كسرابٍ يتلاشى في لحظةِ إتقانٍ
واعودُ إلى موتي
أُنفى خارجَ عمري، قبل ولادتيَ الآولى، في مرحلة اللاشيء
أتهجى المعنى، وأضيعْ
أكتبُ حتى أتنفسَ، لا أشعرُ بالراحةِ أبداً
من قلقي الشفوي.
يختلُّ الليلُ ولا يولدُ دوني
يُبكيني ألمٌ في الإحساسِ
أمارسُ أحزانَ الفقدِ
أحاولُ، لكنْ بطريقةِ صيادٍ لا يجرؤُ أن يقتحمَ الفكرةَ
أو أن ينقضَّ على الظبيةِ، في غابات الخفة.
أتراجعُ، نحوَ الداخلِ
نحوَ الذاتِ البئرية،
نحوَ النهرِ الرقميِّ لأمنيتي الغيداءْ
أتقوقعُ نحوَ الشعرِ
أُعرِّي أنثى الكلماتِ
وأكتبُ دونَ غيابٍ
لكنْ، لا ألمسُ حتى سطحَ اللذةِ، أو سطحَ الأفكارْ
لا أتذكر شيئاً،
أحملُ صوتي، وأكررُّ كلَّ حياتي
لا أعرفُ كيفَ أشدُّ على أملي
يبقى أملي رحباً
لا أسألُ، بل أتساءَلُ
أسقطُ في شَرَكِ التكرارِ
أرتِّلُ ديني الخاص.
الهامشُ يرفضني، وأنا لا أرفضُه
لا أغترُّ بشيءٍ، يختارُ الوهمُ تفاصيلَ حياتي بدهاءٍ
أحتدُّ قليلاً، وأشدُّ على قلبي
وهنا يسقطُ قلقي فوقَ الأرضْ
يتفتتُ كالبِلوْرِ
يصيرُ قريباً من وحلِ النار
من وحي جنون الأفكار
الصورة أكبرُ مني، وأنا أكبرُ منها
فهي تلاحقني حتى القعرِ
أقولُ لها:
"قد أنتحرُ الآنَ قليلاً، وأعودْ"
أتراجعُ عن أملي الزائفِ
أدخلُ ذاكرتي الحبلى بهباءِ المبدأ.
يا ظلي المتراكمِ، ذاتُكَ قائمةٌ في ذاتِ الله
فاختر لي من جعبته قلقاً وذنوباً فاخرةً بيضاء
أضمرُ : "سوفَ أباهي الأشجارَ بها."
لا أعرفُ أينَ رأيتُك، يا ظلي
لكني لا أخفيكَ، رأيتُكَ في حلمي أول مرة
كيفَ حلمتُكَ قبلَ لقاءٍ يجمعنا؟
كنتَ هناكَ، دليلاً للعتمةِ
خارطةً لظلامٍ شاقٍّ
تاريخاً للَّعنةِ، والإبداعْ
أنا أرضى بتفانيكَ بقتلي
يعجبني فيكَ تفانيك
فالقوة في السر،
والسرُّ هو الذاتُ المرمية في البئر
السرُّ هو الفكرةُ
لا فكرةَ تكفي للمارسة الواقع
الواقع في هذا العمرِ يُمارسُنا
نحن الأدواتُ، الأشياءُ، الأغراض، الحَبْ
نسقطُ في كل مهاوينا
بطريقةِ حبةِ زيتونٍ،
عصرتها أحجارٌ بضخامةِ رَبْ

10-1-2015



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم في الذائقة
- لم يحدث هذا معي
- أهي العصبية القبلية أم ماذا؟
- قصيدتان عن النوم
- لفظتان متعانقتان
- من سيرة الرجل الذي خذل المدينة
- ارتباك
- شارع فارغ - نص ناصر ثابت
- لا
- -عاشقٌ فوضويٌ- - للشاعر ناصر ثابت
- أسمعُ صوتكِ
- ألمٌ حقيقيٌّ على تقاطع الطرق
- نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..
- دربٌ طويلُ
- هباء
- في سان هوزيه، أمضيتُ بعض الوقت مع ذكرياتي النيئة
- قهوة تستحضرُنا
- أكرر نفسي
- حلم بحرف الغين
- غبشٌ خفيفٌ


المزيد.....




- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ