أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - معاداة الأسدية كممانعة














المزيد.....

معاداة الأسدية كممانعة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ السوريون يخرجون من الظلام و بدأت وجوههم تأخذ ملامح بشرية حقيقية مع بداية الثورة , لكن سرعان ما عادوا للاختفاء وراء ستار جديد .. سرعان ما تحولت معاداة الأسدية إلى شكل جديد , نسخة جديدة من ممانعة النظام الأسدي و عدائه المزعوم للإمبريالية ... تحولت معاداة الأسدية من فعل شعبي عام إلى فعل نخبوي خاص , من وسيلة , لتحقيق شيء سماه السوريون تارة بالحرية و تارة بالكرامة , إلى غاية بحد ذاتها , تخفي وراءها ملامح السوريين وراء نفس عبارات الخطاب الأسدي : الوطن , الأمة , الطائفة , الثورة , الانتصار , الصمود , الممانعة , و كما كانت معاداة النظام الأسدي للإمبريالية أحد أهم "مبرراته" لقمع السوريين و تغييبهم في سوريا الأسدية , تصبح معاداة الأسدية بشكلها النخبوي الجديد مبرر الصمت عن ممارسات القمع و النهب اليومية في سوريا اللاأسدية و الاستسلام لها و تخوين و تجريم أي انتقاد أو معارضة لهيمنة السادة الجدد , معادو الأسد الحصريون .. في حلب في الأيام الخمسة أو الستة الحاسمة مات 700 سوري , دون وجوه , دون ملامح , دون أن يذكرهم أحد حتى , تحول رفع الحصار عن ال 300 ألف حلبي إلى شيء منفصل عنهم , لا علاقة له بهم , إلى حالة خاصة بالمقاتلين و المجاهدين , خاصة بالمحسيني و أشباهه و مريديه , الممارسون و الوكلاء الوحيدون الحصريون لمعاداة الأسدية .. في سوريا المقابلة لسوريا الأسد يحتكر المشهد العام المجاهد و خطباء المنابر و غيرهم من ممارسي معاداة الأسدية النخبوية و يختفي كل ما عداهم , خاصة السوريين العاديين ... يفيد أن نذكر هنا أن الناصريون و الأسديون أنفسهم بدأوا بنفس الطريقة , من معاداة الإمبريالية و استعمار الرجل الأبيض انتهى هؤلاء إلى انضمامهم هم أنفسهم إلى هامش النخبة العالمية التي أرادوا الثورة عليها و إلى إنتاج تهميش و قمع أسوأ حتى من القمع و القهر السابق الذي قالوا أنهم يثورون عليه ... و أيضا يفيد هنا أن نذكر عداء الخميني , الإسلامي النزعة , لهيمنة الغرب و للاستبداد العلماني المحلي , استبداد الشاه , هو أيضا انطلق من لحظة تاريخية مشابهة تماما للثورة السورية , بدأ الخميني بالحديث عن المستضعفين أيضا و انتقاد تغييبهم على يد الشاه عن المشهد العام لصالح وجود الطاغية الأوحد , لكن إيران الخمينية لا تختلف في الجوهر عن إيران الشاه , في السلطة أصبح الخميني شاهنشاها حقيقيا , تماما كما أصبح لينين و من بعده ستالين قياصرة حقيقيين , و يبقى من المنطقي أن نسأل : أيهما أقل وطأة أو أقل سوءا على هؤلاء المستضعفين : استبداد و قمع الشاه أم الخميني , القيصر الأبيض أم الأحمر أو الأخضر ؟؟؟ .. بل إن الخميني تعامل مع أرواح مؤيديه بالذات , أولئك المستضعفين الذين كان يزعم أنه يريد تحريرهم , بمنتهى العبثية و الاستهتار عندما أرسلهم في موجات انتحارية عبثية ضد حقول ألغام و أسلحة صدام الكيماوية في سبيل نصر إلهي متوهم ... في الحروب المختلفة للجيش الأحمر كان ستالين و جنرالاته يضحون بجنودهم دون أدنى اعتبار لحياتهم .. هكذا يتعامل مخلصو المستضعفين مع من يقولون أنهم يحررونهم ... لماذا تنتهي كل هذه الحركات الخلاصية إلى إنتاج نفس القهر و التهميش الذي "تثور" عليه ؟ أي لعنة هذه ؟ بكلمة , في كل مرة تستبدل فيها الجماهير بنخبة , و تستبدل حرية الجماهير بسلطة نخبة , سنصل دائما إلى نفس النتيجة .... تقوم معاداة الأسدية على فكرة محورية تفصل الاستبداد و القهر و الطائفية الخ على مقاس النظام الأسدي لتحرر بالتالي السلطة القادمة من أي التزام تجاه الناس العاديين الذين يصبحون بدلا من حقهم في محاسبة تلك النخبة و نقدها و معارضتها يجدون أنفسهم في دائرة الاتهام و المراقبة و العقاب من قبلها ... و تدعم نظريات المؤامرة ذلك النمط النخبوي من معاداة الاستبداد السابق أو الخارجي أو الآخر , إنها بكل بساطة تسمح من جهة بتبرير أي فشل و هزيمة , و ما أكثرها , و بتبرير القمع , و أيضا ما أكثره ..... لا أعرف كم خدم الخميني المستضعفين الذين غضب و بكى بسبب اضطهادهم و قمعهم على يد الغرب و الشاه العلماني , و لا كم خدم لينين و ستالين البروليتاريا التي أرادوا تحريرها , و لا الثمن الذي دفعه هؤلاء المستضعفين على يد هؤلاء ... و يبقى السؤال : في حرب بين سافاك و جلادي الشاه و بين الجماهير التي كانت أكثريتها تعتقد أن منح الخميني سلطات مطلقة ستجعل حياتها أفضل , و في أي وقت كان يجب انتقاد سلطوية الخميني و خداعه للمستضعفين دون السقوط في مستنقع دعم طاغية مجرم فاشي كالشاه ؟



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إلحاد تحرري - نقاش مع نقد محسن المحمد للإلحاد السائد عرب ...
- ابراهيم اليوسف .... حقا ؟
- عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء
- من مقدمة كتاب السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية لفيلهلم رايتش
- عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد
- إلى الأخت عبير النحاس : الأخت التي قدمت أول شهيد من أجل سوري ...
- الزحف المقدس
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : سورية في العالم , العالم ف ...
- الشتيمة في الثورة السورية
- انتصار الثورة المضادة
- إسلامية إسلامية لا شرقية و لا غربية
- حوار مع مقال أسعد أبو خليل الأخير , عن إسرائيل الأخرى , و ال ...
- تعقيب مهم على تعقيب الرفيق الماركسي يوسف الحبال
- عندما خطب نصر الله
- مواطنون لا أقليات
- عشرة نقاط عن المقاومة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأورو ...
- الفصام المعاصر للهوية * الإسلامية
- لا دولة ديكتاتورية علمانية أو دينية ! بل مجتمع حر دون دولة ! ...
- الخميني و -أولوية الروح- لمكسيم رودنسون
- الكذب


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - معاداة الأسدية كممانعة