أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ناصر ثابت - نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..














المزيد.....

نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..
بقلم ناصر ثابت

لستُ هنا بصدد إقناع عشاق نظريات المؤامرة من بني جلدتي بخطأ نظريات المؤامرة التي يرددونها. فهذا الأمر حاولت أن أفعله دائماً من خلال حواراتي المتواصلة معهم وبشكل هادئ ومفتوح. أنا هنا بصدد السخرية من نظريات المؤامرة التي يعتنقونها ويرددونها ويؤيدونها.
نعم، لم يتبقَّ لي إلا السخرية. ليس من الأشخاص إنما من الأفكار. من النظريات نفسها، من مبدأ الإيمان بها، وبصحتها.
فمثلا، ألا تستحق فكرة أن الغرب يتآمر على الشعب الفلسطيني السخرية؟ أنظر إلى الشعب الفلسطيني دون أن تربط ما يحدث فيه لا بالغرب ولا بالشرق. ألا تقوم الأحزاب والفصائل هناك بتخريب كل ما يمكنها تخريبه في القضية الفلسطينية دون تدخل من أحد؟ هل يحتاج الغرب إلى أن يتآمر على شعب فلسطيني منقسم يكره بعضه البعض الآخر، ويحلل البعض دم البعض الآخر؟
لا يحتاج الشعب الفلسطيني لمن يتآمر عليه ولا على قضيته، لأن هنالك من يقومون بهذا العمل من الداخل، يقومون به باحتراف واخلاص، من حيثُ يدرون ولا يدرون!
وكمثال آخر، ألا تستحق فكرة أن الغرب يتآمر على سوريا السخرية؟ ضعوا الثورة السورية وتبعاتها جانباً وفكروا قليلا. هل هنالك ما يستحق من الغرب أن يتآمر عليه في سوريا؟ بلد يعيش تحت قبضة نظام دموي، يحمي حدود إسرائيل من جهة ويحدثنا عن المقاومة من جهة أخرى، ويقمع شعبه بكل حقد، ويمنع الإبداع والحرية، ويسخِّر كل موارد البلد وطاقته للحفاظ على الكرسي؟ هذا التآمر الداخلي على سوريا من قبل النظام نفسه يجعل المؤمرات الخارجية ونظرياتها مدعاة للسخرية والاستخفاف.
أما من يعتقد أن هناك من يتآمر على مصر، فيستحقُّ سخرية أكبر بحجم مصر وشعبها. هل تحتاج مصرُ إلى من يتآمر عليها من الخارج؟ من الغرب أو الشرق أو الجنوب أو الشمال؟ إن في الداخل المصري من يقوم بهذه العملية بإخلاص شديد ومنقطع النظير. يدمرون مقدرات بلدهم ويجلدُ بعضُهم البعضَ الآخر ويتآمر عليه ويتمنى سقوطَه وفشلَه، ضاربين بعرض الحائط مصلحة الوطن المصري. وهنا أنا أقصدُ طرفي النزاع الداخلي، دون انحياز إلى أي منهما.
إن الغرب لا يحتاجُ لأن يتآمر علينا. لأنه لا يضيِّع وقتَه في مشاريعَ لا حاجةَ له بها. بل أن الغرب عنده من الأمن والأمان والترف والرفاهية ما يكفي لكي يحمي نفسه من مجرد احتمال أن يقوم أحدُهم بضرب مصالحه. إن الاستقرار الذي يعيشه، يعطيه الفرصة لكي يستبقَ الأحداثَ ويدرس الاحتمالات ويحلل المعطيات ويضع الخطط التي تحفظ حدودَه وقوانينه ومجتمعاته. ولا يحتاج أبداً لأن يَشغَل نفسه في تخريب بلاد يقوم أهلُها بتخريبها بأيديهم!
بدل أن تفكروا وتؤمنوا بنظريات المؤامرة، من قبل قوى خارجية وأجانب يعملون لكي يخربوا أوطانكم، فكروا بطريقة تخرجون بها الأوطان من التجاذبات الداخلية القاتلة التي تدخلكم في دوامات لا تعرفون بدايتَها ولا نهايتَها.



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دربٌ طويلُ
- هباء
- في سان هوزيه، أمضيتُ بعض الوقت مع ذكرياتي النيئة
- قهوة تستحضرُنا
- أكرر نفسي
- حلم بحرف الغين
- غبشٌ خفيفٌ


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ناصر ثابت - نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..