أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - لقد أنقذوا دماغ لينين














المزيد.....

لقد أنقذوا دماغ لينين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 13:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أجريت تشريح جثة لينين في نفس الليلة التي جرى فيها تحنيطه , استمر تشريح جثته لأربع ساعات و أربعين دقيقة . تقريبا في المنتصف فتح دماغ لينين و تم تأكيد سبب الوفاة .. كان لينين قد عانى من نزيف دماغي في 21 يناير كانون الثاني 1924 , نزفت كمية كبيرة من الدم داخل دماغه , أكثر مما كانت شرايينه المصابة بالتصلب قادرة على التحمل . كان الضغط كبيرا جدا على شرايين الدماغ المريضة أساسا , فتمزقت جدران تلك الأوعية لتدفع بالمزيد من الدم داخل الدماغ . صدر تقرير رسمي عن تشريح الجثة في يوم جنازة لينين . أحد القراء و هو مثقف غير حزبي انتقد التقرير لأنه كان يحمل رسالة مفادها أن "لينين لم يكن سوى مادة , ليس أكثر من نصف كرتين مخيتين و أمعاء و تجويف بطني و قلب و كليتين و طحال ..." . كان وزن دماغ لينين 1340 غ .

في 1968 أعادت شركة أفلام باراغون إنتاج أحد القصص المسرحية القديمة لصالح التلفزيون . كانت مدة فيلم مجانين ماندوراس ( 1963 ) 70 دقيقة فقط , لذلك أضيفت 20 دقيقة من الصور لتكمل الساعة و النصف . كانت النتيجة هي فيلم "لقد أنقذوا دماغ هتلر" , كانت النتيجة مزيج مريع من هراء الخيال العلمي للستينيات , و نوستالجيا الحرب العالمية الثانية و أفلام التجسس . بالطبع لم يستطع أحدهم إنقاذ دماغ هتلر . لأن معظم ذلك الدماغ , كما يعرف الجميع , كان قد تطاير على جدار أحد الملاجئ في برلين . و ما تبقى منه لم يكن من الممكن إنقاذه . لكن دماغ شخصية أخرى تاريخية – شخص يناظره في الأهمية , و إن كان القطب النقيض له سياسيا – قد أنقذ بالفعل . ما يزال دماغ فلاديمير لينين يسبح في الشحم في مكان ما في معهد موسكو لأبحاث الدماغ , الذي تأسس بعد وفاة لينين بوقت قصير . دعا نيقولاي سيماشكو , مفوض الشعب للصحة , زوجا من أطباء الأعصاب المشهورين عالميا إلى العاصمة الروسية ليفصحوا دماغ لينين . كان سيسيلي و أوسكار فوغت , اللذان كانا أعلى مرجع في علوم الدماغ يومها , يعيشان في باريس . كان سيماشكو و حليفه في المكتب السياسي , ستالين , يرغبان في الظاهر أن يبرهنا على عبقرية الزعيم السوفيتي الراحل على أساس مادي . عند وصولهما موسكو لقي الزوجان فوغت ترحيبا حارا من قادة الحزب . و وضع بتصرفهم فريقا من المساعدين و المخبريين , و بناءا يمكنهم أن يجروا فيه أبحائهم . بدأ الفريق المؤلف من الزوج و الزوجة عملهما على الفور . أعجب أوسكار بالذات بترتيب الخلايا العصبية لدماغ لينين . كان دماغه يضم عددا كبيرا من الخلايا الهرمية الكبيرة بشكل أكبر من الطبيعي المتجمعة حول القشر , مما يفترض أن يعني قدرة تركيبية قوية . كان فوغت يصف لينين في مجالسه الخاصة "برياضي تركيبي" . لكن كان هناك دافع خفي آخر وراء دعوتهما إلى موسكو . كان لينين قد ترك وصية ناقش فيها نقاط ضعف و قوة القادة البلاشفة , الذين كان كثيرون منهم يتنافسون الآن على خلافته . بينما انتقد لينين الجميع , لكنه وجه أقسى نقد إلى ستالين . في الأشهر الأخيرة قبل وفاته , غالبا ما اختلف لينين و ستالين بقوة . وصلت الأمور إلى حد أن لينين اقترح إبعاد ستالين عن منصب الأمين العام . كانت كروبسكايا و تروتسكي و غيرهما يأملون أن يجد فوغت أن لينين كان بكامل قوته العقلية حتى وفاته . طبعا كان ستالين يريد من فوغت أن يثبت ذكاء لينين الخارق , لكنه كان يريد في نفس الوقت أن يبرهن على أنه لم يكن بكامل قواه العقلية عندما أملى وصيته تلك . في النهاية , لم تحل أبحاث فوغت تلك المسألة . نشرت النتائج الأولية لهذه الأبحاث في عام 1929 دون أن تتبعها أية مقالات أخرى . لم تعلن النتائج حتى عام 1967 فيم يتعلق بتلك الأبحاث التي أجريت على دماغ لينين . كتب الكثير حول هذه الحادثة الغربية في تاريخ الطب و الدولة السوفيتية المبكرة . صاغ الكاتب الألماني تيلمان شبينغلر هذه الأحداث في رواية عام 1991 . و قد ترجمت روايته دماغ لينين إلى الكثير من اللغات . باول ر . غريغوري , و هو من ليبراليي الحرب الباردة , كرس فصلا في مجموعته دماغ لينين و بقية قصص الأرشيف السوفيتي السري , لهذه الحادثة . و خصص إيغور كلاتزو فصلا من سيرة حياة سيسيلي و أوسكار فوغت لزيارتهما إلى موسكو . و كتب جوشين ريتشر بانثيون الأدمغة : معهد موسكو لأبحاث الدماغ 1925 – 1936 . رغم أنها ليست علمية بشكل قاطع كما يبدو , بعد مرور حوالي قرن , لكن عبادة العبقرية في دوائر علم الأعصاب لم تقتصر على لينين . تم التبرع بدماغ فلاديمير ماياكوفسكي أيضا لنفس المعهد و درس مطولا أيضا . و بعد وفاة ألبرت أينشتاين عام 1955 استخرج دماغ العالم الكبير و قطع و درس بعناية كبيرة . مثل لينين كان أينشتاين يعتبر نفسه اشتراكيا ( و إن من نوع آخر ) . لقد سحقت القدرة العقلية الشيوعية الرأسمالية القزمة .

نقلا عن
https://thecharnelhouse.org/2016/05/10/they-saved-lenins-brain/



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم الذي لا ينتهي
- الأناركيون الروس يتساءلون : هل انتهت أنتيفا ( حركة معاداة ال ...
- من الإنسكلوبيديا الأناركية – الأناركية , الهرمية
- مقتطفات من -لماذا لست مسيحيا- لبرتراند راسل
- برتراند راسل عن اللاأدرية
- الأغبياء , إنهم يشتمون النبي محمد
- هل يجب أن نسخر من الأديان ؟ لتوني غيبسون
- حلب
- ران برييور عن ( فيلم ) أفتار
- رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر
- هل ساعد النظام السوري فعلا في صعود الإسلاميين
- حركة احتلوا وول ستريت : الديمقراطية ضد التسيير الذاتي
- أزمة السلطة للأناركي النقابي الروسي الكسندر شابيرو - 1917
- ديمقراطية الرجعية , 1848 - 2011 , للمجموعة الأناركية كرايم ث ...
- الثورة السورية و البحث عن فتوى
- -دين أناركي- ؟ لبيتر لامبورن ويلسون
- في بيان استحالة أن تكون الثورة السورية ثورة إسلامية , سنية
- هل نحن جيدون بما يكفي لبيتر كروبوتكين
- معاداة الأسدية كممانعة
- نحو إلحاد تحرري - نقاش مع نقد محسن المحمد للإلحاد السائد عرب ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - لقد أنقذوا دماغ لينين